الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لاَ لَيْسَ ذِكْرُ إِمَارَةِ المُؤْمِنِينَ مِثْل بِدَع الإِسْلاَمِ السيَّاسي!بقلم:عبد المجيد مومر الزيراوي

تاريخ النشر : 2020-01-25
لاَ لَيْسَ ذِكْرُ إِمَارَةِ المُؤْمِنِينَ مِثْل بِدَع الإِسْلاَمِ السيَّاسي!بقلم:عبد المجيد مومر الزيراوي
*لاَ لَيْسَ ذِكْرُ إِمَارَةِ المُؤْمِنِينَ مِثْل بِدَع الإِسْلاَمِ
السيَّاسي!*

إِنَّ مَنْ عَاشَ طُفُولَتَهُ في البادية المغربية لاَ بُدَّ وَ أَنْ يَشْهَدَ
بِعَظَمَة التَّوكُّل على الله في منظور الإسلامِ الشَّعْبي، و تَعلُّقِ
عقيدَتِه بتوحيد الله الفرد الصمد مُنزل المطرِ من السماء. مثلمَا أَنَّهُ
لاَبُدَّ من إبراز إعتدالِ خُصوصيَّاتِهِ المُنْفَتِحَة التي صَقَلَتْهَا
إمارة المؤمنين بالمغرب الأقصى على عكس خلافة غرب آسيا و كَهَنوتِ الجماعات المارقة.
و لعل هذا ما جعلَنِي أقفُ مشدوهًا مصدومَا من سؤالِ الهَرْطقَة الفَتَّانة التي جادَت بها قريحةُ المرشح عبد اللطيف وهبي زعيم تيار المستقبل داخل حزب الأصالة و المعاصرة. مثلما أجبرَني -مُكْرَهًا - على طرحِ السُّؤال المباشر المُتَّصِلِ بمفهوم الإسلام السياسي ؟!.

نعم، في خضم الرد المتين على تَلْفِيقاتِ ذاك الفَتَّانُ المُتَرشِّح لقيادة
حزب الأصالة و المعاصرة ،و الذي خرجَ عَليْنَا جَاهِلاً مُتَسَائِلاً: "أليْست إمارة المؤمنين إسلاما سياسيا ؟" نَعَم ، أَجِدُنِي كالمُبْتَدِئِ أَتساءَلُ: ما هو الموقف الحقيقي لمشروع الأصالة و المعاصرة من إمارة المؤمنين؟. و ما هي الاجتهادات الفقهية و الدستورية التي يمكن أن تدعمَ مشروع الراكبِين خلفَ سَائِقِ الجرّار؟! و ما هوَ موقف عبد اللطيف وهبي من دور الأمانة العظمى في
ردّ المظالِم و قضاء حوَائجِ الناس؟ . و لأننا أمام الله نَشْهدُ لمَلِكنَا محمد السادس، بِصِفَتِه ملكًا للمغرب، وأميرا للْمُؤمنين، أَنُّه المُؤتمنُ على ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية. وأنَّهُ بذلك أمير جميع المؤمنين، على اختلاف ديانَاتهم. وبهذه الصفة، لا
يمكننا الحديث عن أرض الإسلام، وكأنه لا وجود هنا لغير المسلمين.
و تلكم من رحمة الشرع المحمدي وَ بِمَا حقَّقَهُ سبط الرسول الكريم من تجديد مقاصدي رحيم ، و من تجدد إيماني عظيم استطاع به المغربيات و المغاربة ضمانَ التطور في ظل الاستمرارية ، و ذاك الذي جعل المملكة المغربية دولة إسلامية حديثة مُسْتَقِلَّةً بِمفهوم إمارة المؤمنين العالِمة الرَّاقية.
فاللَّهُمَّ لاَ تُحَاسِبْنا بما يقول السُّفهاء منَّا !.
اللَّهُمَّ إنَّا نَسأَلُك اللُّطْفَ يا خبير يا لَطِيف من فِتْنَةِ وهبي عبد
اللطيف. الذي صار اليوم يَخْلِطُ بين المفهوم الأصيل المُرصَّع و المفهوم الدَّخيل المُبْتَدَع ، فَشَتَّانَ يا دهاقِنة حزْبِ الجرّارِ : بين عَراقَة إمارة المؤمنين و التي تَبَّثَهَا الدستور المغربي -دستور التحول الديمقراطي الكبير-، وَ بين عُثْمَانِيَّة خلافة غرب آسيا التي أسْقطها دستور كمال أتاتورك سَلَفُ الطيب أوردوغان الطَّالح.
إننا نتحدَّث لغة الامتداد الإيماني المُسايِر لمستجدات العصر المُتَنَاسِبِ مع حركية العقل و التاريخ.
فَإذا كان مشروع الاسلام الحركي -منذ عصر ما يسمى النهضة إلى الآن - مُثْقَلاً بغايات سياسية حاكمية متطرفة و عنيفة .فإن مؤسسة إمارة المؤمنين بالمملكة المغربية ، ظلَّتْ مُقاوِمَة مُنَاضِلة عَصِيَّةً صامدةً في وجْه الإستيلاب الهويَّاتي ،ساعيةً بعبقرية التَّلاقح المُنْفَتِح على علوم العصرنة و التحديث و تحديات مواكبة زمن الثورة الصناعية الرابعة، و ما تفْرِضُه من تأهيل مُجتمعي
عقلاني لإفراز جيل الحداثة الرقمية المتشبت بثقافة الإسلام السمحِ.

إن خطورة لَغْو الأسئلة المُنْحَرِفَة تُؤَشِّرُ على زمن الوعي بضرورة التحول عن تَلْفِيقات "الأصالة و المعاصرة" و الكَفِّ عن تحريضِ التجاذُب المُتسلط عَلى إسلامِنَا بين مفاهيمِها، لأن هذا التلْفيق الحزبي الملغوم يؤَشِّرُ على استمراية التَّصارُعِ الهَدَّامِ المُعَرْقِلِ لاحقاق التنمية العادلة وَ ما تَفرِضهُ المرحلة الجديدة من وحدة وطنية قائمة على صوت الارادة الشعبية المعبر عنها عبر صناديق الاستفتاء الشعبي ليوم فاتح يوليوز المشهود،و الذي صادقت من خلاله أغلبية وطنية مواطنة مريحة على أحكام التعاقد الأسمى للأمة المغربية، أَ لاَ ؟ وهو دستور المملكة المغربية.

أيها المُتَرشِّحُ المَجْرُورُ إلى قيادة جرَّارِ حزب الأصالة و المعاصرة؛

إنَّنَّي أيَّها المُبْتَدِعُ الضَّالُّ، لستُ هُنا أمام مِنَصَّة إلقاءِ التهم جزافًا على الآخرِ. و إنَّما أنَا هَا هُنَاكَ كَيْ أُقَدِّمَ شهادةً للتَّأْرِيخ الشَّعْبِي المَحْفُوظِ. فَكَمَا نَقِفُ إجلالاً و احترامًا لِإثْنَيْ عشَرَ قرنا من مَلاَحِمِ وحدة العرب و الأمازيغ تحت لواءِ إمارة المؤمنين وَ أَمْجَادِهَا الخَالِدة و آفاقِها الواعِدة، فإنَّنَا نعتقد أن مشروع حاكميَّة الإسلام السياسي و معه مشروع الرَّهْط التَّسَلُّطِي :
أنَّكُمَا سَبَبُ التَّعَثُّر والتَّخَلُّفِ و الظلم و الحُكْرَة. أَنَّكُما
الطَّامَّةُ الحزبية الكُبرى التي رَهَنَت تنمية البلاد ، و جعلت المغربيات و المغاربة يدخلون مرحلة " الإِرْتِياب العظيم" و الكفر بالأمل في التغيير السياسي السلمي الإيجَابي المُتَدَرِّج .
إننَا -نحن ولاد الشعب- نُمارس حقوق و واجبات المواطنة الدستورية مُتَشَبِّتِينَ بأحكام الفصل 41 من الدستور المغربي الذي ينص على أن ملكنا محمد السادس أمير المؤمنين وحامي حمى الملَّة والدين، والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية.و يرأس الملك، أمير المؤمنين، المجلس العلمي الأعلى، الذي
يتولى دراسة القضايا التي يعرضها عليه.ويعتبر المجلس الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى التي تعتمد رسميا، في شأن المسائل المحالة إليه، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف، ومقاصده السمحة.

لذا فإننا نمارس إسلامَنا المُحَمَّدي المُستَنير بعيدًا عن إنحرافات
ِسجالِكُم و حساباتِ صِدامِكم و تواطئِ تحالُفَاتِكم و ضلال تصريحاتِكُم التي تستوجب المساءلة القانونية.
بلْ نُسَبِّحُ حامدينَ شَاكِرِينَ مؤمنينَ أن الله ليس كَمِثْلِهِ شيءٌ و هو
السميع العليم، ثمَّ نسيرُ في أرضِ الله بالتَّعارُف كَحِكْمَةٍ مُثَقِّفَةً و
بِالحداثَة الشَّعْبية كَمُتَخَيَّلٍ مُلْهِمٍ غير مُكْثَرتِينَ بما تُفَذْلِكُونَهُ من ضَلاَلَة عَبَثِيَّة ، و ما تَرْوُونَهُ من أساطيرٍ مُؤَسِّسَة للْخُرافَةِ المَانِعَةِ لإحقاق الصعود المنشود. إنَّنَا بمنتهى البسَاطةِ: لنَا اللهُ رَبُّنَا الخالقُ الواحِدُ الرَّشيدُ الجَلِيلُ !
فَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَ لَنَا هَذا التَّدَيُّنُ الشَعْبِيُّ الجَمِيلُ!
و الختمُ بالصلاة على السِّرَاجِ المُنير البَشير النَّذِيرِ، ثُمَّ الوِرْدُ
نَقْتَبِسُهُ من تَمَغْرَبِيتْ " خُلْوَةْ لَجْبَلْ لَخْضَرْ" وَ مَثَلُ "
إسْلاَم ميمُونَة".

# رَبِّي يَعْرَفْ ميمونَة و ميمونَة تَعْرَفْ رَبِّي!
# يَا وَاحِدًا لاَ يَنَام .. الحمد لله بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُور.
# الله الوطن الملك

عبد المجيد مومر الزيراوي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف