الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مواجهة صفقة القرن بقلم : صلاح صبحية

تاريخ النشر : 2020-01-28
مواجهة صفقة القرن
بقلم : صلاح صبحية

يجتمعون في القدس على مستوى رؤساء الدول وزعمائها في الذكرى الخامسة والسبعين للمحرقة المزعومة التي صدّقها الجميع ، جاؤوا إلى القدس في ذكرى الخداع والتضليل ليس لابداء حزنهم على ضحايا أفران الغاز التي أقامها هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية ، بل من أجل أن يعلنوا موافقتهم العملية على صفقة القرن التي ابتدأت باعلان القدس عاصمة للاحتلال الصهيوني والتي تواجدوا فيها قبل أيام قليلة من مؤتمر الصفقة في واشنطن .
لم تكن المحرقة ( الهولوكوست ) المزعومة التي أرادها هتلر إلا طريقاً واسعاً للعبور اليهودي إلى أرض فلسطين، وذلك لإقامة وطنهم القومي تنفيذاً لوعد بلفور ، فلقد فعلها الصهاينة في القاهرة وبغداد للضغط على اليهود من أجل الهجرة إلى فلسطين.
الأحداث على مر التاريخ المعاصر مترابطة مع بعضها ، وكلها في خدمة تنفيذ المشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني على أرض فلسطين الذي هو إرادة وهدف أوربي امريكي ، وما حدث قبل أيام في القدس يرتبط بما قبله وبما بعده ، فالقدس منذ اعلان الرئيس الأمريكي ترامب بأنها عاصمة الاحتلال الصهيوني اختلف وضعها عالمياً من ناحية التعامل السياسي والدبلوماسي معها ، فأي زيارة رسمية لها من قبل أي رئيس أو وزير أو مسؤول لأي دولة كانت هو بمثابة القبول بالإعلان الامريكي بأنها عاصمة الاحتلال ، لأنه لمن أراد التباكي على ضحايا المحرقة المزعومة كان بامكانه الذهاب إلى أوشتفتز ليذرف دموعه هناك ، أما أن يأتي إلى القدس وعلى بعد دقائق منها ارتكب الصهاينة مجزرة دير ياسين ، دون أن يشير أحد منهم إليها ، حيث كانت هذه المجزرة البوابة الواسعة لارتكاب الصهاينة المجازر العديدة في فلسطين ، عين الزيتون والطنطورة وترشيحا والمئات من المجازر عام ١٩٤٨ ليتبعها محازر كفر قاسم وقبية ونحالين والسموع وبحر البقر وقانا ، فيبدو أن هؤلاء الذين زاروا القدس لم يعرفوا شيئاً عن تلك المجازر البشعة ، فما كانت زيارتهم للقدس في ظل تطورات درامتيكية على الأرض إلا تمهيداً لمشاركتهم اليوم مؤتمر صفقة القرن .
فكلّ الأمور ترتبط ببعضها البعض وخاصة في ظل ربيع عربي مزعوم أدى إلى تدمير مقومات وبنى الدول العربية جميعها بما فيها دول الخليج التي أصبحت تعاني من انهيار اقتصادي أدى إلى أن تقوم العديد من الشركات العاملة فيها إلى انهاء العقود مع عمالها وتوقيف مشاريعها وتصفية أمورها وإغلاق أبوابها ، وهذا الانهيار العربي أدى إلى القيام بالتطبيع مع الاحتلال الصهيوني دون أي خجل ومسؤولية وطنية وقومية وإنسانية ، وأصبحت المطارات العربية مفتوحة أمام الصهاينة على حين أنها مغلقة بوجه الفلسطينيين .
واليوم ينعقد مؤتمر صفقة القرن سواء بحضور أو غياب عربي ، فالعرب سيدفعون الكلفة الإجمالية لتنفيذ صفقة القرن ، وهم يفعلون ذلك للتخلص من القضية الفلسطينية التي أقضت مضاجعهم على مدى سبعة عقود ، وينعقد مؤتمر صفقة القرن ليسدل الستار على القضية الفلسطينية من وجهة نظر الموقف الأمريكي الصهيوني فهل يتحقق لواشنطن ذلك ؟
أمام انعقاد مؤتمر صفقة القرن يجد الفلسطينيون أنفسهم في موقف حرج ، فالانقسام الفلسطيني يجسد حالة الضعف الفلسطيني، فلا وجود لموقف فلسطيني موحد تعبر عنه جهة فلسطينية واحدة هي منظمة التحرير الفلسطينية، وإن أجمع الفلسطينيون على رفض صفقة القرن ، وهذا يتطلب من الفلسطينيين جميعاً توحيد أنفسهم وموقفهم في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، لأن أي موقف خارج إطار المنظمة هو تعبير عن حالة ضعف لا قوة ، فالعدو الأمريكي الصهيوني راهن وما زال يراهن ليس على تعدد المواقف بقدر ما يراهن على تعدد الجهات المعبرة عن الموقف الفلسطيني تجاه صفقة القرن ، هذه الصفقة التي ترى في الانقسام الفلسطيني قوة لها .
إن مواجهة مؤتمر صفقة القرن يتطلب استنهاضاً فلسطينياً قيادياً وشعبياً وهذا لا يتم بشكل عفوي ، وإن تم بشكل عفوي ، أو بشكل فصائلي ، فإن المطلوب الفوري هو تأطير أي استنهاض فلسطيني وتحويلة إلى انتفاضة حقيقية ، أولى خطواتها تنفيذ قرارات المجلسين المركزي والوطني والانعتقاق من قيود أوسلو التي وضعها العدو الصهيوني خلف ظهره منذ أيار ١٩٩٩ حيث كان من المفروض اعلان قيام الدولة الفلسطينية بكلّ مؤسساتها .
وهذه المواجهة تقع على عاتق حركة " فتح" أولاً لأنها هي حامية المشروع الوطني الفلسطيني، ولأنها هي من يقود منظمة التحرير الفلسطينية، ولأنها هي من يقود السلطة الوطنية ، وعلى عاتق حركة " فتح " تقع مسؤولية إعادة ترتيب البيت الفلسطيني في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وهذا انطلاقاً من أن كلّ الشعب الفلسطيني ينظر إلى حركة " فتح " بأنها هي من تملك امكانية استنهاض الشارع الفلسطيني بما يخدم الهدف الوطني الفلسطيني ، وإذا ما أحسنت حركة " فتح " ذلك وحسبما جاء في بيان مجلسها الثوري فإنّه سيعزز ثقة الجماهير الفلسطينية بها ، فمواجهة صفقة القرن يتطلب فعلاً نضالياً على الأرض يعلن تمسك شعبنا الفلسطيني بحقه التاريخي والسياسي والشرعي بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وحق تقرير المصير على أرضه الفلسطينية .

٢٠٢٠/١/٢٨ صلاح صبحية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف