الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"المعلم الخطاط": معرض الفنان التشكيلي والخطاط نور الدين ضيف الله بمراكش

تاريخ النشر : 2020-01-22
"المعلم الخطاط": معرض الفنان التشكيلي والخطاط نور الدين ضيف الله بمراكش
*رواق الفنون "ماتيس"*

*"المعلم الخطاط": معرض الفنان التشكيلي والخطاط نور الدين ضيف الله *

*خلال الفترة بين 20 فبراير و19 مارس 2020 برواق الفنون "ماتيس" في مراكش*

*الافتتاح في 20 فبراير 2020 على الساعة السادسة مساء *

ستحتضن جدران رواق الفنون « ماتيس » في مراكش، ابتداء من 20 فبراير المقبل، معرضا فريدا لأعمال الفنان التشكيلي نور الدين ضيف الله حول موضوع « المعلم الخطاط ». ويجد هذا الأكاديمي موطنه في المدينة التي جمعت عشاق الفن المغاربة ضمن معرض « الفن الأفريقي المعاصر »، الذي ستدور أشغاله خلال الفترة بين 22 فبراير المقبل و23 منه في مراكش.

وسيكون الشغوفون بالفن على موعد مع معرض الفنان التشكيلي، ابن المدينة الحمراء، نور الدين ضيف الله، وذلك برحاب رواق الفنون « ماتيس » في مراكش، ابتداء من 20 فبراير المقبل، حول موضوع « المعلم الخطاط ». وهي فرصة للزوار من أجل عيش لحظات مع فن الخط الفريد، عبر أحدث أعمال هذا الفنان المخضرم، الذي يعرف كيفية تجميع الشروط اللازمة لتنفيذ أعماله، حيث يلتقي الضوء مع الجمال الجوهري للموضوع.

أراد الفنان التشكيلي أن يبرز تميزه عن أسلافه، عبر إضفاء لمسة فنية خاصة به. ومنذ معرضه الأول الذي يعود تاريخه إلى 1977، حين كان يبلغ من العمر 17 سنة فقط، عبرت أعمال نور الدين ضيف الله البحر الأبيض المتوسط، لتعرض ويعترف بها في جميع أنحاء أوربا. في باريس وإيطاليا والبرتغال، حيث تمثل الكتابة العربية أكثر من مجرد فن، إذ تتحدث باسم الثقافة والحضارة العربية.

في الواقع، تتمتع الكتابة العربية بميزة التوظيف برشاقة في التحولات المتعددة. نور الدين ضيف الله فهم أن « الكتابة العربية هي في الوقت نفسه فن نبيل، وتقليد قديم وتراث يجب حمايته ». ومن خلال فرشاته، استبدل الفنان بلطف الحبر بالطلاء، وذلك بمساعدة دعامتين، هما الثوب والورق. تم رسم أعماله، المظلمة معظمها، بألوان « الأرض »، لغاية الحفاظ على صحة هذا الفن وتقديم عمل أصلي.

نور الدين ضيف الله: حامل الرسالة

يدين فن الخط العربي بشهرته وازدهاره إلى سحر الروحانية الإسلامية. وجعلت آلية انتقال غريبة هذا الفن نوعا من التعبير الفني المقدس، وكذا نوعا من الخطاب النبوي عبر صوت متداخل. ويبرز بعده الميتافيزيقي من خلال الزخارف القرآنية الغنية بالزينة، والمتنوعة إلى ما لا نهاية.

أداة رمزية بقدر ما هي أداة للعمل، الريشة المستخدمة في الكتابة (مصممة تحت مساعي مختلفة، ومن مواد مفضلة أهمها خشب الرمان)، تشارك في هذا الاحتفال بالتسامي، من أجل تمجيد الرسالة العربية.

هذه الدروس التي تم ذكرها بإيجاز، هي أساس فن الخط لنور الدين ضيف الله، إذ تتضمن مساهمته في هذا المجال خصائص فنية وإبداعية يجب مراعاتها.

باستخدام وسائل واقعية للغاية، يحافظ الفنان على علاقة وثيقة تقريبا مع الحرف. وكما هو الحال مع المعتدلين، فإنه يدفع ببنايته إلى حدود التوتر، وجدلية النصوص حيت التشبث بأنماط ملونة. إنه عمل حقيقي زاهد، وصف كسر في لطخة، لكن فيه متعة خلق تتجاوز بكثير ضرورات الواجب. ضيف الله أعاد النظر في ذاكرة الأجداد لغرس ما يعتقد أنه يضمن استدامة مهاراته وقناعاته. وبخلاف أي مرجع نصي وأي إيديولوجية، فإن جمالية الأشكال هي من تسود، حيث يتم الشعور بالشواغل المتعلقة بمهنة مصمم الرسوم. الجمالية تركز على تنظيم الطقوس، حيث يطبع استنساخ الخط رموز الكتابة الأولية. إنه عمل تجديد أيضا، إذ يدعى الفنان في كل مرة إلى اتخاذ مقياس للمعنى، حيث يواجه كل مخاطر  التفسير، وهذا بالضبط هو المكان الذي يتجذر فيه ترسيم الحدود بالمعايير الحالية للخط.

يتم استثمار الدعم بترو، حيث يستدعي السطح العديد من الرسومات. الحروف الممررة، وتعديل الصياغة التي لها انعكاسات على المياه النقية. يتم التعامل مع الجانب الفاتح بواسطة لمسات وافدة على خلفية موحدة، والتي تثير الفراغ. ضيف الله له إيمان راسخ بالفضائل والقوة الموحية للرسائل التي تواجه « آلام غير مرئية ». ورغم الحذر والدقة اللذان يسيطران عليه، فهو لا يتجاهل المغازلة بالتجريد التشكيلي، ما يؤدي إلى إضفاء الصبغة الحسابية على عمليته، تحت خطر أن يؤدي إلى كتابة ساحرة. ومن حيث المحو، والبياض، والآثار الملونة، وكذا الخطوط الافتراضية، يتلقى الفنان بفرح الأفكار الواردة من الخط، ويفكك ألعاب القواعد ويظهر الأشياء الأساسية التي يتكون منها الجوهر اللفظي . مع رسالتها المتشابكة، والأنسجة التائهة والهشة والكثيفة، تجعل المرء يفكر أحيانًا في الهندسة الغريزية والتعجيزية. فنه من منظور هذه الزاوية، يذهب إلى أبعد من إثارة مسألة الكتابة الخطية.

دعنا نقول أن هذا درس في الحكمة. ضيف الله ليس لوحة وصل ولا كاتب رسالة مدفوع الأجر للأسبوع. إنه شاعر يستمع إلى المصادر ويحولها إلى ألغاز مغرية. كل ما يديره كعلامات، ما يصوغه كتعبيرات ويستغني عنه كأحاسيس، تعرضه أعماله من البداية دون ملاحظة خاطئة.

من هو نور الدين ضيف الله؟

ولد في 1960 بمراكش. تدرج في مسار جامعي كلاسيكية، ثم تخرج خلال سنتين من تركيا، والتقى بعد ذلك بالرسم المغربي. يعرض أعماله بانتظام ولديه ميل للكتابة في الهوامش والصفحات المحملة بالإشارات. مثل معظم الفنانين التشكيليين العرب، يعرض الفضاء إلى درجة التشبع، ويمر بعد ذلك في المسار نفسه، من سلم إلى آخر.

انطلاقا من إلهامه الشديد بالتقاليد الإسلامية، عدد نور الدين ضيف الله الإضافات والبدائل الإيقاعية، وكذا الأعمال التي يقدمها لنا أقرب إلى الصحيفة منها إلى الخطاطة الكلاسيكية. وتثير الأساليب التي يتبعها، رغم تكرارها الواضح، مفاصل لا يمكن تقييدها أبدا.

تحليل روح نور الدين ضيف الله يستوجب المرور عبر أزمنة مختلفة من القراءة، ما يظهر لنا أن النص الذي اعتقدنا أننا نقرأه، ليس هو النص الذي نعتقد أننا نراه.
كيف نميز لمسة الخطاط، من حيث المبدأ التطوعي، من خلال تأثير الرسم البسيط؟. ما هي العملية الداخلية التي تعيدنا إلى استخدام الكلام؟. هل بالكتابة أم لا، ومثلنا جميعا، يقع ضحية البحث عن الحتمية؟.

هذه هي الأسئلة التي أثارها هذا العمل، الذي لا يهتم كثيرا بحدوده وغير متشابك، كما لا ينفصم تقريبا، بين اللانهاية الكبيرة والصغيرة بدون شك. ومن خلال استخدامه للكتابة التلقائية وتوسعاته المتكررة، يشجع نور الدين ضيف الله القارئ، الذي أصبح متفرجا، على لعب الغميضة، والبحث عن معنى.

إنه يوضح لنا، من بين أشياء أخرى، أن مسارات الحبر تشبه، ولنكون مخطئين، مصير الإنسان والغرض من أي صفحة مكتوبة، (مثل تلك الموجودة في الحياة كلها)، وتتوقف دائما على إرادة الكتاب…



 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف