الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أمواج الهاوية بقلم: ديانا جمال خطاب

تاريخ النشر : 2020-01-20
امواج الهاوية !

(الجزء الاول)

وها أنا عدتُ من جديد الی تلكَ الهاوية، اعلمُ انني قدْ وَعدتُ الكثير بعدمِ الرجوع لها لِخَطرِها علی نفسي، وكيف سأقولُ لهم انَ نفسي قدْ فُقدت منذ زمن بعيد لا اذكُرهُ حتی ، كيف سأقولُ لهم انني تخبطتُ وتخبطتُ حتی بُعثِرت نفسي حتی كُسِرت لقطعٍ لا استطيعُ عدُها ، مرت تلكَ الاسئلة في عقلي وانا مغمظةٌ عيناي، امام الامواجِ التي كنت اسمعُ صوتها وكأنني غارقةٌ به لِعلوهِ ،وفي لحظة فتحتُ عيناي ونظرتُ من تلكَ الهاوية ،وكأنهُ كان بيني وبين الموت خطوةٌ واحدة لا اكثر ،تنهدتُ تنهيدةٌ عميقة وكأنني اخرج روحي من داخلي ، وكأن من قوتِها تفتحت شقوقُ الهمومِ من داخلي ،بدأت تخرجُ من عيناي وكأن بكائي يكفي لِيملأ بحراً جديد، لم يكن في تلكَ اللحظة بِرفقتي سوی حزني ،وكأنه يعلمني الوفاء، توقفتُ عن البكاء ،اغمضتُ عيناي متأملَ بصوتِ الامواج ، وفي حينها بدأت ذاكرتي بخيانتي مجدداً ،وكأنها تعرضُ حياتي كفيلمٍ ممزوج الانواع (كوميدي/حزين/مملؤ بالمشاعر/مثير الخ...) والحزن غلبَ باقي الانواع ،كنتُ تارةً ابتسمُ ،وتارةً ابكي ،وتارةً اشتم نفسي، وتارةً احبُ نفسي ، وفي تلكَ اللحظة تماماً ادركتُ انني ان اردتُ ان تتغير حياتي حبُ نفسي سيكون بالبداية ، ادركتُ انهُ حان وقت التغير ،نعم سأتغير ؛لأجلي ،وقفتُ امام البحر في حالةٍ مزرية حزينة وصرختُ قائلة:لن اعود لك كما كنت دائماً سأتغير ،سأريكَ ان ضعفي الذي تراهُ دائما سيتحول لرماد سيفنی ، سأملئ حياتي في السعادة ،انتظرني فحسب 

وصرختُ بصوتٍ اعلی أسمعتني يا حاضنُ همومي ،سأعود لكَ بالفرح بعد الآن ربما تطول فترة انتظرك لكنني سوف أعود لا تنسی ذلك.

امواج الهاوية 

(الجزء التاني والاخير )

ها انا قدْ وَفيتُ بوِعدي وعدتُ من جديد، أعَرِفتني فلم اعدْ كالسابق ، اعلم انني تغيرتُ و قويتْ لكنني لم اصبح ناكرةُ جميل قدْ احتضنتَ همومي كثيراً ، أيمكننكَ احتِضَاني الآن بين امواجِكَ الصاخبة، لقدْ تغيرتُ كثيراً اليس كذلك؟؟ اصبحتُ اقف امامك بشموخٍ ومبتَسِمةَ ،لستُ تلكَ الفتاة التي كانتْ تأتي لكَ باكية دوماً ، قدْ بدأت قوتي بحرقِ باقي جروحي ،جمعتُ ذكرياتي في صندوق، صعدتُ لمكانٍ عالي ، وبدأتُ بِحرقها واحدةَ تلو الاخری ، كانت تُحرقُ امامي وداخلي يَلتهمني رويداً رويداً، قلتُ لنفسي ورددتُ اصمدي انتِ اقوی ، اصمدي انتِ اقوی ، كانت تحترق بطريقة تؤلم وكأنها تحرقُ روحي كما فعلتُ لها ، تَحولت لرمادٍ امامي امسكتُ به والقيتُه في الهواءِ ، بعضها رُدَّ لوجهي وكأنهُ يصفعُني ازحتُه ببرودٍ شديد ،كأنني دهسته ودهست نفسي حينها ، ثم رددتُ لنفسي عدةَ مراتٍ من الآن لن تبالي لن تبالي لشيء ، وحقاً تعلمت اللامبالاة حتی انني اتقنتُها وعرفتُ متی اقومُ بها ، قدْ سقطتُ احياناً في بئورِ الانفعال ونهضتُ من جديد ، احببتُ ذاكرتي التي كنتُ اندهُها بالخائنة ، فعندما كان قلبي يسيطر علی افعالي ذكرتني بقسوتِهم عند حاجتي لهم وعدم تقبلُهم افعالي دون فهمِ سببِها ،حينها كنتُ اتراجعُ واردُها بنفس القسوة ،لم اعد اتَعرفُ علی الناسِ كثيراً، وعندما اعرفُ احداً واشعر انني سأحبه كنت ابتعد فوراً، أتَتذكر كم احببتُ واحببتُ وفقدت ،كان ذلك الشعور يؤلم كالذي متعب من تسلقِ الجبل وهو جالس في مكانه لم يتحرك، كأنهم كانو يصطحبوني للظلال ويَذهبونَ متجاهِلينَ صوت نداءِ العالي ، يطعمونني من الجحيم ولكنني اكتفيتُ بما تذوقت ، اتعلم كم كان التنفسُ صعب في بعض الاحيان ، وكنتُ وحدي ايضاً لم ارد احداً ، الجميع سيخدلُ كالعادة ، ثم رددتُ لنفسي لا تُعطي كما تأخدين ، استمعي لهم ولا تجعلينهم يستمعونَ لكِ ، وكان لا بد من سقوطي في تلك الفترة لكنني نهضتُ وسقطت ونهضت حتی كدت اتلاشی ، كم كنتُ احتاج احداً بجانبي حينها تذكرتُ كيف كنت ابكي بمفردي ،تذكرتُ وقوفي علی حفافِ هاويتك لوحدي ، ثم نهضت ورددت ،كل شيء علی ما يرام كلُ شيء علی ما يرام ،حتی انفجرتُ باكية حاولتُ ايقاف ذلك الفيضان لكن دونَ جدوی ، وقفتُ امام المرآة ورددت ستتغيرين ستتغيرين ستتغيرين، وتغيرتُ حقاً تغيرت .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف