الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سقوط القبّعة وسقوط الأقنعة بقلم: منجد صالح

تاريخ النشر : 2020-01-28
سقوط القبّعة وسقوط الأقنعة بقلم: منجد صالح
سقوط القبّعة وسقوط الأقنعة

من أجمل ما رأيت في السنوات الأخيرة، ومن أجمل ما رأيت من زيارات الرؤساء لفلسطين (للاراضي الفلسطينية) المحتلة الاسيرة المكبّلة، وخاصة زيارات الرؤساء الحاليين أو الرؤساء السابقين الى مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح، عيسى بن مريم الفلسطينيي الناصري، هي إنحناءة الرئيس الروسي المبجّل، الرئيس بوتين، لإلتقاط قبّعة عسكرية لأحد افراد الحرس الرئاسي الفلسطيني، الذى أدّى له التحية العسكرية في مستهلّ زيارته لبيت لحم قبل عدّة أيام.

عندما إنتظم الحرس الرئاسي يؤدّي طقوس إستقبال الشرف للرئيس الروسي الزائر المُرحّب به دائما من قبل شعبنا، وعندما شدّ الرجال هاماتهم بحركة عسكرية صارمة ومنتظمة، سقطت قبعة من على رأس أحدهم، دون قصد، أمام الرئيس بوتين، فما كان من الرئيس اللطيف إلا أن إنحنى والتقط القبّعة عن الأرض ووقف أمام الحارس الرئاسي، طويل القامة بالنسبة للرئيس بوتين، ووقف على أصابع قدمية ورفع يده عاليا باقصى مداها ووضع القبعة على رأس الحارس وحرص على ان يثبّتها جيدا، وأتبعها بإبتسامة وبحركة من إبهام يده تشير الى أن "كل شيء تمام الآن".

حركة لطيفة جميلة تعكس تواضع وأخلاق الرجل، الرئيس الروسي، وقدرته على التعامل مع حدث طارىء ولو بسيط بحنكة وإقتدار لفتت أنظار الجميع ونالت إستحساننا وإعجابنا، ونال وينال وسينال فخامته الشكر والإمتنان والتبجيل. إذ تعكس حركته هذه عظمة الشعب الروسي وأخلاقه وتاريخه المّشرّف، حيث لم تكن روسيا، ومنذ عهد القياصرة ومرورا بالحقبة الشيوعية والإشتراكية وحتى أيامنا هذه، دولة إستعمارية، ولم تسيطر على مقدّرات أي دولة لنهب خيراتها كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.

الإتحاد السوفييتي سابقا وروسيا حاليا وقفت دائما إلى جانب شعبنا وقضيّته العادلة، وقفت مع الثورة الفلسطينية وأمدّتها، على مدى سنوات، بالسلاح والعتاد والمشورة والدعم المباشر وفي المحافل الدولية. واصبح رشاش كلاشينكوف، الذي إخترعه روسي إسمه ميخائيل كلاشنكوف، عنوانا للكفاح المسلح لكافة حركات التحرر في آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

مقابل ذلك، ال إم 16 الأمريكية ورشاشي عوزي وغاليل الإسرائيليين، التي يتمنّطق بها ليس فقط جنود الإستعمار والإحتلال ولكن جنود الدول والديكتاتوريات العسكرية، حليفة أمريكا وإسرائيل والإستعمار القديم والجديد، الدول التي تدور في فلكهما، أمثال باتيستا في كوبا الذي اسقطته الثورة الكوبية وسوموزا نيكاراغوا الذي أسقطه دانييل أورتيغا بثورته الساندينية ودوارتي الذي أسقطته ثورة فرابندو مارتين في السلفادور والثورة الجزائرية التي انتصرت على الإستعمار الفرنسي عام 1962 والثورة الفيتنامية بقيادة هوشي منه والجنرال جياب التي انتصرت على الولايات المتحدة عام 1975 حيث هرب السفير الأمريكي في سايغون في آخر لحظة من على ظهر السفارة الأمريكية بطائرة هليوكبتر، ودخلت قوات الجيش الشعبي الفيتنامي وقوات ثوّار الفيتكونغ المُظفّرة الى سايغون وحررت فيتنام الجنوبية من الإحتلال الأمريكي البغيض وحولّت مدينة سايغون الى مدينة هوشي منه العاصمة.

في مثل هذا اليوم 27 كانون الثاني عام 1945 حرر أبطال الجيش الأحمر السوفييتي معتقل النازية في بولندا، معتقل أوشفيتز، بعد أن كانوا قد حرروا كافة أراضي الإتحاد السوفييتي، بقيادة الجنرال الفذ جوكوف، التي إحتلّها النازيون أثناء إجتياحهم للاراضي السوفيتيّة بعد أن كانوا قد إجتاحوا أراضي دول أوروبا الشرقية. روسيا دفعت العبء الأكبر من فاتورة الحرب العالمية الثانية. دفعت حياة 22 مليون من مواطبيها المدنيين والعسكريين. وتولّت المسؤولية الكبيرة في تحرير اراضيها وتحرير الدول التي رزحت تحت الإحتلال النازي ووصلت جحافل قوّاتها المّظفرة حتى مخبأ مخدع هتلر في برلين، الذي كان قد إنتحر قبل إمكانية إعتقاله من قبل الجنود السوفييت.

الزعيم الفيتنامي هوشي منه أو العم هو كما يلقبه الفيتناميون تحببا قاد الثورة الفيتنامية حتى النصر المؤزّر. وكان قبل ‘نتصار الثورة يتفاوض مع الأمريكان في باريس من أجل جلاء قوّات الإحتلال الأمريكي عن فييتنام الجنوبية التي كانت تحتلّها.

في أحد المرّات وخلال إجتماعات باريس التفاوضية لاحظ المفاوضون أن العم هو يلتقط حبة تفاح من "جاط" الفواكه الموضوع على الطاولة ويدسّها في جيبه. إستغرب الحضور من حركته هذه وخاصة أنّه معروف عنه الزهد في متاع الحياة، فكيف يأخذ تفاحة ويُخبّؤها في جيبه؟؟؟!!!

لكن ما لبث أستغرابهم أن يزول ويحل محلّه إندهاشهم وإعجابهم بالرجل، عندما قام هوشي منه وأثناء خروجه من قاعة الإجتماعات بالتوقف عند باب القاعة وأمام الحارس العسكري الذي يلبس بزّة عسكرية أنيقة. وقف أمامه وقال له: "أنت تقف هنا منتصبا طوال اليوم يا بني. هذه تفاحة لك". وناولها للحارس أمام إنبهار أعضاء فريقي المفاوضين الأمريكيين والفيتناميين ومضيّفيهم الفرنسيين. هكذا يكون الرجال العظام وهكذا وراءهم تكون شعوبا عظيمة.

سقوط قبّعة حارس الشرف الرئاسي في مدينة بيت لحم الجميل، وإنحناءة الرئيس بوتين الأجمل لإلتقاطها وتثبيها على رأس الحارس تعبّر عن عراقة شعبين عظيمين ذاقا مرارة المآسي والإحتلال، لكن أيضا عبّرا دائما عن بطولة وتضحية وفداء.

نتمنى ونرغب ويحدونا الأمل وكلنا ثقة بأن شعبنا سيصمد، وبدعم أصدقائه، أمام سقوط الأقنعة عن الوجوه القبيحة، وجه الطاووس الأشقر، تاجر البندقية، تاجر الصفقات المشبوهة، ترامب، ووجه نتنياهو، المحتل الغاصب البغيض، توأم ترامب، اللذان يتحضّران غدا لإطلاق قذيفة علينا من البيت الابيض، ووجوه أخرى، معلنة ومستتره ستبان لاحقا لرؤساء وملوك وأمراء متورّطين حتى آذانهم في"صفقة القرن"، مهزلة القرن، عملية إغتيال القضية الفلسطينية.

شعبنا وشبابنا سنكون على مستوى التحدّي صفا واحدا في مواحهة صفقة القرن ويا جبل ما يهزّك ريح.   
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف