الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ورش الحكي: بين الواقع والمأمول بقلم: مجدي شلبي

تاريخ النشر : 2020-01-28
ورش الحكي: بين الواقع والمأمول بقلم: مجدي شلبي
ورش الحكي: بين الواقع والمأمول
محاولة لتحقيق الهدف المنشود من (ورش الحكي)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل الولوج لموضوع (ورش الحكي: بين الواقع والمأمول) نبدأ بـ:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعريف كلمة (ورشة)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأتي كلمة (ورشة) من (وَرِشَ الوَلَدُ: خَفَّ، نَشِطَ)، وهو النشاط الذي يوصف به ـ أساسا ـ المكان المعد للصناعة أو الإصلاح (ورشة)، ومن ثم جاز استخدامها للتعبير عن حلقة دراسية لمجموعة صغيرة من الدراسين والخبراء والمدربين، يتم عقدها للتفاعل والتعاون حول قضية ما، أو موضوع معين، بغية الاهتمام به، وإلقاء الضوء عليه، لإصلاح ما شابه من تشوهات أو تحريف، من خلال آليات صالحة للتطبيق...
وبإيجاز شديد؛ تُعد (الورشة) في جميع الأحوال: المكان الذي يجتمع فيه العلم: (المعرفة) بالعمل: (المهارة)، ومن ثم (يأتي الإصلاح من علم ومن عمل)؛ فالعلم وحده في (الورشة) لا يكفي؛ يقول بيت الحكمة:
العلم إن كان أقوالا بلا عمل *** فليت صاحبه بالجهل منغمر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعريف كلمة (حكي)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم ما يتبادر لذهن البعض أن (الحكي) يقتصر على (سرد الحكاية/ الحدوتة/ القصة/ الرواية) بشكل مجرد؛ إلا أن واقع الأمر: أن كلمة (حكي) تأتي من: (المحاكاة: المشابهة، المماثلة، التقليد...) بكل ما تعنيه من نقل الحكاية بكل ما فيها من نبرات صوت، واختلاف حركة، وبراعة أداء...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الحكي) جد الفنون!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وطبقا لما ورد عاليه من تعريف؛ كان (الحكاء) يقوم بسرد (حكايته) سردا شفهيا، يماثل فيه الأحداث ـ الواقعية أو المتخيلة ـ مقلدا ـ كما ذكرنا ـ (الصوت) و(الحركة) ومشاهد تلك الوقائع في أداء (مسرحي) متقن، ومن ثم إذا صح أن (المسرح أبو الفنون) فإن (الحكي) هو: (أبو المسرح/ جد الفنون)،
وهذا يعني أن (الحكي) ليس مجرد سرد قصصي مجرد ـ كما تفعل جل ورش السرد ـ بل هو إحياء لفن تراثي جامع؛ انبثقت منه، وتطورت عنه جميع الفنون بلا استثناء: (السرد القصصي)، (فن الإلقاء)، (فن التمثيل)، ولا أبالغ إذا قلت: و(الفنون التشكيلية أيضا) وسأسوق الدليل لاحقا...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تطور وسائل (الحكي)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعودة إلى الماضي؛ نجد أن (الحكاء) كان يروي بـ(الحكي المسرحي التمثيلي) سير البطولات، التي كان أشهرها (السيرة الهلالية/ أبوزيد الهلالي)، في الوقت الذي كانت فيه السينما الصامتة تعتمد على (حكاء) يكتفي بالتعليق على المشاهد بصوته فقط... أما في الأحياء الشعبية؛ فقد كان (الحكاء) يلجأ لوسيلة يستعرض من خلالها رسومات وصور لأساطير شهيرة مثل حكايات (جحا)، وذلك من خلال ما كان يُعرف بـ(صندوق العجب)؛ معلقا أيضا على الصور والرسومات التي يعرضها بشكل متتابع أمام الناظر المتواري رأسه داخل الصندوق... (تلك الرسومات والصور التعبيرية) أراها التجارب الأولي لاستعادة فن الرسم الذي يرجع للعصر الفرعوني، كما أن (صندوق العجب) هذا؛ كان بداية فن (التصوير الفوتوغرافي) الذي تطور تطورا مذهلا فيما بعد...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لماذا الاهتمام بالتراث الشعبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعتبر (التراث الشعبي) بوجه عام هو الإرث الحضاري الذي يجب أن نفخر به ونعتز، (فمن ليس له ماض؛ ليس له حاضر ولا مستقبل)، فوقوفنا على جذور المعرفة؛ ليس وقوفا على أطلال، استدعاء للنحيب والبكاء على ماض ولى وفات، لكنه وقوف لاستلهام ما فيه من دروس وعبر وعظات...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهمية (ورش الحكي)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تستمد ورش الحكي أهميتها من كونها تحيي فنا تراثيا شاملا (هو جد الفنون كما أوضحت) ومصدر إلهام، ونواة لاكتشاف المواهب في مجالات عديدة إما: (فن السرد) أو (فن الإلقاء) أو (فن التمثيل)، أو مجتمعة في (فن الحكي) من خلال اكتشاف (حكائين) جددا، سيكون لهم شأن كما ذكر أفلاطون (الحكاؤون سوف يحكمون العالم).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخيرا وليس آخرا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل ستنجح (ورش الحكي) ـ التي تنظمها المواقع الثقافية حاليا ـ في اكتشاف و تنمية مواهب (حكائين) يضارعون في أعدادهم تلك الكثرة ممن يكتبون قصصا وروايات؟؛
الجدية والإخلاص كفيلان بالإجابة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) عضو اتحاد كتاب مصر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف