الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

البحث عن الذات بقلم:د. محمد سعيد

تاريخ النشر : 2020-01-20
البحث عن الذات بقلم:د. محمد سعيد
البحث عن الذات

د. محمد سعيد

سُئل عالم النفس المرموق "ماسلو" عن صفات من يحققون ذاتهم، فقال: "إنهم مبدعون وخلّاقون، ويهتمون بسعادة الإنسان والبشرية، وقادرون على استشعار التقدير العميق للتجارب الإنسانية في هذه الحياة". إن تأملاً  دقيقاً في هذه العبارات يثير تساؤلاً مهماً عن الذات ومدى فهمنا لها وإدراكنالحقيقتها؛ فبعض الناس يجهلون أنهم يحملون سمات إنسانية مُبهرة، ومما يؤسف له أن حياتهم تمر من بين أيديهم لتنتهي دون أن يصلوا لِكُنْه نفوسهم وقدرات ذواتهم. إن مثل هؤلاء يعيشون حالة غربة نفسية وعزلة ذاتية يفقدون على أثرها إنجازات تخسرها الإنسانية قبل خسارتهم الشخصية. إن البحث عن الذات من أهم خطوات النجاح في هذه الحياة، إنها رحلة اكتشاف ترسم مصير الإنسان على هذه الأرض، وهي رحلة تتطلب أن يوقظ الإنسان نفسه، ويتوقف فترات قد تطول ليطرح فيها أسئلة بعينها تقوده إلى الوصول إلى حقيقة ذاته. 

ومن العجيب في هذا السياق ما قاله "دافنشي" وهو أعظم عبقريات التاريخ: "لقد مشيت نصف عمري في طريق لم يكن أبداً طريقي"، دافنشي ذاته لم يسلك دربه الحقيقي لسنوات زادت عن خمس وأربعين سنة، يتيه في ذاته بحثاً عنها. ولعل هذا التيه الذياستشعره دافنشي ويستشعره بعضنا يعود إلى مخزون الخبرات والتجارب الذي اكتسبناه في فترات باكرة من أعمارنا، وفي مراحل لم يكن وعينا فيها لذواتنا قوياً، وغالباً ما ظل وعينا ضعيفاً بحكم الأنماط التربوية التي نتلقاها في الطفولة من الآباء والمعلمين، وبالتالي فإن أسبقية التلقين والتخزين للمعلومات أدت بنا إلى أن نستجيب بشكل تلقائي للمخزون الدماغي المختزن في اللاوعي. وهنا يغدو وعينا مجرد تابع ذليل للعادة، مما يحرمنا من التدفق الإبداعي الخفي الموجود لدينا بالفطرة. ولذلك يُعد البحث عن الذات ضرورياً لاكتشافها من جديد والتنقيب فيها عن وجوه إبداع كانت ولا زالت سبيل التطور والنهوض البشري دون مبالغة. ومن بديع ما جاء في تعاليم "لاوتسو" الصينية أنه من تعلم كثيراً عن الآخرين؛ فقد يكون ذكياً، أما من يفهم نفسه فهو الأكثر ذكاء، ومن يتحكم في الآخرين؛ فقد يكون قوياً، ولكن من يملك زمام نفسه فهو الأقوى.

إن اجترار مخزون السنوات الأولى من الطفولة مما نعرفه وتعودنا عليه واطمأننا لوجوده يؤدي إلى نسخ متكررة من الذوات الجمعية العادية، بينما تعرف الذات على حقيقتها يقودلتحررها لنرى قدرات رائعة غابت بين طيات النفس، وكلما تعمقنا أكثر في فهم ذاتنا ووعينا الباطن، وحققنا هذا التوافق المرن بين مستويات وعينا؛ تسنى لنا أن نحقق نتائج أكثر بريقاً وإبهاراً. 
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف