الهولوكوست النازي والاحتلال الإسرائيلي
د. رياض عبدالكريم عواد
في 27 يناير من كل عام، وهو اليوم الذي يصادف تحرير معسكر آوشفيتس النازي في بولندا على يد جنود الجيش الأحمر السوفياتي عام 1945، يحي العالم ذكرى المحرقة اليهودية (الهولوكوست)، التي ذهب ضحيتها ملايين اليهود بسبب البطش النازي.
في هذه المناسبة يُعقد في القدس الغربية مؤتمرا لتخليد ذكرى الهلوكوست في 23 من شهر يناير الجاري، يحضر هذا المؤتمر أكثر من أربعين رئيس دولة ومسؤول في العالم.
يجب ان يشمر الكل الفلسطيني عن ساعديه والقيام بمختلف النشاطات الاعلامية في القدس والاراضي الفلسطينية المحتلة وفي كل دول العالم، مستخدمين كل الوسائل من بوسترات وافلام ورسومات وكاريكاتير ولقاءات وكتابات صحفية.
ان المحددات الثلاث التالية هي التي يجب أن تحكم الموقف الاخلاقي ونشاطات الفلسطينيين السياسية خلال انعقاد مثل هذه المؤتمرات:
1- إدانة الهولوكوست وإدانة النازية التي اقترفت هذه الجريمة والتضامن مع الضحايا وعائلاتهم، عدم التشكيك بحدوث المحرقة أو بعدد ضحاياها من اليهود.
2- إدانة العنصرية واللاسامية والكراهية بحق كل الشعوب.
3- التأكيد على حق الشعوب في المساواة بعيدا عن التفرقة على اساس اللون والدين واللغة والقومية.
ان الهدف من كل النشاطات الفلسطينية الموازية لهذا المؤتمر يجب أن تكون من أجل تسليط الضوء وإدانة الجرائم والانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل بحق الشعب والارض الفلسطينية.
يجب أن نتكلم باللغة التي يفهمها ويؤمن بها العالم، وندين ما اقترفته النازية بحق اليهود، ولا نقع في خطأ المغالطة والخلط بين يهود العالم وما تقترفه اسرائيل من جرائم بحقنا.
ان اسرائيل والحركة الصهيونية تهدف دوما من خطابها السنوي الموجه في ذكرى الهلوكوست الى مواصلة تخويف يهود العالم من الشعوب التي يعيشون بين ظهرانيها، ويستخدمون مظاهر اللاسامية التي تطفو على السطح في هذه الدولة أو تلك وايهام اليهود أن هذه النشاطات موجهة ضد وجودهم واستقرارهم في هذه البلاد وأنه لا أمان ولا استقرار لليهود الا بالهجرة إلى دولة اسرائيل، واحة الأمن والأمان.
يجب أن يكون الخطاب الفلسطيني خطابا مناقضا للخطاب الإسرائيلي والصهيوني يرتكز على قيم الإنسانية العامة ورفض كل مظاهر الكراهية والعنصرية والتفرقة بين الشعوب على أي أسس دينية أو اثنية، ورفض مظاهر اللاسامية المتنامية في العالم والتأكيد أنها موجهة ضد كل الشعوب وكل أصحاب الديانات وليس ضد اليهود فقط، لذلك يجب أن يركز خطابنا على أهمية إدانة كل العمليات الإرهابية التي توجه ضد المدنيين وضد أماكن العبادة، دون تفرقة بين أبناء هذه الديانة أو تلك.
ان عرض المظلومية الفلسطينية على العالم تواجه إضافة إلى النشاطات الصهيونية والإسرائيلية التي تهدف إلى تشويه النضال الوطني الفلسطيني وإنكار حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال ودمغ هذا النضال بالإرهاب والعنصرية، يواجه هذا النضال أيضا بغض التصريحات والممارسات الفلسطينية غير العقلانية. تستغل اسرائيل هذه التصريحات الفلسطينية المنفلتة والمتهورة وتستخدمها وتنشرها على أنها هي الرأي الفلسطيني السائد. كما تستغل اسرائيل ممارسات وأساليب نضال البعض الفلسطيني، الذي ينتمي إلى هذا المحور الإقليمي أو ذلك بعيدا عن المصلحة الوطنية الفلسطينية، كما تستغل بعض الاعمال والتصريحات التي لا تعطي أهمية لسلامة المدنيين وأمنهم وتجنيبهم ويلات الحرب والعدوان.
ليس للفلسطيني أي يد فيما حدث لليهود في اوروبا علي يد النازيين الاوروبيين، كما يؤيد الفلسطيني محاولة زعماء أوروبا والعالم في التكفير عما اقترفه أسلافهم من جرائم بحق الإنسانية واليهود على أسس دينية وعرقية، لكن الذي لا يفهمه ولا يستوعبه الفلسطيني هو سكوت وتغاضي كثير من دول وزعماء العالم عن الجرائم اليومية والمتواصلة التي تقترفها دولة اسرائيل ضد الشعب والارض والبيئة والمقدسات الفلسطينية.
ان الهولوكوست جريمة نازية ارتكبت في حق الإنسانية وفي حق اليهود و غير اليهود. لقد تلقى ولا يزال يتلقى ضحايا الهولوكست من اليهود اعتذارا تلو الاعتذار من العالم، ومساهمات مادية ومعنوية في جبر وعلاج الضرر الذي وقع... فمتى يتلقى الفلسطيني اعتذارا و جبر الضرر عن الاحتلال والبطش الإسرائيلي المستمر والمتواصل؟
على العالم أن يرفض بكل قوة ووضوح أن يكون الشعب الفلسطيني هو الضحية لضحايا النازية الأوروبية. لتنطلق اكبر حملة شعبية فلسطينية عالمية تنديدا بجريمة الهولوكوست وبالجرائم والمجازر التي ارتكبها ويرتكبها الصهاينة بحق شعب برئ ليس له اي يد فيما حدث لليهود من ويلات.
د. رياض عبدالكريم عواد
في 27 يناير من كل عام، وهو اليوم الذي يصادف تحرير معسكر آوشفيتس النازي في بولندا على يد جنود الجيش الأحمر السوفياتي عام 1945، يحي العالم ذكرى المحرقة اليهودية (الهولوكوست)، التي ذهب ضحيتها ملايين اليهود بسبب البطش النازي.
في هذه المناسبة يُعقد في القدس الغربية مؤتمرا لتخليد ذكرى الهلوكوست في 23 من شهر يناير الجاري، يحضر هذا المؤتمر أكثر من أربعين رئيس دولة ومسؤول في العالم.
يجب ان يشمر الكل الفلسطيني عن ساعديه والقيام بمختلف النشاطات الاعلامية في القدس والاراضي الفلسطينية المحتلة وفي كل دول العالم، مستخدمين كل الوسائل من بوسترات وافلام ورسومات وكاريكاتير ولقاءات وكتابات صحفية.
ان المحددات الثلاث التالية هي التي يجب أن تحكم الموقف الاخلاقي ونشاطات الفلسطينيين السياسية خلال انعقاد مثل هذه المؤتمرات:
1- إدانة الهولوكوست وإدانة النازية التي اقترفت هذه الجريمة والتضامن مع الضحايا وعائلاتهم، عدم التشكيك بحدوث المحرقة أو بعدد ضحاياها من اليهود.
2- إدانة العنصرية واللاسامية والكراهية بحق كل الشعوب.
3- التأكيد على حق الشعوب في المساواة بعيدا عن التفرقة على اساس اللون والدين واللغة والقومية.
ان الهدف من كل النشاطات الفلسطينية الموازية لهذا المؤتمر يجب أن تكون من أجل تسليط الضوء وإدانة الجرائم والانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل بحق الشعب والارض الفلسطينية.
يجب أن نتكلم باللغة التي يفهمها ويؤمن بها العالم، وندين ما اقترفته النازية بحق اليهود، ولا نقع في خطأ المغالطة والخلط بين يهود العالم وما تقترفه اسرائيل من جرائم بحقنا.
ان اسرائيل والحركة الصهيونية تهدف دوما من خطابها السنوي الموجه في ذكرى الهلوكوست الى مواصلة تخويف يهود العالم من الشعوب التي يعيشون بين ظهرانيها، ويستخدمون مظاهر اللاسامية التي تطفو على السطح في هذه الدولة أو تلك وايهام اليهود أن هذه النشاطات موجهة ضد وجودهم واستقرارهم في هذه البلاد وأنه لا أمان ولا استقرار لليهود الا بالهجرة إلى دولة اسرائيل، واحة الأمن والأمان.
يجب أن يكون الخطاب الفلسطيني خطابا مناقضا للخطاب الإسرائيلي والصهيوني يرتكز على قيم الإنسانية العامة ورفض كل مظاهر الكراهية والعنصرية والتفرقة بين الشعوب على أي أسس دينية أو اثنية، ورفض مظاهر اللاسامية المتنامية في العالم والتأكيد أنها موجهة ضد كل الشعوب وكل أصحاب الديانات وليس ضد اليهود فقط، لذلك يجب أن يركز خطابنا على أهمية إدانة كل العمليات الإرهابية التي توجه ضد المدنيين وضد أماكن العبادة، دون تفرقة بين أبناء هذه الديانة أو تلك.
ان عرض المظلومية الفلسطينية على العالم تواجه إضافة إلى النشاطات الصهيونية والإسرائيلية التي تهدف إلى تشويه النضال الوطني الفلسطيني وإنكار حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال ودمغ هذا النضال بالإرهاب والعنصرية، يواجه هذا النضال أيضا بغض التصريحات والممارسات الفلسطينية غير العقلانية. تستغل اسرائيل هذه التصريحات الفلسطينية المنفلتة والمتهورة وتستخدمها وتنشرها على أنها هي الرأي الفلسطيني السائد. كما تستغل اسرائيل ممارسات وأساليب نضال البعض الفلسطيني، الذي ينتمي إلى هذا المحور الإقليمي أو ذلك بعيدا عن المصلحة الوطنية الفلسطينية، كما تستغل بعض الاعمال والتصريحات التي لا تعطي أهمية لسلامة المدنيين وأمنهم وتجنيبهم ويلات الحرب والعدوان.
ليس للفلسطيني أي يد فيما حدث لليهود في اوروبا علي يد النازيين الاوروبيين، كما يؤيد الفلسطيني محاولة زعماء أوروبا والعالم في التكفير عما اقترفه أسلافهم من جرائم بحق الإنسانية واليهود على أسس دينية وعرقية، لكن الذي لا يفهمه ولا يستوعبه الفلسطيني هو سكوت وتغاضي كثير من دول وزعماء العالم عن الجرائم اليومية والمتواصلة التي تقترفها دولة اسرائيل ضد الشعب والارض والبيئة والمقدسات الفلسطينية.
ان الهولوكوست جريمة نازية ارتكبت في حق الإنسانية وفي حق اليهود و غير اليهود. لقد تلقى ولا يزال يتلقى ضحايا الهولوكست من اليهود اعتذارا تلو الاعتذار من العالم، ومساهمات مادية ومعنوية في جبر وعلاج الضرر الذي وقع... فمتى يتلقى الفلسطيني اعتذارا و جبر الضرر عن الاحتلال والبطش الإسرائيلي المستمر والمتواصل؟
على العالم أن يرفض بكل قوة ووضوح أن يكون الشعب الفلسطيني هو الضحية لضحايا النازية الأوروبية. لتنطلق اكبر حملة شعبية فلسطينية عالمية تنديدا بجريمة الهولوكوست وبالجرائم والمجازر التي ارتكبها ويرتكبها الصهاينة بحق شعب برئ ليس له اي يد فيما حدث لليهود من ويلات.