الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القبيلة ترجم حقيقتها حتى الموت بقلم:صائب خليل

تاريخ النشر : 2020-01-29
القبيلة ترجم حقيقتها حتى الموت بقلم:صائب خليل
القبيلة ترجم حقيقتها حتى الموت

صائب خليل

27  ك2 2020

اثبتت الاحداث ان أغلي شيء لدى العراقي حالياً، ليس وطنه، ولا امه ولا ابوه أو اولاده. أغلي شيء عنده هو: "حقده"! واقصى امنياته هو إرضاء حقده! وهذا الحقد يقسم العراقيين الى فرق. و "الفريق" ليس بالضرورة طائفي أو قومي .. أو "ريال" مقابل "برشلونه"..  قد يكون حقد على شيء تافه مثل المالكي أو أية شخصية يقوم التلفزيون برسم القرون على رأسها مثل مقتدى، وهكذا. ليس بالضرورة أن يتم بناء الحقد على أساس من الحاضر، فيمكن استدعاء احداث من الماضي فجأة لتكون هي الحاضر. المهم صنع  شيء يصلح للانقسام ولعب كرة الحقد الممتعة. وآخر ما ابتكره العراقيون من "فرق" هي "فرق التظاهرات" وأحقاد التظاهرات وغيرة التظاهرات! 

آخر تظاهرة، كانت واضحة، خرج فيها أكثر من مليون شخص، يطلبون طلباً محددا وواضحا وعزيزا على كل العراقيين، بل على كل انسان سوي، لم يتشوه إلى درجة تجعله مسخاً، ومازال بإمكاننا ان نسميه انساناً، وهو خروج قوات الاحتلال من بلادهم. نال هؤلاء من كراهية وحقد وتشويه ما يثير الدهشة! لماذا؟ لأنهم رأوا فيها "منافساً" لتظاهراتهم! رأوا فيها من يهدد بأخذ كأس البطولة منها! واقنع المنافسون أنفسهم بأن هذه الملايين لم تخرج ولم يكن لها هدف في حياتها أو شيء يشغلها إلا تخريب تظاهرته المدللة التي لا يجب ان يسمح لأية تظاهرة أخرى ان تنافسها او تقاسمها هذا الشرف ابداً!  

قلنا ان هدف التظاهرة كان إخراج الاحتلال، وان هذا هدف أي انسان سوي، وبالتالي لابد ان يكون هدف معظم من "يشجع" تظاهرة التحرير، فلماذا رأوا فيها عدواً وتحدياً لهم بهذا الشكل؟ لا شيء يقف اليوم بين العراقي الجديد وإرضائه حقده. 

للحقد المقدس قدرة على البقاء على قيد الحياة وتجاوز التحديات. فلو حقد الفريق1 على الفريق2 لاختلاف موقفهما، ثم إذا تغير الظرف فاتخذ الفريق 2، الموقف الذي كان الفريق1 يدعمه، فلن يغير الفريق1 رأيه بالفريق2 ويصالحه، لأنه سيخسر حقده العزيز على قلبه! لذلك يفضل أن يغير رأيه بموقفه السابق ، حتى لو كان قد قضى حياته يدافع عنه، من أجل أن يبقي الفريق2 عدواً! ولا يحتاج لتبرير انقلابه أكثر من ان يقول ان موقف الفريق2، "حق اريد به باطل"! 

هذه هي العبارة السحرية الكافية، فيصفق له الحاضرون، ثم يأخذ راحته ليجلده بكل ما امتلك من سياط المتعة لـ "تفويخ" الحقد، وبقسوة لا يمتلكها الا الساديين. 

اية حقيقة قد تتجرأ على الوقوف بين الحاقد وحقده المقدس، تنل منه ما لم تنله من أشد اعدائها في التاريخ فيتعاون عليها مع بضعة من امثاله، يتفقون على ان يخنقوا ضمائرهم تماما، فلا يفتح أي منهم فمه بأي دفاع عنها، أو سؤال عن أي شيء، بل يتناوبون اغتصابها وجلدها بتعليقاتهم ونكاتهم التي تنز الأدرينالين في كل كلمة، ولينزلوا بها كل ما خلق الله وما لم يخلق من تشويه وتمزيق، وكأنهم قبيلة حكمت على فتاة ارادت استقلالها، بالموت رجماً، فتحول افراد القبيلة الذين كانوا قبل دقائق بشراً اعتياديين، إلى زومبيات مبرمجة لقتل الحقيقة، مهما كانت تلك الحقيقة واضحة وبسيطة.. ومهما كان تاريخها صديقاً! 

هذه هي متعة أبناء العراق الجديد، ولكم ان تستنتجوا الكارثة القادمة حتما على هذا البلد المسكين!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف