الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ما جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسانُ - ترجمة : حماد صبح

تاريخ النشر : 2020-01-19
قصة قصيرة / ما جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسانُ ترجمة : حماد صبح
اشتد فقر صانع أحذية _ إن لم نخطىء في تحديد هوية مهنته _ حتى إنه لم يبقَ لديه سوى قطعة جلد تكفي لصنع حذاء واحد فحسب ، فقصها مساء على مقاس الحذاء الذي نوى صناعته صباح الغد . ، ورقد في فراشه هادئا متوكلا على الله _ تعالى _ لما في نفسه من طيبة وتقوى ، واستغرق في نومه . وبعد أن صلى صباح الغد ، وتهيأ للانهماك في العمل ؛ تباغت بالحذاء مجهزا تماما فوق منضدة العمل ، فعصف به الذهول ، وما درى ما يقول . ورفع الحذاء ليتأمله مليا ، فألفاه متقن الصنع أنيقا خليا من أيما حياكة رديئة كأن من صنعه تقصد أن يجعل منه تحفة فنية بديعة . وفي الحال دخل عليه مشترٍ سره الحذاء أقصى سرور ، فنقده فيه ثمنا أجزل من المألوف ، وتمكن صانع الأحذية من أن يشتري بالمال جلدا يكفي لصنع حذاءين آخرين ، قص جلدهما ليلا . وهم صباح الغد بالشروع في صنعهما متجدد الحيوية والعزم إلا أنه ما كان في داعٍ للعمل ! ما صحا حتى ألفاهما مجهزين ! ولم ينقصه الشراة الذين دفعوا له ثمنا للحذاءين كفى لصنع أربعة أحذية ألفاها صباح الغد مجهزة . وسارت الحال معه هذا المسار المريح : ما يقصه مساء يجده مصنوعا صباحا . وما لبث أن استرد استقلاله الذاتي بصناعته ، وأضحى غنيا هنيا . وفي مساء ، قبيل عيد الميلاد ، قال صانع الأحذية لزوجته بعد أن قص الجلد لعدد جديد منها ، وقبل أن يأوي إلى فراشه : ما رأيك في أن نسهر الليلة لنعلم من يقدم لنا هذه المعونة ؟!
فاستحبت الفكرة ، وأضاءت شمعة ، ولبد الاثنان في زاوية من الحجرة أسفل ثياب معلقة على جدارها ، وأخذا ينتظران . ولما انتصف الليل دخل شخصان صغيران عاريان ، وجلسا إلى منضدة صانع الأحذية ، ووضعا كل الجلد المقصوص أمامهما ، وطفقا يحيكان بالإبرة ، ويدقان بالمطرقة حاذقين عجلين بأصابعهما الصغيرة حتى إن صانع الأحذية لم يستطع صرف عينيه عنهما استغرابا وتعجبا من حذقهما وعجلتهما . وما توقفا حتى أكملا العمل ، وصارت الأحذية مجهزة فوق المنضدة ، وعندئذ أسرعا مبتعدين . وصباح الغد قالت الزوجة : هذان الصغيران صيرانا غنيين ، ويجب أن نبين لهما اعترافنا بحسن معروفهما . هما يعيشان قربنا ، وليس لهما ما يلبسانه ، ولا ريب في أنهما يتألمان من البرد القارس . سأقول لك ماذا سأفعل لهما . سأصنع لهما قميصين صغيرين ، وسترتين ، وصدريتين ، وسروالين ، وسأحيك لكل واحد جوربا ، واصنع أنت لكل واحد حذاء !
فقال : سيسرني هذا كل سرور .
وبعد أن أكملا ما اتفقا عليه وضعا كل الهدايا ليلا على المنضدة بدل الجلود المقصوصة ، وانحجبا في ذات الزاوية ليريا ما عسى الشخصان الصغيران يصنعان . وسمعا في الليل صوت خطاهما وهما يدخلان الحجرة ، ورغبا أن يشرعا فورا في العمل ، فلم يلفيا جلودا مقصوصة ، وألفيا الملبوسات الصغيرة التي تناسبهما ، وبدت على وجهيهما أولا الدهشة ، ثم الفرح العارم ، ولبسا في سرعة ، وراحا يترنمان : " غدونا غلامين ، يا حسننا ! وما نحن من صانعي الأحذيهْ " ، ورقصا وطفرا فوق المقاعد والمناضد ، ورقصا أخيرا خارج الحجرة ، وتوقفا عن القدوم إليها من ذلك الحين . وسار كل شيء مع صانع الأحذية سيرة حسنة ما عاش ، وازدهرت كل أعماله .
*الأخوان جرِم . *عن النص الإنجليزي .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف