قصيدة الحُب السَّراب
شعر عبدالواسع السقاف
أحبهُ لكنه سَرابْ
وحبهُ إذا أرَدتُ أن أصيغهُ
فإنه عَذَابْ
ما أقبحَ الحَياةَ عندما نعيِشُها
ومن نَظُن أنه سَعادةٌ
وجنّةٌ
يقول: (لا اقتراب)!!
ومن نعيش تحت سَقفهِ
في عالمِ الغِيابْ
***
أحبهُ لأنهُ جَمِيلْ
لأنهُ مُسَالمٌ
لأنهُ مُكَافحٌ
لأنه الوحيدُ بين مَن لقيتُهمْ
مَن يعشَقُ الزُهورْ
مَن يَصنعُ الظُّهورْ
ويُتقنُ العبُورْ
إحسَاسهُ جَزيلْ
وقلبهُ نبيلْ
يُرتبُ الكَلامْ
ويُحسنُ السّلامْ
وثغرهٌ كأنه إشراقةُ الصّباحْ
وصوتهُ الحَنُونُ بلسمٌ للهمِّ والجراحْ
***
وكيف لا أُحبّهُ ودَمعُهُ قريبْ
يُحبني سَعيدةً
حَزينَةً
كَئيبَةً
مَريضَةً
وصَبرهُ عَجيبْ
إذا مَررتُ قُربهُ
(أميرةً) يقولُ لي
أوامري مُجَابَةٌ
مشَاعِري مُصَانةٌ
وكلُّ ما أقولُهُ في رأيهِ صَويبْ
لكنَّه غريبْ
يصُدُّني!! يلومُني إذا سألتُ ماله؟
وإن أتاني سائلاً فخافقي يُجيبْ
***
أحبهُ لكنهُ عَفيفْ
لا يقبلُ الخِداعَ
لا يُطيقهُ
وعَقلهُ نَظِيفْ
يقول لي: لا تغضَبي
لكنّ وَصلنا جَريمةٌ، وحُبُّنا شَريفْ!
ستنبحُ الكلاب في وجُوهنا
وتُغمدُ السَّيوفُ في صُدورنا
ويكثرُ النَّزيفْ
لن يفهموا نقاءنا
فحاذري
وغادري
فحُبنا كوردةٍ في أول الخريفْ!
***
أحبُهُ لكنني أخافْ
فليسَ في أعرافنا العِشقُ والغَرامْ
وليس في طِباعناً أن نُفشِيَ السَّلامْ
أو نطلُبَ السًّلامْ
وحُبُّنا حَرَامْ
وعيشُنا لِزامْ
والموتُ أولُ الكلامِ حينَ تعشقُ النِّساءُ في بلادنا
وآخرُ الكَلامْ
***
أحبهُ لكنهُ مُحَالْ
ومَن أعيشُ عندهُ
في عالم الخَيالْ
أفكارهُ
أخلاقهُ
ألفاظهُ
وكفّهُ العَريضُ لا تَمتُ للرِّجالْ
صبَاحُنا قِتالْ
مساؤنا نِزالْ
وكلُّ ليلةٍ بقربهِ ثقيلةٌ كأنها الجِبالْ
وكلما كِرهتهُ
تقول أمه بأذنهِ: فالتُكثرِ العِيالْ!
***
أحبهُ لكنني أعيشْ
كما أراد والديِ وزَوجهُ المَصُونْ
أجهِّزَ الطعامَ
أو أنظفُ الصُّحونْ
حياتُنا دُيونْ
أحلامنا شُجُونْ
وفوق هذا كلهُ الضَّربُ والظُنونْ!
كَسِيرةٌ
أسيرةٌ كأنني في غيهبِ السُّجونْ
تؤزني مشاعرُ النَّجاة مِن براثنِ الجُنونْ
لا شيء في صَميمِ خَاطري
إلا السُّؤال:
أنْ أكون حَيَّةً أو لا أكونْ!
***
أحبه وداخلي صِراعْ
لأنني وَحيدةٌ
لأنني شَريفَةٌ
وحُبُّنا مُحرَّمٌ، وعَيشُنا ضَياعْ
يقول لي مُعلّمي
إن الرّضى فَضِيلةٌ
وكيفَ لي أن أرتَضي
بسيء الطِّباعْ
لو أنَّه أحبَّني
لو أنه أحاطَني
بقلبهِ، لكنهُ مُستَهترٌ
كبَاقي الجِياعْ
سَيزعمُ اللئيمُ أنني خؤونةٌ
وليس لي ذَريعَةٌ
وقصّتي دِفاعْ
لكنني سأكتفي بجُملَةٍ بسيطةٍ:
أنَّ الفَتاةَ عندما تَصُونها
لا تعرفُ الخِداعْ!
1 يناير 2020م
----------
صنعاء - اليمن
شعر عبدالواسع السقاف
أحبهُ لكنه سَرابْ
وحبهُ إذا أرَدتُ أن أصيغهُ
فإنه عَذَابْ
ما أقبحَ الحَياةَ عندما نعيِشُها
ومن نَظُن أنه سَعادةٌ
وجنّةٌ
يقول: (لا اقتراب)!!
ومن نعيش تحت سَقفهِ
في عالمِ الغِيابْ
***
أحبهُ لأنهُ جَمِيلْ
لأنهُ مُسَالمٌ
لأنهُ مُكَافحٌ
لأنه الوحيدُ بين مَن لقيتُهمْ
مَن يعشَقُ الزُهورْ
مَن يَصنعُ الظُّهورْ
ويُتقنُ العبُورْ
إحسَاسهُ جَزيلْ
وقلبهُ نبيلْ
يُرتبُ الكَلامْ
ويُحسنُ السّلامْ
وثغرهٌ كأنه إشراقةُ الصّباحْ
وصوتهُ الحَنُونُ بلسمٌ للهمِّ والجراحْ
***
وكيف لا أُحبّهُ ودَمعُهُ قريبْ
يُحبني سَعيدةً
حَزينَةً
كَئيبَةً
مَريضَةً
وصَبرهُ عَجيبْ
إذا مَررتُ قُربهُ
(أميرةً) يقولُ لي
أوامري مُجَابَةٌ
مشَاعِري مُصَانةٌ
وكلُّ ما أقولُهُ في رأيهِ صَويبْ
لكنَّه غريبْ
يصُدُّني!! يلومُني إذا سألتُ ماله؟
وإن أتاني سائلاً فخافقي يُجيبْ
***
أحبهُ لكنهُ عَفيفْ
لا يقبلُ الخِداعَ
لا يُطيقهُ
وعَقلهُ نَظِيفْ
يقول لي: لا تغضَبي
لكنّ وَصلنا جَريمةٌ، وحُبُّنا شَريفْ!
ستنبحُ الكلاب في وجُوهنا
وتُغمدُ السَّيوفُ في صُدورنا
ويكثرُ النَّزيفْ
لن يفهموا نقاءنا
فحاذري
وغادري
فحُبنا كوردةٍ في أول الخريفْ!
***
أحبُهُ لكنني أخافْ
فليسَ في أعرافنا العِشقُ والغَرامْ
وليس في طِباعناً أن نُفشِيَ السَّلامْ
أو نطلُبَ السًّلامْ
وحُبُّنا حَرَامْ
وعيشُنا لِزامْ
والموتُ أولُ الكلامِ حينَ تعشقُ النِّساءُ في بلادنا
وآخرُ الكَلامْ
***
أحبهُ لكنهُ مُحَالْ
ومَن أعيشُ عندهُ
في عالم الخَيالْ
أفكارهُ
أخلاقهُ
ألفاظهُ
وكفّهُ العَريضُ لا تَمتُ للرِّجالْ
صبَاحُنا قِتالْ
مساؤنا نِزالْ
وكلُّ ليلةٍ بقربهِ ثقيلةٌ كأنها الجِبالْ
وكلما كِرهتهُ
تقول أمه بأذنهِ: فالتُكثرِ العِيالْ!
***
أحبهُ لكنني أعيشْ
كما أراد والديِ وزَوجهُ المَصُونْ
أجهِّزَ الطعامَ
أو أنظفُ الصُّحونْ
حياتُنا دُيونْ
أحلامنا شُجُونْ
وفوق هذا كلهُ الضَّربُ والظُنونْ!
كَسِيرةٌ
أسيرةٌ كأنني في غيهبِ السُّجونْ
تؤزني مشاعرُ النَّجاة مِن براثنِ الجُنونْ
لا شيء في صَميمِ خَاطري
إلا السُّؤال:
أنْ أكون حَيَّةً أو لا أكونْ!
***
أحبه وداخلي صِراعْ
لأنني وَحيدةٌ
لأنني شَريفَةٌ
وحُبُّنا مُحرَّمٌ، وعَيشُنا ضَياعْ
يقول لي مُعلّمي
إن الرّضى فَضِيلةٌ
وكيفَ لي أن أرتَضي
بسيء الطِّباعْ
لو أنَّه أحبَّني
لو أنه أحاطَني
بقلبهِ، لكنهُ مُستَهترٌ
كبَاقي الجِياعْ
سَيزعمُ اللئيمُ أنني خؤونةٌ
وليس لي ذَريعَةٌ
وقصّتي دِفاعْ
لكنني سأكتفي بجُملَةٍ بسيطةٍ:
أنَّ الفَتاةَ عندما تَصُونها
لا تعرفُ الخِداعْ!
1 يناير 2020م
----------
صنعاء - اليمن