
مجلة شذى الكرمل
السنة الخامسة،
العدد الثاني، حزيران 2019
المجلة مهمة وضرورية لأدباء والحركة الأدبية، فهي تقدم نماذج عديدة من أشكال الأدب، القصة، الشعر بأنواعه، النقد ودراسات الأدبية، الحوارات واللقاءات، وتذكير ببعض الاصدارات الأدبية الجديدة، وبما، أننا كفلسطينيين نعيش في فلسطين بثلاث جزر منفصلة، الضفة، غزة، فلسطين 48، يصبح وجود مادة أدبية تعرفنا على الأدباء وما يكتبونه مسألة في غاية الأهمية، من هنا تكمن أهمية مجلة "شذى الكرمل".
اللافت أن الحركة النقدية والدراسات الأدبية في المجلة تتفوق على النصوص الأدبية، والنصوص الشعرية كثيرة، بينما القصة القصيرة لا يوجد منها إلا قصتين فقط، وهذا مؤشر على ميل الأدباء والكتاب إلى الشعر أكثر من القصة، وعليه يقتضي إعادة توجه دفة الأدب إلى القصة ليكون هناك توازن في انواع الأدب الصادرة.
سنحاول التوقف عند قصة " رقصة الغروب" للقاصة آمال أبو فارس" وقصيدة "أكتب اسمك" للشاعر مفيد صيداوي"، القصة صيغة بلغة أدبية جميلة وممتعة، فاللغة المستخدمة بشكلها المجرد تحفز القارئ على التقدم من أحداث القصة، فبداية القصة جاءت: "انطلقت من غربتها..! بين خيوط الأصيل المنتشرة فوق أشجار الخريف التي ما زالت متشبثة بشذرات دفء يسكن في أحشائها" ص100، والجمل في هذه القصة ربط الزمن بفكرة القصة، التي تتحدث عن الغجرية الراقصة، : "أشجار الخريف/ الرياح التشرينية" فالزمن تم تحديده من خلال فصل الخريف ومن خلال شهري تشرين الأول والثاني، وعندما أرادة القاصة أن تتحدث عن حال الغجرية قال: "...لن تقع فريسة الذئاب، فهي تجيد الرقص فوق الزنود المغشاة بالشوك بحذر" وبهذا يكون الزمن الخريفي مقدمة لمعرفة ظرف وحال الراقصة.
أما قصيدة "أكتب اسمك" للشاعر مفيد صيداوي" المنسوجة على شاكلة قصيدة الحرية لبول إيلوار" إن كان على صعيد اللغة أو المضمون أو طريقة التقديم، لكن الشاعر يعرب القصيدة ويجعل جغرافية الحرية فلسطين:
" أكتب اسمك
أكتب اسمك
في الصباح والمساء
في الحلم واليقظة
أكتبه
على ورق الشجر
...على جذوع الأشجار
على جبل الشيخ
... اكتب أسمك في كل زمان
يا فلسطين
يا ابنة فلسطين
يا رمز فلسطين" ص103،
وجاء في قصيدة بول إيلوار:
"على دفاتري المدرسية
على طاولتي و على الاشجار
على الرمل و على الثلج
اكتب اسمك"
...
"لقد ولدتُ لكي اعرفك
و لكي اسميك
ايتها الحرية"
والجميل في قصيدة "مفيد صيداوي" أنها تؤكد على الحرية/فلسطين بلغة سهلة وبألفاظ تشير إلى ارتباط الشاعر بالمكان:
"اكتب اسمك
على رمل يافا
وعلى ساحل حيفا
وعلى رمال عسقلان
اكتبك
في باحة ال||أقصى
وفي حرم مكة
في جامعة بغداد
وبيرت
في القاهرة وصنعاء
اكتبك" ص103، وهذا الأمر ـ المكان ـ يؤكد على تعلق الفلسطيني بالمكان، فهو يذكره ليس من بات الترف وابراز المعرفة، بل لأن الشاعر يعيش مع صراع استيطاني، يسعى لمحوه/ازالته من الوجود، وأيضا يسعى للسيطرة على الأرض وتهويدها، من خلال اعطاء المكان اسماء عبرية، من هنا تأتي أهمية القصيدة، فهي منسجمة تماما مع واقع الصراع وطبيعته، فالمكان/الجغرافيا جزء أساسي من الصراع، واللافت أن الشاعر يربط فلسطين بالمنطقة العربية، وهذا يؤكد على الوحدة الجغرافية، وعلى أن فلسطين جزء من محيطها العربي.
السنة الخامسة،
العدد الثاني، حزيران 2019
المجلة مهمة وضرورية لأدباء والحركة الأدبية، فهي تقدم نماذج عديدة من أشكال الأدب، القصة، الشعر بأنواعه، النقد ودراسات الأدبية، الحوارات واللقاءات، وتذكير ببعض الاصدارات الأدبية الجديدة، وبما، أننا كفلسطينيين نعيش في فلسطين بثلاث جزر منفصلة، الضفة، غزة، فلسطين 48، يصبح وجود مادة أدبية تعرفنا على الأدباء وما يكتبونه مسألة في غاية الأهمية، من هنا تكمن أهمية مجلة "شذى الكرمل".
اللافت أن الحركة النقدية والدراسات الأدبية في المجلة تتفوق على النصوص الأدبية، والنصوص الشعرية كثيرة، بينما القصة القصيرة لا يوجد منها إلا قصتين فقط، وهذا مؤشر على ميل الأدباء والكتاب إلى الشعر أكثر من القصة، وعليه يقتضي إعادة توجه دفة الأدب إلى القصة ليكون هناك توازن في انواع الأدب الصادرة.
سنحاول التوقف عند قصة " رقصة الغروب" للقاصة آمال أبو فارس" وقصيدة "أكتب اسمك" للشاعر مفيد صيداوي"، القصة صيغة بلغة أدبية جميلة وممتعة، فاللغة المستخدمة بشكلها المجرد تحفز القارئ على التقدم من أحداث القصة، فبداية القصة جاءت: "انطلقت من غربتها..! بين خيوط الأصيل المنتشرة فوق أشجار الخريف التي ما زالت متشبثة بشذرات دفء يسكن في أحشائها" ص100، والجمل في هذه القصة ربط الزمن بفكرة القصة، التي تتحدث عن الغجرية الراقصة، : "أشجار الخريف/ الرياح التشرينية" فالزمن تم تحديده من خلال فصل الخريف ومن خلال شهري تشرين الأول والثاني، وعندما أرادة القاصة أن تتحدث عن حال الغجرية قال: "...لن تقع فريسة الذئاب، فهي تجيد الرقص فوق الزنود المغشاة بالشوك بحذر" وبهذا يكون الزمن الخريفي مقدمة لمعرفة ظرف وحال الراقصة.
أما قصيدة "أكتب اسمك" للشاعر مفيد صيداوي" المنسوجة على شاكلة قصيدة الحرية لبول إيلوار" إن كان على صعيد اللغة أو المضمون أو طريقة التقديم، لكن الشاعر يعرب القصيدة ويجعل جغرافية الحرية فلسطين:
" أكتب اسمك
أكتب اسمك
في الصباح والمساء
في الحلم واليقظة
أكتبه
على ورق الشجر
...على جذوع الأشجار
على جبل الشيخ
... اكتب أسمك في كل زمان
يا فلسطين
يا ابنة فلسطين
يا رمز فلسطين" ص103،
وجاء في قصيدة بول إيلوار:
"على دفاتري المدرسية
على طاولتي و على الاشجار
على الرمل و على الثلج
اكتب اسمك"
...
"لقد ولدتُ لكي اعرفك
و لكي اسميك
ايتها الحرية"
والجميل في قصيدة "مفيد صيداوي" أنها تؤكد على الحرية/فلسطين بلغة سهلة وبألفاظ تشير إلى ارتباط الشاعر بالمكان:
"اكتب اسمك
على رمل يافا
وعلى ساحل حيفا
وعلى رمال عسقلان
اكتبك
في باحة ال||أقصى
وفي حرم مكة
في جامعة بغداد
وبيرت
في القاهرة وصنعاء
اكتبك" ص103، وهذا الأمر ـ المكان ـ يؤكد على تعلق الفلسطيني بالمكان، فهو يذكره ليس من بات الترف وابراز المعرفة، بل لأن الشاعر يعيش مع صراع استيطاني، يسعى لمحوه/ازالته من الوجود، وأيضا يسعى للسيطرة على الأرض وتهويدها، من خلال اعطاء المكان اسماء عبرية، من هنا تأتي أهمية القصيدة، فهي منسجمة تماما مع واقع الصراع وطبيعته، فالمكان/الجغرافيا جزء أساسي من الصراع، واللافت أن الشاعر يربط فلسطين بالمنطقة العربية، وهذا يؤكد على الوحدة الجغرافية، وعلى أن فلسطين جزء من محيطها العربي.