هنا .. إيران !!
بقلم : على شعيب
مراسل بالإذاعة المصرية
لست مستغرباً من الرد الإيرانى " الباهت" على اغتيال "قاسم سليمانى" قائد فيلق القدس بواسطة طائرة أمريكية مسيرة ..
وبعيداً عن العمليات والمهام التى أشرف عليها "سليمانى" والتى امتدت لتشمل دولاً عدة منها العراق وسوريا ولبنان واليمن ، حتى بعض جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق وأفغانستان ، إلا أن بعضاً من تلك العمليات لم يصل أو حتى يقترب من "القدس" التى حمل الفيلق اسمها !!
الذى يستمع إلى تصريحات المسئولين الإيرانيين بعد حادث الاغتيال يعتقد أن المنطقة برمتها ستتحول إلى رماد جراء الرد الإيرانى " الغاشم" على الولايات المتحدة وحلفائها فى المنطقة ، بل لقد راح البعض يضع سيناريوهات للرد الإيرانى كاحتلال سفارات وتفجير قواعد ومنشآت وطائرات ، فى حين ذهب البعض إلى أبعد من ذلك عندما تحدثوا عن استهداف موكب الرئيس الأمريكى بعدد من الصواريخ بالغة الدقة ..
وعلى الرغم من كل تلك السيناريوهات والتى تشبه إلى حد كبير الأفلام الهندية ، إلا أننى لم أستغرب أيضاً ألا تحاول إيران أن تتجاوزالخطوط الحمراء وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالولايات المتحدة وإسرائيل ، وذلك لأنها تعرف جيداً أن " التهور" فى مثل هذه الأمور قد يكلفها الكثير .. بما فى ذلك وجودها !!
ولعل هذا يفسر لنا كيف أن الموقعين اللذين استهدفتهما الصواريخ " الباليستية" الإيرانية فى العراق لم يتأثرا بشكل كبير ، فضلاً عن عدم وقوع ضحايا من الجانب الأمريكى بعكس ما زعم الإيرانيون أنفسهم ، وهذا ما جعل الرئيس الأمريكى "ترامب" يخرج علينا بكل ثقة وهو يؤكد على أن " كل شىء على مايرام " .. ..
وهكذا تظل التصريحات الإيرانية " المجلجلة" تصول وتجول فى المنطقة دون أن تلقى الولايات المتحدة لها بالاً ، فالأخيرة تعلم جيداً أن النشاط العسكرى الإيرانى لا يكون فاعلاً إلا فى اليمن و دول الخليج ومنطقة الهلال الخصيب باستثناء فلسطين بالطبع ، بل أن الولايات المتحدة نفسها تحاول المرة بعد الأخرى أن تؤجج هذه الصراعات بين إيران وجاراتها وذلك لإضعاف واستنزاف الآلة العسكرية الإيرانية فى صراعات إقليمية ممتدة ومتشابكة من ناحية ، ولضمان بقاء القوات الأمريكية فى المنطقة لفترة أطول من ناحية أخرى ، وبالطبع كلنا يعرف من يدفع "فاتورة" هذا البقاء !!
أضف إلى ذلك المأزق الخطير الذى "انغرست" فيه إيران حتى أذقانها بعد سقوط الطائرة الأوكرانية وتحطمها على أراضيها ، وسواءاً حدث ذلك عن قصد أو عن غير قصد ، فإن رقبة إيران أصبحت أقرب مايكون من المقصلة الأمريكية والغربية ، وربما يعزز ذلك تنامى الغضب الشعبى ضد النظام بعد تآكل مصداقيته عند الكثيريين ..
هذا التخبط فى السياسة الإيرانية ، والتى تحاول من خلالها أن تشيع الخوف وعدم الاستقرار فى المنطقة ، بعدما أكد ساستها أكثر من مرة أن فناء معظم دول الخليج وفى مقدمتهم المملكة العربية السعودية لهو الهدف الأسمى الذى تسعى الجمهورية الإيرانية لتحقيقه حتى ولو لم تُصب اسرائيل والولايات المتحدة بأدنى سوء !!
وهكذا تظل المنطقة كلها أسيرة لهذا الخوف .. خوف من نشوب حرب ، وحجم الدمار الذى ستخلفه تلك الحرب "المزعومة" .. كل هذا من أجل أن تستمرتلك اللعبة اللعينة .. تديرها الولايات المتحدة ببراعة ، وتراقبها اسرائيل بخبث ، لتخسرها إيران بكل سذاجة !!
بقلم : على شعيب
مراسل بالإذاعة المصرية
لست مستغرباً من الرد الإيرانى " الباهت" على اغتيال "قاسم سليمانى" قائد فيلق القدس بواسطة طائرة أمريكية مسيرة ..
وبعيداً عن العمليات والمهام التى أشرف عليها "سليمانى" والتى امتدت لتشمل دولاً عدة منها العراق وسوريا ولبنان واليمن ، حتى بعض جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق وأفغانستان ، إلا أن بعضاً من تلك العمليات لم يصل أو حتى يقترب من "القدس" التى حمل الفيلق اسمها !!
الذى يستمع إلى تصريحات المسئولين الإيرانيين بعد حادث الاغتيال يعتقد أن المنطقة برمتها ستتحول إلى رماد جراء الرد الإيرانى " الغاشم" على الولايات المتحدة وحلفائها فى المنطقة ، بل لقد راح البعض يضع سيناريوهات للرد الإيرانى كاحتلال سفارات وتفجير قواعد ومنشآت وطائرات ، فى حين ذهب البعض إلى أبعد من ذلك عندما تحدثوا عن استهداف موكب الرئيس الأمريكى بعدد من الصواريخ بالغة الدقة ..
وعلى الرغم من كل تلك السيناريوهات والتى تشبه إلى حد كبير الأفلام الهندية ، إلا أننى لم أستغرب أيضاً ألا تحاول إيران أن تتجاوزالخطوط الحمراء وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالولايات المتحدة وإسرائيل ، وذلك لأنها تعرف جيداً أن " التهور" فى مثل هذه الأمور قد يكلفها الكثير .. بما فى ذلك وجودها !!
ولعل هذا يفسر لنا كيف أن الموقعين اللذين استهدفتهما الصواريخ " الباليستية" الإيرانية فى العراق لم يتأثرا بشكل كبير ، فضلاً عن عدم وقوع ضحايا من الجانب الأمريكى بعكس ما زعم الإيرانيون أنفسهم ، وهذا ما جعل الرئيس الأمريكى "ترامب" يخرج علينا بكل ثقة وهو يؤكد على أن " كل شىء على مايرام " .. ..
وهكذا تظل التصريحات الإيرانية " المجلجلة" تصول وتجول فى المنطقة دون أن تلقى الولايات المتحدة لها بالاً ، فالأخيرة تعلم جيداً أن النشاط العسكرى الإيرانى لا يكون فاعلاً إلا فى اليمن و دول الخليج ومنطقة الهلال الخصيب باستثناء فلسطين بالطبع ، بل أن الولايات المتحدة نفسها تحاول المرة بعد الأخرى أن تؤجج هذه الصراعات بين إيران وجاراتها وذلك لإضعاف واستنزاف الآلة العسكرية الإيرانية فى صراعات إقليمية ممتدة ومتشابكة من ناحية ، ولضمان بقاء القوات الأمريكية فى المنطقة لفترة أطول من ناحية أخرى ، وبالطبع كلنا يعرف من يدفع "فاتورة" هذا البقاء !!
أضف إلى ذلك المأزق الخطير الذى "انغرست" فيه إيران حتى أذقانها بعد سقوط الطائرة الأوكرانية وتحطمها على أراضيها ، وسواءاً حدث ذلك عن قصد أو عن غير قصد ، فإن رقبة إيران أصبحت أقرب مايكون من المقصلة الأمريكية والغربية ، وربما يعزز ذلك تنامى الغضب الشعبى ضد النظام بعد تآكل مصداقيته عند الكثيريين ..
هذا التخبط فى السياسة الإيرانية ، والتى تحاول من خلالها أن تشيع الخوف وعدم الاستقرار فى المنطقة ، بعدما أكد ساستها أكثر من مرة أن فناء معظم دول الخليج وفى مقدمتهم المملكة العربية السعودية لهو الهدف الأسمى الذى تسعى الجمهورية الإيرانية لتحقيقه حتى ولو لم تُصب اسرائيل والولايات المتحدة بأدنى سوء !!
وهكذا تظل المنطقة كلها أسيرة لهذا الخوف .. خوف من نشوب حرب ، وحجم الدمار الذى ستخلفه تلك الحرب "المزعومة" .. كل هذا من أجل أن تستمرتلك اللعبة اللعينة .. تديرها الولايات المتحدة ببراعة ، وتراقبها اسرائيل بخبث ، لتخسرها إيران بكل سذاجة !!
