الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مع الأديب إبراهيم جوهر وكتاب ( يوميات مقدسية ) بقلم : عبد السلام العابد

تاريخ النشر : 2020-01-16
مع الأديب إبراهيم جوهر وكتاب ( يوميات مقدسية ) بقلم : عبد السلام العابد
**مع الأديب إبراهيم جوهر
وكتاب : ( يوميات مقدسية )**
___________

أنهيت للمرة الثانية قراءة كتاب :( يوميات مقدسية ) لمؤلفه الأديب إبراهيم جوهر .
يقع هذا الكتاب في مئتين وأربعين صفحة ،وهو صادر عن منشورات وزارة الثقافة عام ألفين وأربعة عشر.
ينتمي هذا الإصدار الأدبي الجميل إلى فن المذكرات أو اليوميات ، وهو لون أدبي ماتع ومفيد وشائق ؛ ذلك أنه يستند إلى وقائع ومشاهدات يراها الكاتب بنفسه ، ويتفاعل معها ، وينقل للقارىء إحساسه العميق بها ، وفهمه الواعي والجديد لها.
وتحضرني في هذه اللحظات يوميات الأديب الفلسطيني المقدسي خليل السكاكيني التي يضمها كتاب :( كذا أنا يا دنيا ) .وكذلك كتاب أديبنا محمود شقير ( مديح لمرايا البلاد ) .
تبدأ يوميات القدس والإنسان منذ يوم الخميس الموافق ٢٣ /٢/ ٢٠١٢ حتى ٣٠ / ٤ /٢٠١٢ م.ولم يترك الكاتب يوما خلال هذه الفترة الزمنية دون كتابة مذكرة من وحي مشاهداته، وملاحظاته، وقراءاته، وما توحيه إليه أحاديث الناس، وحكاياتاهم، وعلاقاتهم اليومية المباشرة .
أعرف الأديب إبراهيم جوهر ،من خلال كتاباته ، ومشاركاته في الصحافة الثقافية ، منذ ثمانينيات القرن الماضي، وأذكر أنني حضرت، بداية التسعينيات ندوة ثقافية في مدينة جنين ، شارك فيها إبراهيم جوهر ، إلى جانب شاعرتنا فدوى طوقان ، والمتوكل طه ، وغيره من الأدباء ، وقدم يومها لونا أدبيا جديدا ، جمع ما بين المقامة والمقالة.
في كتابه الذي أطلق عليه مؤلفه اقحوانة الروح تركيز شديد على القدس الشريف ، وإنسانها النظيف ، فلا تمر يومية من يومياته ، دون الكتابة عنها ، ماضيا و حاضرا ، ومستقبلا.
يستقي أديبنا إبراهيم جوهر يومياته الأدبية الصافية ، من عدة منابع ثرة نقية منبجسة من تراب القدس ، وأرضها الطهور المعطاء . وهذه المنابع تتمثل في بيئته الأسرية ، وبيته ، وجيرانه، وأصدقائه، ومعارفه ،وزملاء العمل في المدرسة ،وتجمعات المثقفين في القدس وضواحيها ، والأدباء الذين يشاركون في ندوة اليوم السابع الثقافية التي يعتبر إبراهيم واحدا من أعمدتها الرئيسة ، حيث يقرأ الأعمال الأدبية، ويعقب عليها، ويكتب مقدماتها، ويعرضها أمام جمهورها ، ويحررها ، وينشرها في الصحافة .
ومن مصادر يومياته ، المشافي التي زارها ، والمدن والمناطق القريبة التي يوصل أبناءه إليها، وحواجز الاحتلال ، و الطبيعة الفلسطينية التي تحيط به ، والكائنات ولا سيما الطيور ، وكذلك الحوارات والنقاشات التي يسمعها أو يطالعها في الصحافة المسموعة والمقروءة والمرئية .
في يومياته التي قرأتها بشغف ومتعة ، أحسست بالألم الذي يعتصر الروح ؛بسبب الحال الذي وصلت إليه القدس، وقضية فلسطين ، حيث انشغل العالم عنها ، وتركها وحيدة تصارع قوى الشر والظلام ، ولم يقدم لها إلا الكلام المعسول ، والتصريحات العابرة ، وزبد الكلام ،والجعجعة التي لا تنتج قمحا ينفع الناس والعباد .
ومن أسباب حزن الكاتب هذه الفرقة ،وهذا الانقسام البغيض ، وهذا التنابز والتدابر والخصام ، وهذه القيم السلبية التي أعمت البصائر والعيون ، وهذا التنكر لقيم الحب والنقاء والتعاون ،والإيثار والأصالة ، وهذه الروح الانهزامية المتمثلة في التقليد الأعمى، والأنانية المفرطة ، والتنكر للغة العربية ، والثقافة الواعية ،واللجوء إلى اللهجات العامية ، والشعوذة والجهل، والادعاء والكذب والخداع،والتطرف ،والشجارات بين الشباب ،والطلبة والخلافات العائلية ،وغياب العدالة والقانون .
في يومياته المقدسية ،لم يقتصر أديبنا إبراهيم جوهر على كتابة النماذج السلبية ،بل إنه يلتقط كل مظهر إيجابي ومشرق، وباعث على الأمل والتفاؤل في النفوس .إنه كتاب قيم، يستحق القراءة والتأمل العميق ،ويدعو إلى الثورة الواعية ، وتغيير ما هو خاطىء وفاسد وسلبي ، وتصويب المسار ، والاتجاه الوطني الإيجابي القائم على الحب والمعرفة والثقافة والإيمان العميق، والاعتزاز بالوطن واللغة العربية وكل القيم الإنسانية الأصيلة التي تؤسس مستقبلا زاهرا لوطن محرر ،عاصمته القدس الشريف ، درة العواصم ، ومهوى الأفئدة، وقبلة الأرواح.
وختاما ، فإنني أتمنى لأديبنا المعروف إبراهيم جوهر العطاء الدائم ، فهو بحق واحد من القامات الأدبية المقدسية الباسقة التي كان لها ، وما زال حضور ثقافي فاعل .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف