الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

على عبد العزيز بقلم: سمير الأمير

تاريخ النشر : 2020-01-26
على عبد العزيز بقلم: سمير الأمير
على عبد العزيز العامل البسيط الذى يكتب أغانى الوطن
بقلم/ سمير الأمير

يندر أن يغيب وجه الشاعر على عبد العزيز عن أى ندوة شعرية فى مدن وقرى الدلتا ويندر أيضا أن يلم بالوطن العربى حدث كبير دون ان يشتبك معه الشاعر "على عبدا لعزيز" ، أقول هذا الكلام ليس على سبيل تقديم الشاعر على عبد العزيز كانسان لأن معظم تجمعات المثقفين والأدباء المهتمين بالشأن العام تعرفه معرفتهم بأنفسهم وبقضايا هذا الوطن، يعرفون هذا العامل البسيط الذى يتعاطى الشعر والغناء بين " الورديتين" يعرفون هذا المكافح الذى يربى أبناء فى الجامعة و يغنى للوطن، نعم بالتأكيد يعرفونه و لكن ربما ذكرت ذلك كمدخل أو كمفتاح أساسى للدخول إلى عالمه وللاشتباك مع ديوانه الجديد" آخر حدود الوطن " الصادر عن مطبوعات " إضافة" وهى جماعة أدبية مقرها مدينة المنصورة ولكنها استطاعت فى مدة قصيرة - فلم يتجاوز عمرها عاما واحدا تقريبا - أن تقيم علاقات مع وزارة الثقافة ودور النشر وجماعات التشكيليين، فضلا عن استضافتها لرموز كبيرة من المبدعين المصريين والعرب،
إن العنوان الذي اختاره على عبد العزيز لديوانه يقيم سواء عن قصد أو عن غير قصد " تناصا" مع عنوان ديوان " آخر حدود الزجل للشاعر الكبير " سمير عبد الباقى" وفى ظنى أن هذا ليس بغريب إذ كانت أشعار سمير عبد الباقى ونجم وجمال بخيت وسيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودى هى العباءة التى خرج منها شاعرنا كونهم كانوا ومازالوا مصرين على أن شعر العاميه هو إبداع ينبع من الارتباط بقضايا البسطاء ويتوجه إليهم وهى الرسالة التى ربما ورثوها هم أيضا عن عبد الله النديم وبديع خيرى وبيرم التونسى ثم العظيم فؤاد حداد الذى يعتبره الكثيرون رائد هذا الشعر بلا منازع، كونه جاوز قصيدة بيرم الزجلية إلى آفاق تعدد دلالات اللفظ ومخاطبة الوجدان الشعبى عبر تقنية " التخييل" دون معاظلة، ثم صلاح جاهين المصرى العظيم الذى يرجع إليه فضل اكتشاف بلاغة التعبير فى كلام المصريين أو كما عبر عن ذلك الناقد د. هشام السلامونى بمقولة " عبقرية الكلمة العادية"،
إن مفهوم الوطن عند " على عبد العزيز" لا يختلف عنه عند آبائه من الشعراء الكبار الذين ذكرتهم فالوطن هنا هو " الفقراء والعمال والفلاحين والطلاب وصغار الموظفين " وكل ما يطلق عليه المفكرون البرجوازيون لفظ " العامة" وما يعرف عند الاشتراكيين والقوميين " بالشعب" وعند الإسلاميين " بالأمة" وهى حالة غريبة لم نعثر لها على أثر لها فى الدول المتقدمة فالمفاهيم العامة متفق عليها وهى واحدة تقريبا عند كل المدارس الفكرية فى تلك الدول، ومن ثم يصبح الحديث عن الوطن كما جاء فى العنوان دالاً على انتماء الشاعر الفكرى، ففى القصيدة الأولى وعنوانها " سنين واقف على العتبات" يأخذنا الشاعر إلى أول حدود الوطن الذى لا نعلم على وجه التحديد لماذا يغلق بابه فى وجه شاعر يحبه كل هذا الحب فهو يحاول الدخول كما تقول القصيدة منذ سنوات طويلة ويخاطب الوطن مشخصا " باب الخلق" ولعل القارىء يلحظ الجمال الكامن فى اختيار الشاعر لباب الخلق بالتحديد للولوج إلى داخل الوطن وهو هنا يتسق مع انتمائه الفكرى إذ يتماهى الوطن مع الخلق / الشعب وهو مفهوم واضح عند القوميين واليساريين العرب فالوطن لا يعنى عندهم سوى " الخلق " و كل ما توحى به تلك المفردة التى تصبح " الجماهير أو الشعب " فى سياقات أخرى غير السياق الشعرى، يقدم الشاعر إذن مبررات تلك الرغبة فى الدخول إلى وطنه وهو ما يعنى أنه يقف خارج هذا الوطن رغم أنه يعيش بداخله من الناحية الفيزيقية وما يعنى أيضا أن ثمة عوائق تمنع هذا الصوفى العاشق المنجذب/ المجذوب من الدخول لحضرة هذا المعشوق المتأبى، فالشاعر لا هم له سوى أن يكون واحدا من " عشاق " هذا الوطن دونما انتظار لشىء محدد فالقصيدة لا تخبرنا عن غرض ما لتلك الرغبة، وسنلاحظ أيضا استمرار تلك الحالة الصوفية التى يتضح فى القصيدة الثانية أنها ترتكز على المفهوم الشعبى للصوفية الذى يعرف " بالدروشة" مع التذكير أننا هنا لا نصدر معاييرا قيمية ولا نقلل من احترامنا لتلك الممارسات التى ننظر إليها كجزء من تراث الشعب المصرى وملامحه الثقافية ولاسيما حين يتعلق الأمر بجموع الفقراء، يقول الشاعر فى قصيدة "المريد" سبحانه من سواك/ عود غاب بيطرح تين/ وفاكهه للمساكين/ وناى بيعزف ترنيمات المريمات" نلاحظ طبعا هذا التصوير البديع لعلاقة المساكين بعزف الناى الذى يصبح لحنه شبيها بأكل التين ومن ثم لا نندهش من حقيقة أن بكاء المريد يصبح وسيلته للعبادة وتتحول " حبات/ قطرات الدموع إلى سبحه" ويسعى الدرويش/ الشاعر فى أرض الله الواسعة سعيا لزيارة جميع الأضرحة وللذكر فى كل مكان يمكن أن يدل على ملمح من ملامح الوطن وهو ما يراه الشاعر على عبد العزيز ضرورة حتمية هربا من حداثة لم تمنح الوطن سوى مخلفات الشعوب الأخرى، حداثة مزيفة وقاتلة تعبر عنها تلك السفن التى لا تجلب لنا سوى " الموت والمرض وبذر الفقر" وتعود محملة " بلؤلؤ البحر والبترول" بحسب تعبير الشاعر سمير عبد الباقى، كما تعبر عنها حروب الإبادة الحديثة التى تتعرض لها كل الشعوب التى تقاوم الهيمنة و هو ما يعبر عنه على عبد العزيز حين يقول مستنكرا" هو انت واقع من حصان غازى/ والا الغزاة وزعوا الأرض ع الأوغاد / وسابوك تدافع عن وطن مش ليك!!!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف