الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سبعُ نقاطٍ تُجهض النظرَ الصائب!بقلم:بكر أبوبكر

تاريخ النشر : 2020-01-21
سبعُ نقاطٍ تُجهض النظرَ الصائب!بقلم:بكر أبوبكر
سبعُ نقاطٍ تُجهض النظرَ الصائب!

بكر أبوبكر

الاتصالات بين الناس علاقات مفتوحة ومتبادلة، بمعنى أنها تتم بين طرفين كل منهما يضع في الوعاء المشترك نصيبه ويحدث التفاعل، ولولا هذا التفاعل المعبر عنه بالرسالة والاستجابة لما كان هناك اتصال إنساني، فالاتصال من جانب واحد مثل الحب من طرف واحد تماما لا قيمة له، وقيمته بالتبادلية والتشاركية والإقبال والانفتاح.

في الحوارات العديدة التي نخوضها في سياق السياسة والاقتصاد والمجتمع وفي الثقافة والفن، كما في  شؤون إعداد الكوادر والتدريب والدراسات والكتب وعموما في أي شأن إنساني تجد من الشخصيات من تبهرك بعلمها وتجاوبها وإقبالها على العلم والتعلم والتعليم والتفكير والتأمل، ولربما من حسن حظي ان جلّ من يحيطون بي هم من هذه الفئة وقد يصدق فينا المثل هنا (أن الطيور على أشكالها تقع) فوقعنا على من هم أمثالنا.

ولكن في المقابل تدهش وتتعجب حين ترى من موانع الاتصال الكثير والذي منه ما يمنع الانفتاح ويقضي على الانسيابية المؤدية باعتقادي لحسن النظر وللتخيّر من متعدد، وبالتالي ما يمهد لحٌسن اتخاذ القرار ومن هذه العوامل المانعة للنظرة الصائبة أو المانعة لحُسن اتخاذ القرار، أوالمانعة للادراك الجيد النقاط الخمس التالية:

أولا: الحكم القطعي: تفاجأ بالحكم القطعي البات حول شخص أو قبيلة أو منطقة أو تنظيم سياسي أو قضية أوغيرها من شخص ظننت أنه متنور لمجرد أنه متعلم ، و يمتلك شهادة علمية، فتدهش حينما يفاجئك بحكمه القطعي! فالتنظيم الفلاني ساقط والشخص العلنتاني مريض، والقرية الفلانية كلهم حرامية! ومن يتخذ موقفا ضد الشيخ عبد المتجلي فهو كافر، ومن لا يحب الملوخية فهو آثم! وهو بمثل أحكامه القطعية الباتة هذه يمنع الانسيابية والإدراك الجيد والنظر الحكيم وامكانية التجدد. 

ثانيا: الحكم العام (التعميم مقابل التخصيص) ومع الحكم القطعي تأتي عملية التعميم، فتصبح المثلبة أو السيئة من شخص واحد محدد معممة علي كل أهله أو كل قبيلته أو كل سلالته أو كل تنظيمه، أو منسحبة على كل مواقفه وكل آرائه، فلا ينظر لها ضمن خصوصية الموقف للشخص أو الجماعة، والمثير هنا آنه حين يكون الفعل خيرا لا يعمم ويقتصر التعميم على الفعل الشرير ضمن المقولة البائسة والخاطئة: الخير يخص والشر يعم!

ثالثا: الحكم أو القرار المسبق: تطلب من شخص ما أن يفكر بأمر محدد، أو أن يذهب لزيارة مدينة ما،  أوليقوم بعمل ما، فيقبل أو يصطنع القبول وحين التنفيذ تكتشف التقصير فهو كان (أضمر) وقد اتخذ قراره المسبق بعدم التنفيذ، وإن أظهر الموافقة الشكلية. وإن سألته أنت من قبلت، فلم فعلت ذلك؟ لقال: لا فائدة أصلا من هذا الفعل! وهو لم يُقدم علي خطوة واحدة تؤكد أو تضعف من رأيه، انتهي الزمن لديه فلا فائدة.

رابعا: التبرير: يقول علماء فن الحديث والخطاب ان الدقائق السبعة الأولى في المحاضرة تحدد القبول اوالرفض للمتحدث وفي دراسات لاحقة آصبحت في الدقائق الثلاث الأولى، وبغض النظر عما يقال وكيف يُقال لاحقا فأن الشخص المستمِع يقوم بتبرير نظرته الأولية ورأيه أكان سلبيا أم ايجابيا، واستلال الأسانيد لتأكيدها! 

وفي السياق العلائقي بين الناس يقدِم البعض على ارتكاب الكثير من الحماقات أو الاخطاء وربما الخطايا، ويتم مواجهته من الجميع بها، فلا يلجآ للتصويب أو التصحيح أو الاعتذار أو على الاقل الى التفكير أوالاعتراف الذاتي، وإنما يجد له من المبررات الكثير لأن التصويب عند هؤلاء يهز شخصيتهم والاعتراف بالخطأ عندهم كارثة على شخوصهم الضعيفة فيبررون ويأبون الاعتراف.

خامسا: التجافي بمعنى عدم الأقبال، فنحن إن لم نتعامل مع أي موضوع بعقلية الانفتاح والإقبال والايجابية فكيف سنتفهم ؟ و كيف سنكتسب التجربة أو الجديد؟  

مادامت عقلية الرفض والتجافي والسلبية والاشمئزاز هي العقلية الحاكمة، فالشخص أصلا ينطلق من التعامل مع الموضوع من موقع رفضه أو كراهيته أوالنظرة بشكل سلبي له، فما المتوقع غير أن تكون النتيجة سلبية. انت تحول نفسك الى قمر مُحاق (مظلم) وهو يترقب منك الإشراق كالبدر التمام ما لا يستقيم.

سادسا: عدم الاستماع- وهذه من أخطر المسائل التي يتوه فيها الكثيرون، فيفترضون العلم والمعرفة وحسن الادراك لمجرد المعرفة بالعنوان، (على مقولة أن المكتوب من عنوانه والتي لا تصدق هنا على الأقل) أوالعام من الأمور، ولا يصيخون السمع فتسقط الكثير من الحقائق، بل يخسرون الشخص مقابلهم حين يهملونه أو لا يستمعون له أويضعون افتراضاته هم دون ادنى أحترام لوجهات نظر الآخرين وهي سمة عديد المسؤولين الملولين وغير المنظمين او الفاشلين. 

يقول الإمام الصادق جعفر بن محمد: من أخلاق الجاهل الإجابة قبل أن يسمع، والمعارضة قبل أن يفهم، والحكم بما لا يعلم.

سابعا: القيام بدور لا يحتاجه أحد: قد يستغرب الكثيرون من هذه النقطة في إجهاض النظر الصائب ولكنها باعتقادي نقطة هامة، فحيث يكون الإدراك قطعيا يفترض الشخص فهمه للموقف، أي موقف، وكيف سيتصرف به،فيضع نفسه في دور لا يحتاجه منه أحد! 

من مثل ذاك الميت الذي يبكيه أهله، والشخص يعطيهم تعليمات لإعداد الجنازة كذا وكذا! أو يؤنبهم كيف أهملوا بمريضهم لهذه الدرجة فمات؟ او تلك الام التي تقرع ابنها لأنه أهمل في واجباته فرسب في المادة، وهو حينها أحوج ما يكون للدعاء والمحبة واللمسة الناعمة من أمه والى الدعم والمواساة وليس الى التانيب! فما وقع قد وقع والنظر يكون الى الأمام بحنو.  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف