الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لأنها إمرأة بقلم: د. ميسون الشنباري

تاريخ النشر : 2020-01-28
لأنها إمرأة بقلم: د. ميسون الشنباري
لأنها امرأة
الكاتبة والروائية والمترجمة التي ذاع صيتها وملأ الدنيا منذ القرن العشرين وحتى يومنا هذا ، إنها المرأة الناقدة والفلسطينية الشاعرة مي زيادة فراشة الأدب وريحانة الشرق ، وتعتبر واحدة من رواد وأعلام النهضة الأدبية البارزين في تاريخ الأدب النسوي العربي في النصف الأول من القرن العشرين .
استطاعت بقوتها الأدبية والفكرية التأثير في الوعي الأدبي ، من خلال عينها الناقدة ، وقدرتها على الإحاطة بمواضيع شتى يستفيد منها القارئ ويتجذر في وعيه أهمية وعظمة الكلمة .
إنها المرأة ..مي زيادة التي اقتحمت عالم الرجال ، فكانت تعقد ندوة أسبوعية باسم ندوة الثلاثاء ويحضرها الكثيرون من فحول عصرها من أدباء ونقاد وشعراء ، ولعل أبرزهم العقاد وأحمد شوقي وطه حسن والرافعي ، في الوقت الذي كانت فيه المرأة لا تزال تخطو أولى خطواتها في التعليم والحرية الفكرية ، فكانت مي زيادة رائدة التنوير في عصرها متفوقة على المفكرين الرجال ، فهي المرأة العربية التي استطاعت أن تقتحم عالمهم ، وجمعتهم حولها ، يتناقشون نقاشا حرا في السياسة والأدب والدين والثقافة العربية ، رافضة كل القيود التي كانت تكبل المرأة في ذلك الوقت.
نشرت الكاتبة مي زيادة مقالات أدبية ونقدية اجتماعية لفتت الأنظار إليها ، حيث امتازت بسعة الأفق ودقة الشعور ، وجمال اللغة ، فقد نشرت أبحاثها ومقالاتها في كبرى الصحف والمجلات المصرية مثل : المقطم والأهرام والمحروسة والهلال ، وكانت باكورة أعمالها الأدبية ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية بعنوان أزاهير حلم ، ثم ديوان باحثة البادية ، ويوان كلمات وإشارات ، والمساواة ، والصحائف ، ساعد الكاتبة على الانفتاح الثقافي والحضاري والوعي الأدبي دراستها لكتب الفلسفة والأدب والتاريخ وإجادتها لتسع لغات مختلفة منها العربية والانجليزية والفرنسية واليونانية .
كانت تميل إلي فني التصوير والموسيقى ، وتستعين مي زيادة القصة وأحداثها من واقع الحياة ، إما أن تكون ذكرى قديمة تثيرها ، أو حادثة من الحوادث تستفزها لكتابة القصة ، فهي تصنع تصورا وتصميما أوليا للموضوع ، ثم تعود وتصوغ القصة وتتم بناءها .
كانت كتاباتها نثرية في أغلبها ، فقد كان يصعب تحديد شكل نصوصها الأدبية ، لأنها تتعلق بجزء كبير في تحولات الكتابة الشعرية والنثرية في ذلك الوقت ، يمكن القول بأن الكاتبة مي زيادة لها الإرهاصات الأولى في تشكيل الوعي الثقافي والأدبي والكتابة الجادة بما تملكه من رؤية فكرية ونقدية وأسلوب نقدي في كتاباتها .
كتبت مي زيادة عن المرأة الفلسطينية العربية الأديبة التي كان لها حضور فاعل في كتاباتها ، حيث تقول بأن الشرق يفتقد إلى جوهر الكلمة ما لم تحضر فيه كلمة المرأة ، وأكدت من خلال كتابها باحثة البادية الذي يعتبر علامة مميزة وبارزة في عصرها ، على وعيها الأدبي والإنساني ، فأظهرت سمات المشهد الثقافي الأدبي الذي تتمتع به المرأة الأديبة القادرة على التغيير باعتباره تراثا أدبيا وفكريا وجماليا ، ويجب الاحتفاظ به ، فالشعوب لا ترتقي إلا بتراثها وأدبها .
حقا مي زيادة تعتبر علامة مغايرة في الأدب العربي الحديث بالنظر إلى وجودها في زمن كانت فيه الكتابة النسوية نادرة ، فجاءت هي بجرأة واسعة واقتحمت تلك الحقبة ، حيث انقسمت كتاباتها في مرحلتين : أولاها قسم امتاز بالتأليف والترجمة ، والأخرى قسم نقلت فيه عن الروايات الألمانية والفرنسية والإيطالية ، فجاءت رواياتها تطعيما لنكهة جديدة ، لم يكن يعرفها الأدب العربي في ذلك الوقت .
مي زيادة إنسانة مثقفة ارتبطت بكل التطور الحادث بالعالم ، فحياتها كانت منفتحة على الثقافة الغربية ، فاتصلت بالموروث العربي والأدبي بشكل عام ، فهذا التعدد في هوية مي جعلها غير مستقرة في علاقتها بين الشرق والغرب ، فهي امرأة متحررة ومنفتحة في مجتمع لم يعرف التحرر ، والجانب الآخر من كتاباتها تتعلق بالوقائع والصور والقيم الاجتماعية السائدة في ذلك الوقت ، حيث كان تعليم المرأة نادرا أو معدوما ، وهذه أولى ثورتها على الجهل ومطالبتها بتعليم الفتاة ونبذ الجهل والتعصب .
الكاتبة مي زيادة هي أول من استخدم مصطلح القضية النسوية أو المبدأ النسوي أو الاتجاه النسوي ، وهي من أوائل من كتبن نقديا كتابة مهنية احترافية ، عن القصة النسوية ، وقدمت عددا من النماذج النسائية في كتبها ومنهم ملك حفني ناصر ، ووردة اليازجي ، وعائشة تيمور .
وتحدثت عن الحركة النسوية والنهضة النسوية وأحوال المرأة العربية في عدد من الصحف والمجلات ، واهتمت بقضية التنوير والتعليم عن طريق الأدب والعلم وترجمته إلى ورق ، وطالبت بالمساواة بين الرجل والمرأة وبتعليمها وتحررها .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف