الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حكام ماكرون ومعارضة هزيلة وشعوب ساذجة بقلم:ماهر الصديق

تاريخ النشر : 2020-01-22
حكام ماكرون ومعارضة هزيلة وشعوب ساذجة بقلم:ماهر الصديق
حكام ماكرون و معارضة هزيلة و شعوب ساذجة

قد نتفهم وسائل الحكام الخبيثة في شيطنة معارضيهم ، و إلصاق التهم بهم !

ابتداءً من الاتهام  بالخيانة و انتهاءً بالانحراف الاخلاقي . فهم و من اجل البقاء على رأس الدول و التصرف بالاموال العامة و حتى يبقى نفوذهم و مكاناتهم الاعتبارية يمكن ان يقوموا بأي شي ، من القتل و الاعتقال الى تشويه صورة الخصم السياسي و الفكري .  يوظفون لتلك الغايات افرادا و مؤسسات  و اختصاصيين ، بل يمكن ان يستوردوا متخصصين و مستشارين و مخططين من خارج الحدود و بمبالغ طائلة حتى يتمكنوا من اخضاع المعارضين ، بل و محوهم من الوجود . هذا تصرف بديهي و معروف عند كل مستبد، يحكم البلاد وراثيا او شبه وراثي . اذا كان ملكا او شبه ملك ، اذا كان انقلابيا و يتحكم بالعسكر . 

كل ذلك يمكن فهمه من زعماء يقودون البلاد على طريقة زعماء العصابات .

دائما تجدهم محاطون برجال يفتقدون للكرامة و مجردون من الضمائر .

رجال يرتدون البزات العسكرية و النجوم على اكتافهم ، او يخفون عيونهم بالنظارات السوداء و اجسامهم بالبذلات الواسعة التي تتسع للمسدسات  و الرشاشات الصغيرة . و برجال دين لا يتوقفون عن الدعاء لولي الامر و لاسرته و اقاربه و معارفه ، و يُسقطون عليه الايات و الاحاديث التي تحث على طاعته العمياء و الرضى بكل ما يأتي منه و الاستسلام لاهوائه و سياساته و ارتجالاته . و يتوعدون من يعارض الحاكم بحساب عسير يوم 
 القيامة ، و بحياة نكدة في الدنيا ! و تجد حول الحاكم جيش متفرغ من الاعلاميين و الردّاحين و اشباه المثقفين و ادعياء العلم و مروجي الشائعات و المزمرين و السحيجة الذين يتحدثون عن انجازاته العظيمة و يوعزون كل تقدم في اي مجال من المجالات الى حكمته و رعايته . كل انجاز ناتج عن جهوده الجبارة و تشجيعه  و عطائه . بطبيعة الحال فانهم  يغضون البصر عن البطالة و الغلاء و الجريمة  المتفشية و الادمان و تراجع المستوى التعليمي و انعدام الخدمات العامة ، و لا  يتكلمون عن السمسرة و الرشاوى في الدوائر الحكومية و لا عن الاهمال الطبي و انتشار الامراض و الاوبئة ، و لا عن العوز و الفاقة حيث لا يجد البعض
قوت يومه عوضا عن تكاليف الطبابة و التعليم و الاحتياجات الضرورية .   

 تتبع الحاكم عشرات الكاميرات التي تسجل كل فعل من افعاله ، حتى لو  قاد دراجه هوائية او تكلم مع مواطن عادي او زار مستشفى او مشي في الشارع .

اذا شيد مبنى او عبّد شارع او بنى  مستشفى او مدرسة كل هذا من فعل الحاكم و كأن اموال البلد هي امواله يمُن على الشعب بها .  لو قدمت مساعدة لمريض او لعائلة فقيرة او لتلميذ كل هذا يكون من كرمه و نبله و عطفه ، و ليست حقوق تذهب لاصحابها و ملاكها من ابناء الشعب ! و تجد حول الحاكم المستبد قضاة
لا يفقهون من القضاء الا اسمه ، لا يعلمون ثقل الامانة التي يحملونها ، و لا يدرون قيمة العدل و فداحة الظلم . يحكمون بمشيئة الحاكم ، ليس بالدليل و الشهود .

كل مخالف للحاكم متهم و قد يصل حكمه للاعدام ! يصدر القاضي حكمه و هو منشرح السريرة و لا يعلم بانه سيتقاضى يوما ما  امام قاض لا يُظلم عنده احد ؟

يحكم بالجملة ، يسمع من الطرف القوي و لا يلتفت للضعيف ، كل ما يريده هو رضى الحاكم البائس ، الذي يمكن ان تقتله حشرة صغيرة ، او يصاب فجأة في عاهة تلزمه حتى يهلك . اذن هذا هو الحاكم و رجاله و حاشيته و جوقته ، لا يترددون عن فعل اي شئ ، و ليس امامهم محرمات اطلاقا ، كل شيئ مباح في سبيل غاياتهم
و مكاسبهم . كل معارض عميل  و فاسد و مفسد و مهرب و ارهابي و منحل خلقيا .

كل شيئ يمارسه الحاكم و زبانيته من ارتباط بجهات خارجية و تعامل مع الاعداء  و نهب للمال العام و ارتكاب لكل المحرمات يلصقها بخصومه ، يشيطنهم ، يجعلهم و عائلاتهم و اقاربهم  و اصحابهم و معارفهم و اهل مدينتهم او قريتهم و عشيرتهم "ان كانت لهم عشائر " ، بل و كل من سلم عليهم في الشارع  او تحدث عنهم و ابتسم في وجوههم او غضب على ظلمهم او تحدث عن مناقبهم . كل اؤلئك متآمرون  ضد الوطن . يريدون الفوضى في البلاد ، يقوّضون السلم الاجتماعي ، يريدون نهب الثروات ، لهم اطماع في السلطة ، يريدون تدمير المنجزات و العودة بالشعب للعصور المتوسطة ! اتهامات بلا ادلة و نيل من كرامة المعارضين و محاولة تقزيمهم و التقليل  من شأنهم و حصرهم في خانة التآمر و الخيانة ! اذن  لا بد من الفتك بهم ، و ممارسة 
اقصى اشكال التنكيل و التعذيب و القتل و الابعاد ، كل هذا حفاظا على الوطن !

و كم خسرت الاوطان من رجال مخلصين يعشقون اوطانهم ، جاهزون لتقديم الارواح من اجل بلدانهم ، ذهبوا الى حيث لا عودة ، إما للقبور و إما خلف القضبان و إما خلف الحدود . و فوق كل ذلك تلطخت سيرهم بقصص ملفقة ، و باحاديث لا اصل لها ، و بشائعات من بنات افكار مخترعيها ، ذهبوا و بقي عشقهم  لاوطانهم و بقيت الحقيقة ضائعة ، و بقي الظلم يلاحقهم حتى في غيابهم .

لكن اية معارضة في بلادنا ، ما هو دورها ، ما هي ممارساتها ، اين يعيش  قادتها ؟ معارضة منقسمة و غير متجانسة و غير متفقة على قواسم مشتركة .

معارضة بلا اهداف واضحة . انتهازية تبتعد عن السلطة مادامت تتجاهلهم و تدير  ظهرها لهم و تتعامى قصدا عن أنشطتهم . معارضة  تقترب من الحكم مادام لها  شيئ من الكعكة ، مقعد نيابي او وزارة ثانوية او حتى رئاسة بلدية بل حتى  مجرد السماح بصحيفة او مهرجان او تجمع جماهيري او حتى معرض فني .

معارضة هزيلة غير قادرة على اي تغيير عوضا عن ايجاد برنامج حقيقي يحاكي الواقع و يجمع الجماهير حوله حتى يصل بهم الى تغيير النظام الاستبدادي .

 نعم حكام لم يُختاروا اختيارا حرا من شعوبهم ، جاؤا اما على ظهر دبابة  او من خلال خداع انتخابي او بتوريث من آبائهم . جاؤا الى حكم مطلق ابدي .  منزهون عن النقد ، فوق العدالة و القانون ، يملكون المال العام ويملكون السلطة و الشعب ، لا صوت مسموع الا صوتهم ، و لا هواء نقي الا هوائهم ، و لا اعتبار لاي شيئ الا ما يسمحون به ، و مع كل هذا و ذاك
يجدون شعبا طيعا مستسلما و مصدقا لكل ما تصدحه المنابر الرسمية ، كل شيئ يأتي من القصور الفارهة مقدس ! اكثرية فقيرة لا تعرف مصالحها ، يضحكون على ذقونهم بشعارات فارغة ، يثيرون مشاعرهم  بحب الوطن و كأن  الوطن هو الحاكم و عائلته و حزبه و رجال حكمه و جيشه و زبانيته و منافقيه .

يخوفونهم من القوى الخارجية و لا يقولون لهم انهم عملاء لتلك القوى الخارجية .

يخوفونهم من الفوضى و لا يبيّنون لهم انهم وراء كل فوضى و انهم من يصنعون  الفوضى و يوظفون شذاذ الآفاق  و يمولونهم من اموال الشعب الى ان يأتي وقتهم فينشرونهم في الشوارع لتنفيذ مخططاتهم في اشاعة الفوضى و الاعتداء على الممتلكات العامة و الخاصة و تعريض امن الناس للخطر مما يجعل من الضرورة  
بل و من اولويات مطالب الناس  سيطرة  القوى الامنية على الشارع لمنع الفلتان و فرض القانون ، و هو ما يستدعي احكام قهرية كفرض منع التجول و فرض الاحكام العرفية  بحيث  يتصرف الحاكم فوق كل القوانين فيعتقل و يقتل و يقمع بلا اي رادع . هذه خديعة تشترك فيها كافة  الحكومات المستبدة  في بلادنا .

و هذه حقيقة عرفها الانسان منذ مئات السنين و مازلنا نخدع بها ، و لن تتحق لنا كرامة في بلادنا الا اذا اخترنا من يحكمنا بارادتنا و بحريتنا ، ليس لنسبه و لا لماله و لا لحزبه و لا لخطبه الرنانة بل  لاننا نراه الافضل لقيادة البلاد .
ماهر الصديق   
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف