الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ديوان "زفير" سعادة أبو عراق بقلم: رائد الحواري

تاريخ النشر : 2020-01-11
ديوان "زفير" سعادة أبو عراق  بقلم: رائد الحواري
ديوان زفير
سعادة أبو عراق
عنوان الديوان، "زفير" يوحي إلى ألم يكتنف الشاعر "سعادة أبو عراق" فيخرجه لنا بشكل أدبي، من خلال قصائد شعرية، وكلنا يعلم أن ألم المثقفين في المنطقة العربية، ألم سياسي بالدرجة الأولى، فهو يرى انحطاط الأمة وتخاذل الحكام، مما يجعله في حالة توتر وانفعال، ونجد هذا التوتر من خلال فاتحة الديوان التي جاءت لتطرح العديد من الأسئلة:
" من يندهني من جوف الليل؟
من يطرق باب العتمة في دنياي
من يوقظني من حلم بكر؟
من يملك سلطة توجيهي
أو تقليم الحلم كما يهوى؟
من أنت لتزعجني؟" ص5،
دائما الأسئلة تستوقف القارئ وتجعله يفكر في الاجابة، وبما أن الأسئلة جاءت في فاتحة الديوان، فإن هذا يعني أن الشاعر لا يثير عاطفتنا بقدر دعوتنا للتفكير والتوقف عند ما يجري قي منطقتنا، والشاعر جعل المخاطب مجهولا، فنحن لا نرى أو نسمع من هو الذي "ينده ويطرق ويملك" لكنه يبدو قريبا ومقابلا للشاعر مباشرة ، لهذا خاطبه من أنت لتزعجني".
المرأة
في حالة التعب والألم لا بد من وجود مخلص، يخفف عن الشاعر شيء من المعاناة، فتأتي المرأة في قصيدة "رحلة":
"امنحيني ـ إن امكن ـ لحظة
كي امسك في السير زمامي
أو أمنح نفسي قسطا من راحة
أو أختار مكان نزولي
أو شارة وقف أبدية" ص17و18،
المطالب واضحة وبسيطة، وهي تشير إلى مواضع التعب/الألم الذي يعانيه الشاعر، من هنا نجده يكثر من ألفاظ متعلقة بالوقت: "لحظة، قسطا، وقف" وحجم التعب نجده من خلال "أمسك، السير" وطلب الراحة يكمن في: "امنحيني، أمنح، الراحة، اختار، نزولي" فتكرار "يمنح" والتي تحمل معنى الأخذ من السيد/من يملك، تؤكد على حاجة اشاعر إلى الهدوء والسكون.
كما اشتد الألم والاغتراب على الشاعر كان أحوج إلى المرأة، في قصيدة "ضياع" يمكننا أن جد أثر المرأة بشكل أوضح:
"ما زلت أسير، فوق أسنسير
أصعد درجا أنزل درجا
وأسير
يحملني في الحال قطار
يحملني سرفيس
أدخل مطعم برغر
لا يأبه بالوجه القادم
لا يسأل عمن كان أبي
أو أين ولدت
بل عن أوراق
تقرأها آلات لاتعرف نطقي
كي يبقى قلبي يبحر في اللا جدوى
لا مرآة معي
لا امرأة تحصي لي خطواتي
يا امرأة يا بوصلة القلب
ردي لي قائمة الألوان المألوفة
والوجه المشرق
وتهجيّ لي اسمي
في أسرة كنعان أو سفر يبوس" ص21و22،
القصيدة تتحدث عن رحلة الشاعر في امريكيا، فنجد التعب من خلال: "أسير، أصعد، لا، اللا جدوى" ففكرة الاغتراب حاضرة في القصيدة، لكن القصيدة تتجه إلى البياض المطلق عندما خاطب الشاعر المرأة: "يا امرأة" فتحولت المعاني والألفاظ إلى البياض والفرح: "بوصة، القلب، ردي، الألوان، المألوفة، الوجه، المشرق، وتهجي، أسمي، أسرة، كنعان" وللافت أن أثر المرأة لم تربط بالشاعر بالفكرة والألفاظ فحسب، بل تعداه إلى اللغة الشعرية:
"ردي لي قائمة الألوان المألوفة"
فلمرأة منحت الشاعر قدرات على استخدام اللغة بصورة أفضل، فجاءت صيغة النداء ـ رغم أنها موجه للمرأة ـ لتمنح الشاعر قدرات أخرى على الابداع والتألق.
نجد أثر المرأة في قصيدة "كراهية":
"ما أطول ليلي
إذ يغرب نجمي
يخفي وجها منك
لا بأس فإني منتظر سهران
دقي القلب علي
وهزي الأفق بزغردة الترحاب
غطيني يا غيمة عطر
أصح زهرا أو ترتيل شفق
يا ليل داج
كيف طعنت الروح بلا أسف
وتركت دمي يتوضأ في بحر دمي
فألملم حبا منثورا
يتساقط من شهد فمي
يا هذا الخارج عن سنن التاريخ
من اعطاك براءتها؟
كيف سكبت القبح
على طهر مآذنها
واستمرأت اللعن وكره العالم" ص61و62،
أثر المرأة نجده بعد "دقي القلب علي، حيث نجد ألفاظ بيضاء: "هزي، الأفق، بزغردة، الترحاب، عطر، زهرا، ترتيل، شفق" فأثر المرأة نجده في الفكرة والألفاظ وفي جمالية التقديم، فالصورة الشعرية: "وهزي الأفق بزغردة الترحاب" جاءت بأثر المرأة، وهذا يؤكد على أن حضور المرأة في قصائد "سعادة أبو عراق" ينعكس على الألفاظ والمعنى وطريقة التقديم، مما يجعله يقرن استخدام الصورة الشعرية بحضور المرأة.
وفي هذه القصيدة هناك تكامل وتواصل، فهناك مجموعة ألفاظ متواصلة "ليلي، نجمي، سهران" ومجوعة أخرى: "يغرب، يخفي، غطيني".
وإذا توقفنا عند هذا المقطع:
"وتركت دمي يتوضأ في بحر دمي
فألملم حبا منثورا
يتساقط من شهد فمي" نجد تكرار "دمي" ويتبعها "فألملم" وكأن الشاعر يتوحد مع قصيدته بحيث أثره عليه لفظ "دمي" فجعله يستخدم لفظ فيه حروف متماثلة ومتصلة "اللام والميم" في ذات الوقت، ونجد التواصل والتكامل في "فألملم ويتساقط".
لكن المقطع الأخير في القصيدة يبدو زائد.

الغربة
ونجد ألم الشاعر يزداد في الغربة، يقول في قصيدة "مطارات":
"بمطار الغربة ينعطف الوقت
نحو جهات لا تعرفها
إحساس بالموت القادم
يطرق بابك خوف
تقعي دون حراك
في أحضان المقعد.
...
بمطار العودة
تنهض فيك اليقظة
عند لقاء اللحظة
كي لا تهرب منك العبرات
والتلويح بمنديل
اللهفة والترحاب
بمطار الترحاب
لا تعرف كنه رؤاك
تصبح مشتعل الإحساس
كتلة وهج
تحتاج لمن يطفئها
بالضم والقبلات" ص18-20،
ثلاثة مراحل، في المرحلة الأولى نجد فكرة قسوة الغربة وألمها ليس في المعنى فحسب، بل في الألفاظ ايضا: "الغربة، ينعطف، لا، بالموت، يطرق، خوف، تقعي، دون، المقعد" في المرحلة الثانية نجد فرح اللقاء، لكن هناك بعض الألفاظ القاسية: "لا، صد، فقدت" فرغم حالة الفرح، إلا أن وجود الألفاظ القاسية تشير إلى ألم يسكن الشاعر، لا يستطيع أن يخفيه، فهذا الألم كامن في العقل الباطن للشاعر، يعيش معه وفيه، لهذا لا نجد البياض كاملا أو مطلقا، بل يكتنفه شيء من السواد والألم، والمرحلة الثالثة تكتمل السعادة بترحاب الأحبة والأصدقاء والأهل، ومع هذا نجد الشاعر يستخدم ألفاظ قاسية: "لا، يطفئها" وهذا يؤكد على أن هناك رواسب ألم في الذاكرة لا تجعل هذا الترحاب كاملا أو مطلقا.


السياسي
الواقع السياسي العربي بائس ومزري، وتناوله يسبب الغثيان للقارئ والمتلقي، من هنا على الشاعر ان يجد أسلوبا يخفف على القارئ من هذا الواقع البائس، فكانت السخرية هي الاسلوب الذي استخدمه الشاعر ليخفف عنا ثقل الواقع، يقول في قصيدة "البشير":
"قد فاز بالحكم (بشير)
يا ويلنا مما يصير
يا بؤس شعب طيب
من شر يوم مستطير
كافأت من خسر الجنوب
وضيع الشيء الكثير
خمسا عجافا سوف يمضي راكبا
عرشا تلطخ بالشرور
كيف انتهيت إلى الهوان
وصرت ملكا (للمشير)"ص144،
صيغة النداء تستوقف القارئ وتجعله يتفكر فيما آلت إليه الأحول، ورغم الألم الكامن في الفكرة، إلا أن الشاعر من خلال استخدامه الراء قافية للقصيدة، والتي جاءت بشكل غنائي، خففت وسهلت على القارئ تلقي الفكرة، كما أن استخدامه للبحر القصير ساهم في التخفيف من ثقل وكثرة الكلمات على القارئ، وإذا أضفنا السخرية في طريقة تقديم المعلومة، والتي جعلت القصيدة سهلة وممتعة رغم فكرتها المؤلمة، نكون أمام مجموعة أشكال استطاع الشاعر أن يخفف بها علينا من ثقل وغلاظة الموضوع المطروح.
الديوان من منشورات كنوز للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2017.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف