الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لقد كنت صغيراً!!بقلم:محمود حسونة

تاريخ النشر : 2020-01-22
لقد كنت صغيراً!!بقلم:محمود حسونة
1- لقد كنت صغيرا...
لم أعد أرى قمرا يشبه القمر الذي كنت أراه فوق بيتنا، كنت أراه قريبا جدا؛ أحاول أن ألامسه بأصابعي، فيعلو ويهرب مني كصبية خجولة!!
لم أعد أسمع طائر الدوري يجاورني في قرميد بيتنا، وكيف كان ينقش هواء غرفتي، فأغني له أغنية (يا طيور الطايرة)!!
أين قواوير النعنع والريحان؟! كلما جهّزت أمي كوب شاي… هيا يا بطل، اصعد سطحونا ، وهات قطفة نعنع… أبوك يحب الشاي بالنعنع... تراني جارتنا، تناديني أنْ هاتَ قطفة أخرى… سأعطيك حبة (معمول بالعجوة) بدلا منها!! أنا بائع النعناع والريحان!!!
هنا كان مسقط رأسي وخربشاتي وذكرياتي… من هنا مرّت حرب وحروب!! أين الجدران التي كتبت عليها أسماء أصدقائي؟! أين العتبة التي كانت تجلس عليها الحاجة (أم نزار) تحكي لنا حكايات الأساطير والجان…
وأين الشق الذي غرست فيه رسالتي الأولى لها، مرّ أسبوع وهي في الشقِّ- كنت حزينا- حتى جاء المطر وبللها...
تأخذني الذاكرة إلى شاطئ البحر… أبحث هناك عن خطواتي الصغيرة، فقد أعثر على إحداها!!
أسمع أصوات الصيادين؛ هل يمكن أن أعثر مع أحدهم على عروس البحر التي حيرتي؟!
أسمع الأذكار تقرؤها أمي كل صباح، وهي تعقص جدائلها المخضبة بالحناء وتدعو لي؛ فينشرح صدري وتطمئن روحي، فأحلق كعصفور يوزّع الحُب!!
أعود للصور القديمة... تخاطبني عيون أصحابها وأماكنها، هل من لقاء؟! لقد كنّا صغارا يومها، لقد كنت صغيرا...

2- طويلٌ كان الفراق الأخير!!
في كل مرة أقابلك كنت أمنحك الثقة فقد تتحدثين… كنت سأستمع منكِ لكل التفاصيل… لكنْ لماذا تصمتين دائما؟!
أنا الذي عرفتك كحكاية حب أُولى، قبل أن يصير العشق مكرًا!!
ونقشتكِ كأولى لوحاتي بملامحك الكاملة، قبل أن يصير الفن بضاعة تُباع في مزاد علني!!
فكيف تصدقين مَنْ يقطعون الطريق؟! وكيف سأدعك معلقة في الليالي العاصفة وأنتِ قمري الوحيد؟!
أخشى أن تنئي تائهة في براح الله كغيمة تمرُّ فوقي ولا تبالي!! كيف ستكون الدنيا وأنت لست هنا، في عالم موحش وفوضى هؤلاء، قطاع الطريق!!
قصير كان لقاءنا الأخير… وأقصر من عمر أطفال ضحايا حرب واحدة!!
سأدعوكِ الآن لتضعي رأسك على كتفي وتحكي عن الخوف والحب والغياب والانتظار!! وحين تغفين، أمدُّ كفي لأكفكف دمعك، أتذكر أنك لست معي!! وأنك مازلت بعيدة!!
طويل كان هذا الفراق الأخير!!

3- كثيراتٌ ووحيدة!!
في مدينتي سمراوات كثيرات لكنك أنت الوحيدة؟!
أيّة حكايا هذه، التي هي عينيك؟! وما هذا الصخب وأنا أنظر إليكِ فيركض في دمي؟! كان يحدث هذا معي أوقات الحرب!!
في مدينتي شقراوات كثيرات، فكيف اكتشفتكِ فجأة كابتسامة شاسعة وصرت أنتِ الوحيدة ؟! أحسكِ أنا لصق القلب لكنك أنتِ البعيدة!!
أقرأ كفي كعرّاف أحمق يستجدي الطريق، يلاحق فكرة شاردة فيها بيتٌ، ونسمةٌ تعبره كل مساء من الجهة الغربية، جهة الغيم!! أيلائمك هذا البيت؟!
ستكون بوابته شمالية حيث الباحة، حيث تحطّ العصافير؛ فيكون الصباح أجمل فلا تراكِ سوى الطيور وأنا، وتفرح بكِ حارتنا الكئيبة!!
مَنْ سيمنعني لو أتقمص دور ساحر وأخطفكِ من هذا النص فتزداد الدهشة؟!
وسيبقى يتساءلون حيرى عن هذا الساحر، ولماذا اختاركِ من كل هؤلاء لتكونين أنتِ الوحيدة؟!
بقلم محمود حسونة( أبو فيصل)
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف