الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مجرد حلم! بقلم:المتوكل طه

تاريخ النشر : 2020-01-07
مجرد حلم!  بقلم:المتوكل طه
مجرد حلم!

المتوكل طه

***

تَزوَّجها بعد قصة حبٍّ مُتَوَهِّجَةٍ، فصارت دُميَتَهُ وأرجوحَتَهُ وعصفورةَ شجرته. وجاءته السعادةُ راقصةً. وبقيَت على لسانه  كلماتُ أُغنيَتِهِ التي يُرَدِّدُها، فيُشِعُّ وجهُهُ مع ذِكْرِ اسمِها.

لم تنطفئ شرارةُ النارِ في دَمِهِ، فكان عناقُهُما ساحرًا وطويلًا، حتى أنه ربط أحلامَه بنومِها، ولم يكن قلبُهُ يُنصِتُ إلا إليها.

والحبُّ مرضٌ مثير! يجعلُ صاحِبَهُ يرى الخالقَ، فيُطْلِق فؤادَهُ حمامةً للسماء.. لِيَظلَّ رنينُ الأجراسِ في ضلوعه، أو يدفعه مثل قاربِ الورق ليُبْحِرَ على سواحلها الشهيَّة.

 والصيّادُ عَبدٌ للطريدةِ لأنه يتبَعُها.

فهل تغيَّر شيءٌ؟ ولماذا بات البَرْقُ الذي يَحْتَكُّ بجسديهما أسوَدَ؟ وها هي وحيدةٌ مثل نجمةٍ هربَتْ من غَبَشِ الفجر.

 الصمتُ عِقاب!

ما الذي جرى؟ ولماذا فَتَرَت الينابيعُ المُتَدَفِّقَةُ الحارّة؟

ازاداد شُرودُها، وأضحت مُوَزَّعةَ الأهواء، وسرحت.. حتى غابت عمّا حولها!

ما بِكَ يا حبيبي؟ وكيف تُسْبِلُ ذراعَيكَ وأنت تدخل غرفتي دون أن تُطَوِّقَني وتغمرَني وتتناسخَ مثل غيمةٍ ساخنةٍ على جسدي؟

لم يَنظُرْ إلى وجهها، ولم تَلْتَقِ العيونُ لِتَشُدَّ بِحِبالها الجسدين، فيتمرَّغا ويَذُوبا.. إلى حدِّ النوم.

النوم!

قال لها، وهو يتطلَّعُ عبر الشُّرْفَة إلى اللا شيء؛ رأيتُ فيما يرى النائم أن امرأةً دخلت، وطلَبَت أن أعرض أمامها بضاعتي.. لكنها، فجأةً، سَحَبَتني نحو المخزن، فتعرَّت وانهَمَكَتْ في تناول أشيائي.. إلى أن انتهت، فاستيقَظْتُ، فوجدتُّني مُمَدّدًا بجانبِكِ!

تقولُ إنه كان حُلمًا ؟

نعم.. ولم يَقُلْ كالعادة "يا حبيبتي"

بعد بضعة أيامٍ سَأَلَتْهُ؛ ما بِكَ يا حبيبي؟

قال: لقد تكرَّر الحُلْمُ مع امرأةٍ أخرى، كانت أكثر نَهَمًا.. حتى تَرَكَتْني جُثّةً هامدة!

تقولُ، أيضاً، إنه حُلْمٌ يا حبيبي؟

أجاب: نعم.. ولم يُردِفْ ب "يا حبيبتي" ..

 ومرَّتْ الأيامُ ثقيلةً، وسألَتْهُ؛ ما بكَ يا حبيبي؟

آوه! لن تُصَدِّقي.. إنه الحُلمُ ذاتُه، بات يتكرَّرُ مع عددٍ لا حصرَ لهُ من النساء اللواتي يأتينَ إلى معرضِ بَيْعِ الملابس.. فيأخُذْنَني ويشرَبْنَ آخر قطرةٍ من مائي.. حتى أتشقَّق! والغريبُ أنني أكونُ سعيدًا  مُستَمْتِعًا.. غير أنني، وبعد أن أثوبَ إلى رُشدي، يَخِزُنِي ضميري، ويُوَبِّخُني.. فآتي إليكِ لأعترِفَ بذنبي...

لكنكَ تقولُ إنَّهُ حُلم! فلماذا تشعرُ بعذابِ الضمير؟ إنَّ الأمرَ يَتِمُّ رغمًا عنكَ وأنت نائم...

لم يُجِب!

بعد شهرٍ تقريبًا، وَجَدَها قد غادرت انكسارَها، وأضحَت نضِرَةً كما كانت، ناشطةً مُتَفَتِّحَةً، بكامل حَيويَّتِها!

فسَألَها باستغرابٍ؛ ها أنت تعودين جَذِلَةً فتيَّةً!

أجابَتْهُ؛ إنَّهُ الحُلم!

أيُّ حُلمٍ يا حبيبتي؟

قالت: رأيتُ - فيما يرى النائمُ - أنَّ رَجُلًا تغشّاني، وأخذني، وانصهَرَ بي.. ولمّا استَيقَظْتُ رأيتُني نائمةً بجانبك، وأنا مِثلُ سَهْلِ نرجسٍ شتويٍّ فوّاح!

هل قُلْتِ إنه حُلم؟

قالت: نعم.. ولم تَقُلْ "يا حبيبي".. وأدارت له ظهرَهَا، ومَضَتْ هادئةً مثل أفعى..

اتَّجَهَ نحو باب البيت، وخرَجَ مُنْفَعِلًا، بعد أن رَدَّ البوابةَ بِعُنْفٍ.. ووَجْهُها يتراءى أمامَهُ وهي تقولُ بدلعٍ واضحٍ: إنَّهُ مُجَرَّدُ حُلمٍ مثل حُلمِك ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف