الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صفقة القرن ... الجديد القديم بقلم:د. سامي محمد الأخرس

تاريخ النشر : 2020-01-27
صفقة القرن ... الجديد القديم بقلم:د. سامي محمد الأخرس
صفقة القرن... القديم الجديد
إن القارئ والمحلل للواقع الفلسطيني العام يتأكد أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة قد بدأت بمشروعها نحو فلسطين والقضية الفلسطينية وفق رؤية وتكتيك الإدارة المتماثلة بالحكم ولكن تتأت وفق استراتيجية ثابتة ومحددة تسير وفق مراحل ومناهج معينة لا تختلف ولكنها عملية تكاملية مستمرة بمنطق الزحف السلحفائي أو نظرية السلحفاة من خلال عدة عمليات تهيئة الطريق وتمهيد الواقع الديموغرافي العربي أولًا، والفلسطيني ثانيًا ومن ثم التنفيذ أو التطبيق دون استراق النظر طويلًا وعميقًا في آليات التطبيق التي تحاول بين الفينة والأخرى بعض القوى تثوير الواقع بشكل مخادع ومضلل كمحاولة لتضليل الرأي العام حول ما يدور في كواليس السياسات الدولية والإقليمية والمحلية، وعودة لمرحلة ما قبل البداية فقد انطلقت عملية صفقة القرن منذ أن اطلق الحوار بين م ت ف والولايات المتحدة الأمريكية في تونس وهي بداية سحب القوة الفلسطينية مما حققته الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، وكذلك تجريد م ت ف من ثوريتها التحررية وتحويلها لمؤسسة أو جهاز مؤسساتي لا يميتلك إلا بعض المؤسسات الخدماتية، في ظل هيمنة وسيطرة فتح وبعض القوى الفلسطينية التي لا تريد أكثر من موازنة شهرية ثابتة فقط، ومحاولات واسضعاف القوى الرئيسية التي لا تمتلك أي أدوات للتغير وخياراتها الصعبة إما الانسحاب والتلاشي أما البقاء والمحاولة قدر المستطاع، ثم كان مؤتمر مدريد وهو المؤتمر الذي يعبر عن وجهة النظر الأمريكية - الصهيونية التي عبر عنها وزير الخارجية بيكر باجراء انتخابات فلسطينية داخلية تفرز بدائل لممثلي م ت ف وهو ما تحقق في مستقبل الأحداث بعدما تم إجراء انتخابات فلسطينية عام 1995 وتشكيل ما يسمى المجلس التشريعي بعد توقيع اتفاقية أوسلو عام 1994 التي انطلقت من مشروع إداري يطلق عليه غزة- أريحا أولًا، وعليه فالقارئ لجملة التطورات يتسنى له استدراك التدرج في عملية التنفيذ والتطبيق وتهيئة الرأي العام الفلسطيني عبر مراحل واجراءات وخطوات لا تخرج في اطارها العام عن الرؤية الإسرائيلية لمفهوم حل الصراع الذي تمنح به الفلسطينيين أقل من القليل وتجني به ما تصبو إليه من أقلمة كيانها، واقتحام عرين دول المنطقة التي بقيت عصية عليهم على مدار عقود طويلة، ومن ثم بسط السلطة الفلسطينية نفوذها الإداري على بعض المناطق الفلسطينية وتحولها لسلطة بمؤسسات كاملة تسيير الشؤون اليومية للشعب الفلسطيني الذي كان عبء ثقيل على ظهر دولة الكيان الصهيوني، ومن ثم الانتقال إلى مرحلة الانهيار الكاملة من خلال ترويض القوى الإسلامية الصاعدة والمتحمسة بشعارات ثورية، وتسكين وتمويت فعالية وتأثير م ت ف التي اصبحت جسد بلا روح، وإخماد شذوة الحماس لدى أبناء الشعب الفلسطيني، وإفراز قيادة جديدة داخلية لا ترى في البعد الخارجي أي معيقات يمكن أن تعيق تنفيذ المشروع برمته، وعليه قضت دولة الكيان على ثلاث حقوق بالتدريج الحق الأول مفهوم تقرير المصير، الحق الثاني مفهوم حق العودة، الحق الثالث مفهوم الدولة، وأصبحت كل هذه الحقوق مختزلة في إعادة تفعيل النظام السياسي الفلسطيني، إعادة اللحمة التي نفذها عسكر وقيادة حركة حماس بالشراكة مع المخطط السياسي لقيادات في السلطة الفلسطينية، ثالثًا حل الأزمات العميقة التي اصبح يعاني منها المواطن الفلسطيني، رابعًا تحويل النضال الثوري إلى نضال من أجل المطالب الحياتية وليس التحررية، وعليه فإن صفقة القرن التي اقترنت بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليست وليدة بنان أفكاره أو ابداعاته أو سياسياته الجديدة بل هي صفقة متدحرجة تسير وفق رؤي وخطوات ثابتة ولكنها بأدوات متغيرة.
فما المطلوب فلسطينيًا؟
العملية السردية للأحداث والتطورات الفلسطينية هي عملية استشرافيه لاحياء الوعي المتدرج في عملية التخطيط السياسي والفهم العام لما يدور من حولنا وفي واقعنا ولكن ما هي الخطوات التي يمكن أن يتخذها الفلسطينييون في هذا الواقع الآثم الذي تعيش فيه القضية الفلسطينية، بعيدًا عن العملية التنظيرية السردية التي تعود بنا لمراحل التأرجح والتناكف بين جملة من الرؤى.
فواقعنا الفلسطيني واقع مأزوم مليء بالأزمات العميقة التي جاءت نتيجة انشقاقات عميقة في الفكر السياسي الثوري الفلسطيني، وفي الفكر السياسي التعبوي للوعي الوطني الذي أصبح أكثر اصطفافًا حول مذهبيته الحزبية بعيدًا عن معتقده الوطني، وتحول مفهوم التلاحم لمفهوم الثأر ومحاولات استباق الآخر بخطوة في التصريحات والبيانات، فخطواتنا لا يمكن لها الإنطلاق فعليًا دون أن نلجأ للخارج عكس كل من يحاول تقديم الحلول الداخلية كحل ومخرج، فنحن نمتلك شعبًا كاملًا سائح في أصقاع المعمورة ولدينا محفزات تثوير الوعي الخارجي الشتات لتصليب المواقف الخارجية حول القضايا التي حاول الكيان والولايات المتحدة دثرة أولًا: التأكيد على حقوقنا الثلاث المشروعه وتشريعها في وجه أي مشروع حق تقرير المصير، حق العودة، حق الدولة الفلسطينية، وفق مشروع حل الدولتين القائم على الحلول المتوفرة، فحق الدولة الديمقراطية التي ينادي بها البعض هو أحد الحلول المثالية التي لا يمكن لها أن تتعايش مع الفكرة الصهيونية التلمودية ومع الفكر العربي عامة أو الفكر العقائدي الذي لا يرى في الشراكة المدنية الديمقراطية مشروعية البقاء والاستمرار، ثانيًا أن تسترسل القوى الفلسطينية التي لم يعد لديها مخزون ثوري في عملية تثوير الوعي بعدما أصبحت شريكة في تعطيل هذا الوعي من خلال المشاريع الإستقطابية لمؤسسات الغرب في تحويل الوعي الشبابي لوعي مسالم سلمي، يميل للخطاب المدني أكثر منه للخطاب الثوري، ثالثًا: إعادة صياغة التحالفات الإقليمية وتفعيل لجان التضامن والتفعيل العربية على وجه التحديد لإعادة التوازن للوعي العربي، رابعًا استنهاض الجهود العميقة الداخلية في تصدير الأزمات الفلسطينية للكيان الصهيوني دون النظر لمكاسب حزبية محضة، خامسًا: افراز قيادة جديدة قادرة على رسم خطوط وأهداف وإستراتيجيات نضالية تتناسب والوعي العالمي والاقليمي في مواجهة التحديات، والإبتعاد عن النمطية الكلاسيكية في نوعية القيادات الانتهازية الحزبية التي تم انتجها في منتجات الحزبية المصلحية، سادسًا: بناء الذات الفلسطينية بعيدًا عن مفهوم مناطق الصراع والمحاصصة.
د. سامي محمد الأخرس
27 يناير 2020
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف