الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ممالك النار بالنكهة الأجنبية بقلم:أمل عبد الله

تاريخ النشر : 2020-01-15
ممالك النار بالنكهة الأجنبية بقلم:أمل عبد الله
كان جدى لأمى أو جِد أمى بمعنى أصح محمد بيك وصفى ضابط تركى فى الجيش المصرى ويُقال أنه من الأتراك الشراكسه و كان من الضباط الذين قاموا بثوره عرابى مع المصريين ضد الخديوى توفيق وتم نفيه إلى السودان عقابا له ، ولكن أهله تدخلوا للعفو عنه وجاءوا به من السودان ليصبح بعد ذلك حِكمدارا للشرقيه
أى أن هذا التُركى الذى ينحدر من عائله تُركيه ثار مع المصريين كمصرى وليس كتُركى ضد الخديوى توفيق وتعرض للنفى وترك زوجته مع أطفال صغار تُعانى معاناه كبيره
وبالرغم من أن أمى تنحدر من عائله تركيه من ناحيه الأم ، وأب مصرى سكندري أمه شاميه ، أى أنها خليط رائع من عده ثقافات إلا انها كانت تعتز بانها مصريه ولم تكن تحب أن تُنادى بأنها تُركيه ولو على سبيل المزاح. ليس تنكرا لهذا الأصل ولكن لأنها كانت ترى فى الأتراك حِده فى الطباع وغرور لم تكن تُحبهما، وكانت رحمها الله معجبه بالعنصر المصرى لانه يتميز بالمرونة والقدرة على التكيف والتواصل مع كل الثقافات والحضارات
كان إعتزازها بمصريتها لدرجه انها حمدت الله سبحانه تعالى عندما أصاب الطائرة التى كانت تُقلها هى وجدتى خلل عند الهبوط عند عودتهما إلى مصر، على وصولهما إلى أرض الوطن ، حتى ولو وصلتا مصر جثتين ، لأنهما ستدفنان على أرضها
تلك هى مصر التى أعرفها بوتقه تصب فيها كل الحضارات والثقافات والجنسيات فتُؤثر فيها ولا تتأثر وتصبغها بنكهتها وهويتها فيصبح الجميع مصريين ، بوتقه تضم فيها الألبان والأرمن واليونان والترك والشوام والفرنسيين وغيرهم إمتزجوا بالمصريين ونتج عنهم هذا الكائن المصرى الصلب دون طائفية ودون إختلافات
تذكرت ذلك وأنا أشاهد مسلسل ممالك النار فالسلطان طومان باى لم يكن مصريا ولا عمه قنصوه الغورى ولا سلاطين المماليك البرجيه كلهم ،. الذين حكموا مصر من سنه١٣٨١الى سنه ١٥١٧ كانوا مصريين ، اذ كانوا من الشراكسه ولكن غالبيتهم اصطبغوا بالصبغة المصرية وتشهد القاهره المملوكيه عن ميراث رائع من المدارس والمساجد والمنازل التى تركوها و مازالت جميله إلى اليوم
وسواء كان العثمانليه الأتراك أو المماليك الشراكسه ، فكلاهما غريب عن مصر، وكلاهما يتصارع للحصول على النفوذ والقوه وضم الأراضى والبلاد إلى دولته وبالأحرى حاضره الدولة الأيوبيه وجوهرتها وهى مصر
وأعتب على التأليف أن يتحيز لطرف لصالح طرف آخر وهو جانب المماليك والمقصود به الجانب المصرى ، هذا جميل ولكن إذا أردنا أن نتحيز للجانب المصرى فهناك أبطال مصريون من الشعب المصرى قصصهم أجمل وأعمق من قصه طرفين يتصارعان على إحتلال الأرض وعلى القوه والنفوذ
وإذا كان لتذكيرنا بما حدث لمصر من كارثه كبيره نتيجه احتلال الأتراك العثمانليه مصر بنهبها وقضائها على ماتبقى من النهضه الحضارية التى تمتعت بها مصر فى العصر المملوكى ، فإن كل إحتلال فى التاريخ يعقبه إنتهاك للبلاد المحتلة ،، ولكن ذلك لايجعلنا نضع طرفين أمام بعض أحدهما شرير شيطاني بلا مميزات والآخر ملائكى بلا أخطاء ، الأخطاء مُتبادله والعنصر المصرى ضحيه لهولاء وهؤلاء
المسلسل إلتزم بالسياق التاريخي والأحداث التاريخية الصحيحة وليس صحيحا أنه شيطن السلطان سليم الأول بأن جعله قاتلا لأبيه ثم أخوته لكى ينفرد بالحكم ، لأنه فعلا أجلى والده عن الحكم عُنوه ، وبعض المصادر تقول أنه دس لوالده السم حتى لايُنازعه بعد ذلك على الحكم ، وإن كانت بعض المصادر لا تجد الدليل التاريخي على ذلك ، ولكنه فعلا حارب أخويه من أجل الإستئثار بالحكم والسلطه
ياسر حارب نجل المفكر الدكتور سعيد حارب وهوصاحب الشركة المنتجه للمسلسل (جينوميديا) للإنتاج الفنى ، قال أنهم سعوا إلى الخروج بصوره مختلفه من ملابس وإضاءه وديكور وعناصر أخرى وأنهم تعاقدوا مع أفضل الفنيين على مستوي العالم وأنه جرى تنفيذ المعارك على مستوى عالمى ،،،، إلا أننى أحس أن المسلسل تاريخى عربى ولكن بنكهه أجنبيه فالقناع الذى يرتديه زعيم الجهارديه يذكرنى بفيلم القناع ليوناردو دى كابريو فهذه الأقنعة لم نعهدها فى العالم العربي على حد علمى

المهم أنك عندما تُشاهد المسلسل تشعر أن هناك شئ ناقص وكأنك أحضرت طباخ أجنبى لكى يطبخ لك ملوخية ، شئ ناقص فى هذه المنظومة فأنت تتحدث عن تاريخنا ولكن بعيون أجنبيه خاليه من مشاعرنا من سخونة انفعالاتنا، كأنك تُشاهد فيلم تسجيلى يسرد الحدث دون مشاعر ،دون تعمق فى الشخصيات ، دون سخونه مشاعرنا
الإطار جميل ومُكلف ولكن مايوجد داخل الإطار ينقصه الإحساس ، حتى التصوير يتم فى تونس لماذا لاأعرف وأماكن الأحداث مازالت موجوده عندنا حيه تُرزق
مشهد السلطان سليم الأول وقد دخل القاهره وإستولى على قلعه الجبل ووقف فوقها ليشاهد القاهره من علٍ ، إعترتنى الدهشة هل هذه القلعة الهزيله هى قلعه الجبل أو قلعه صلاح الدين !!!!
ياساده يامن أنفقتم الملايين قلعه الجبل مازالت موجوده تُطل شامخه من جبل المقطم دليل على حضاره وعظمه فى البناء فلماذا لم تُصوروا فيها ؟؟؟
وهل هذه المدينه الهزيله الفقيرة هى القاهره التى يدافع عنها طومان باى بإستماته ويحضر إليها سليم الأول غازياًّ بإعتبارها حاضره مُلك دوله المماليك
ياساده مازالت القاهره المملوكيه موجوده حتى الآن تشهد علينا بجمالها وفخامتها ، فقد كانت القاهره عامره بأبنيتها الفخمة وتراثها المعماري الذى مازلنا نراه إلى الآن فى المساجد والبوابات والمنازل والخانات والأسبلة والأضرحة ، ذلك الذى دفع السلطان سليم الأول أن يغار من هذه المدينه وجمالها فيقوم بجمع كل الصناع والعمال المهره وأرباب الحرف وينقلهم إلى إسطنبول مما تسبب فى انقراض اكثر من ٥٠ حرفه وصناعه تميزت بها مصر مما أدى إلى تخلفها وعزلتها لمده ثلاثه قرون ، مايؤكد بشكل جلى ماكانت القاهره تعيشه من مستوى حضارى لم تكن أوروبا تعيشه ، يكفى ماأُشيع أن سليم الأول خرج وبصحبته ألف جمل مُحمله مابين ذهب وفضه ، هذا خلاف ماغنمه من التُحف والسلاح والصيني والنحاس بل إنهم نقلوا حتى الرخام الفاخر إلى الاستانه
أما القاهره الموجودة فى المسلسل فهى قاهره فقيره ذات شوارع رمليه ومبانى هزيله وسكانها كومبارس لاحول لهم ولاقوه
ضحكت كثيرا عندما شاهدت تلك المشاهد ، أى مبالغ تُصرف على هذه المشاهد الهزيله إلا إذا كانوا بيذودوا فى الملايين أصول الدعايه والإعلان
أعتقد أن بؤره الضوء فى هذا المسلسل كانت خالد النبوي بأدائه السهل الممتنع حيث توحد مع الشخصية فينقل إليك هذا الإحساس من نظرته التى تُطل منها الحسره والخوف على بلد إعتبرها بلده وأعتبر أهلها أهله وجسد مشاعر الإنحياذ للناس أكثر من الإنحياذ إلى بنى جلدته ببساطه محببه حتى إعتبرالناس طومان باى إلى الآن مصريا منهم إبنا لهم ، وحاربوا معه ، وتحت رايته ، وبكوه بطلا من أبطال مصر العظام ، ولكنى أيضا أعتقد أنه كان يستطيع أن يؤدى أكثر من ذلك لو تعمق المؤلف فى الشخصية وجعلها لحم ودم وليس سرد سريع لحياة طومان باى وللمعارك التى خاضها
أداء مميز أيضا للممثل المصرى الذى أدى دور جمال ببساطه عميقه تعكس عمق الإنسان المصرى وشهامته وصلابته على مدى التاريخ
فى النهايه مسلسل ممالك النار مسلسل تاريخى عربى بنكهه أجنبيه اخراج مخرج بريطانى بيتر ويبر ولذلك خالى من المشاعر والرؤية المصريه للأحداث
بقلم / أمل عبد الله
مصرأشرقت
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف