الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حين رن جرس الإنذار بقلم: علي بدوان

تاريخ النشر : 2020-01-19
حين رن جرس الإنذار بقلم: علي بدوان
حين رن جرس الإنذار

بقلم علي بدوان

في مثل هذا اليوم من العام 2007، وتحديداً بتاريخ 19/1/2007، وفي المشفى العسكري الأول التابع لجيش الشعب الصيني في مدينة تيانجين، رنَّ جرس الإنذار الموجود في جيبي وأنا في ردهات المشفى، فكان عليَّ أن أستعد فوراً، نفسياً، وجسدياً، فالعمل الجراحي سيبدأ.

جرس الإنذار، ورنينه، تلك هي اللحظات الحاسمة، التي دَقّت والتي كُنت أنتظرها، محاولاً التغلب من مخاوف ورهبة المشهد الآتي، وتفاصيله التي كُنت أتخيلها، وأرسم السيناريو الخاص بها ... 

رنَّ جرس الإنذار في جيبي، حيث نداء الحياة والولادة الجديدة، يتغلّب على المرض، ورحمة الرحمان تغمرني ... فحاولت على الفور التقاط أنفاسي، وشَحذِ ارادتي، وإبطال مفاعيل أيِ رهبةٍ أو خوف ... 

مجموعة من الممرضات الصينيات، استنفروا في المشفى، وهرعوا باتجاهي ... وبدؤا العمل فوراً ... في التهيئة للعملية الجراحية المُعقّدة ... تهيئتي شخصياً ...

دخلت إلى غرفة العمليات الساعة الخامسة مساءاً في اليوم ذاته 19/1/2007. وكل ما أذكره في طريقي لغرفة العمليات، خضوعي أولاً لتعقيم جديد داخل صالون طويل، حيث كان يتساقط رذاذ التعقيم على جسمي وعلى العربة لفترة زمنية جيدة، وبعدها سارت العربة في رواق أخر جرت فيه أيضاً عملية تعقيم بطريقة ثانية للعربة أثناء سيرها البطىء في الرواق، إلا أن وصلت إلى غرفة العمليات المفترضة وأنا والعربة وكل ماحولي ومعي في حال تعقيم فائقة، وحينها جرى نقلي إلى طاولة العمل الجراحي بطريقة دقيقة، لأصبح في وضعية الاستلقاء على الظهر، تبعها إجراء عملية ربط اليدين بقوة بعد فردهما، كذلك الرجلين إلى طاولة العمليات بواسطة أحزمة رابطة.

في هذه الأثناء وكل ما أذكره، أن أصوات الموسيقى الناعمة كانت تمليء غرفة العمليات، بل وطلب من طبيب التخدير أن اختار أي لون موسيقي أريده، وبدأ يحادثني ويلاطفني ومعه مجموعة من الممرضات بطريقة إنسانية وودية، بينما كان فريق العمل المتكامل يجري لي عملية تخدير، وبعدها فقدت الوعي وأصبحت في عالم أخر.

انتهت تلك العملية الجراحية، التي كانت أشبه برحلة الى المريخ، وعدت بعد شهر تقريباً لدمشق، وعدت لنشاطي وعملي المعتاد حتى الان بحمد الله.

ليس هنالك في قواميس اللغات كلمات تستطيع أن تُعبّر عن الشكر والإمتنان للمنسق العام لمشفى تيانجين (مومينغ) فهو نعم الإنسان، احتضنني منذ أن تعرّفت عليه ومعه أطباء المشفى خصوصاً البروفسور جيو، والبروفسور زيانغ تشن، والبروفسور مامي وفريق الأطباء الاختصاصيين ( جيو جي جين، جان جيم، ثيو، صوي، هيو، بان، شنكوفي ….) وغيرهما، ولم أكن اشعر قط أنني في حضرة ورعاية أطباء مهرة ومخلصين، بل في رعاية ملائكة انزلت إلي من السماء. هكذا كان شعوري تجاه هؤلاء البشر الاستثنائيين، وهكذا يشعر بقية المرضى الذين التقيتهم والذين كانوا يتلقون علاجهم. وعليه، أريد أن أقول أنني كنت أرى مشاعر الحب الصادق في عيون الأطباء والممرضات في مشفى تيانجين مجبولة بالأمل، فقد ساهموا في إنقاذ حياة إنسان أحبوه واحتضنوه وقدموا له أجمل هدية للحياة.

(ملاحظة : التفاصيل موجودة في كتابنا القادم : سيرة ذاتية)

(الصورة بعد العملية الجراحية باسبوعين مع البروفيسور جيو جي جين)

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف