الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الطفيلي بقلم:هدى الطائي

تاريخ النشر : 2020-01-24
الطفيلي
هدى الطائي

لو اخذنا بداية معنى الطفيلي من تعريفات المعاني ،فهو يعني من يحضر وليمة دون ان يدعى لها ، ومفردة طفيلي منسوبة الى رجل كان معروفا بالشراهة ، والطفيلي هو الكائن الذي يعيش ويقتات على الاخر كالقمل والبراغيث وبعض انواع من الحشرات ، ولها بالتاكيد معان اخرى ولكن مايهمنا هنا معناها المتداول الذي يحرك مشاعر القرف فيمن يراه او يسمعه.
ان هذه الفئات كما هو معلوم حينما تدخل لبيئة او مكان ما يترتب على ذلك المكان فعل الفساد الذي يجر الى سلسلة من الكوارث والاستغلال والابتزاز بل لن تناى بنفسها حتى لو وصل الامر الى اقتراف الجريمة لخسة النوايا ، على ان تقاعس المسؤولين في تطبيق القانون وعدم معاقبة الجناة يساعد في تحول الماء الى لون دماء وتهيمن سطوة الخراب ، وبالتالي يمهد السبيل في سحق من يتعرض لها لان همهم هو الاستيلاء على الثروات والدفاع عن مصالح ليست لهم شرعية فيها ، فلن يتوانوا عن اغتيال دولة بكاملها لو تطلب الامر خارج الاطر القانونية والتقليدية .
وقد ساهمت السينما ببراعتها على كشف العديد من الجرائم وفي عرض موضوعات تمثل هذه الموجة باطار فني مذهل باستخدام تقنيات الضوء والالوان و العتمة وتزامن الحدث مع اوقات معينة تجسد قصة الفلم ، لها تاثير على تفاعل المشاهد ، وهي بذلك توجه الانظار وتلفت الاهتمام الى العديد من الامراض المجتمعية التي تتفشى في كل الاصعدة وبالتالي تمزق المجتمعات واللحمة الانسانية ، وهي بهذا تعتمد المعايير التنويرية والمنهاج المعرفي والوعي الفني في سبيل مجتمع خالي من تحكم المرتزقة والطفيلين وحيتان الفساد الشرهة ،
ومن هنا يعكس لنا الفيلم الكوري ( الطفيلي parasite ) صورة قضية كبرت مع الزمن وتمخضت عن ولادات مشوهة شتى ، والذي تجسده عائلة بائسة تعيش في قبو تحت الارض لم تتوفر فيه اة شروط صحية ، يعتاشون على دخل ضئيل مقابل صناعة اغلفة لمحال البيتزا ، وتشاء الصدف ان يعمل احد ابناء هذه العائلة البائسة معلما لدى عائلة ثرية ، وتتوالى الاحداث وتبدأ الحبكة والعقدة التي يبني عليها المخرج تداعيات القصة وخيوطها المتشعبة التي يبرز فيها البون الشاسع بين الامكنة القديم والجديد وتاثيرها على الشخصيات ( الابطال ) ومآل سلوكياتهم التي وصلت بهم الى الجريمة بحق اصحاب المكان الجديد الذي احتضنهم ومهد لهم سبل العيش الكريم ، وقد اظهر دناءة الابطال وتماديهم في سلب حق لغيرهم بخطط عنكبوتية وضمائر باردة لا تتوجع ، كذلك يسلط الضوء بذكاء من اجل ابهار مشاهديه ، على اصرار الابن رغم الجريمة واخفائها الاصرار على المضي قدما لسلب القصر من الساكن الجديد باي ثمن عبر رسالة لوالده يخبره فيها ان ينتظر لهذا الحين.
وهو مؤشر على ايغال التطفل والفساد المستمر في ذوات هؤلاء وكانه الادمان ، الذي افرزته الفوارق الطبقية والسياسات الاقتصادية الخاطئة للبلدان والذي يتمخض عن سلبيات مرضية مفجعة بسبب الفقر والحرمان والبؤس والمعاناة ، وقد صاغتها عجلة السينما بابداع مذهل وشفافية واقعية تعكس مانعيشه اليوم من تداعيات في البنية الاخلاقية لفئة كاملة تعيش على الكفاف وتعبث في مقدرات البنية التحتية لمجتمع كامل بشكل خفي واحيانا معلن لايخلو من المكر والدهاء والحيلة والدسائس لهدم القيم الانسانية ومنع المعروف وافشاء واشاعة اللصوصية بين فئات المجتمع الساذجة والفيلم اذ يعبر عن قضية مجتمع باكمله مختزل بصورة العائلة ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف