الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التنزيل الحكيم لا ترادف فيه-3- بقلم:د.عزالدين أبو ميزر

تاريخ النشر : 2019-12-14
التنزيل الحكيم لا ترادف فيه-3- بقلم:د.عزالدين أبو ميزر
الدكتور عزالدين أبو ميزر
التنزيل الحكيم لا ترادف فيه-3-
ولا زلنا في رحلة اللغة التي تستحقّ منّا أكثر وأكثر، حيث أن اللغة في كل أمّة هي هويّتها وهي التي تمثّلها سياسيّا واجتماعيّا واقتصاديا وحتّى دينيّا بما يحمله من منظومة أخلاقية وفكرية.
وكلمة اليوم هي:
" آتَى"
'آتى،أعطى،أهدى،وهب'
الإيتاء= تقريب الشيء البعيد المنال. ولقد آتينا داوود وسليمان علما
الإعطاء= من الأعلى الى الأدنى دون سؤال. إنّا أعطيناك الكوثر.
الهديّة= محبة من غير سؤال. وإني مرسلة إليهم بهديّة.
الهبة= تفضّلا ممّن لا يهب مثله أحد. ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيّا. لأنّه سأل ذلك.وقال: وأخي هارون هو أفصح منّي لسانا فأرسله معي ردءًا
آتى: ومنه الإيتاء ،إذا كان الامر عظيما وخطيرا ولا يقدر الإنسان الإتيان بمثله، ولا يقدر عليه إلا الله، كإيتاء الكتب السماوية.
ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم.
وآتينا داوود زبورا.
وكذلك إيتاء الملك.
تؤتي الملك من تشاء.
وكذلك الرّحمة.
وآتاني رحمة من عنده.
والمال:
وآتى المال على حبّه
والإيتاء يحتاج إلى قوة هائلة:
أنا آتيك به قبل أن يرتدّ إليك طرفك.
وأتت مع الزّكاة: لحب الإنسان للمال. وتحبون المال حبا جما.
وآتوا الزّكاة.
أعطى والعطاء= هي المناولة والتناول، قال تعالى: ولسوف يعطيك ربك فترضى.
وهب والهبة= تكون أحيانا عن سؤال واحتياج، كما سأل موسى: واجعل لي وزيرا من أهلي،( ووهبنا له من رحمتنا اخاه هارون نبيّا)
والواهب عادة لا يحتاج الردّ من الموهوب إليه.
أهدى والهديّة= دليل محبّة وليس هناك احتياج لها، فالإنسان العادي لا يهب للملوك، وإنّما يهدي اليهم. والرّسول قَبِلَ الهديّة،
والهدية لا بد ان ترد بمثلها ،أو بخير منها،(وإنّي مرسلة إليهم بهديّة فناظرة بم يرجع المرسلون).لقد أطلت عليكم فسامحوني. وإن المترادفات في الكلمة القادمة والتي ستكون (أتى) هي كثيرة ومتشعّبة.
ونواصل مع كلمة (آتى) ولكن بألفها مع همزة القطع، ومع أخوات لها من أمّ ثانية، وكلمتنا:
( أتَى )
( أتى، اقترب، جاء، دنا،
أقبل، قدم، عاد، رجع، وصل، حضر، أزف).
ومنّا من لا يتقبّل التفريق بين اتى وجاء وحضر حتى من أهل اللغة لكثرة تداولها في معنى واحد تقريبا، ولكنّ الله فرّق بينها جميعا.
ولنبدأ بهذه الكلمات واحدة، واحدة.
أتى= لاح خياله من بعيد. كقول الله: ومبشّرا برسول يأتي من بعدي. : فلمّا أتاها نودي يا موسى.
اقترب= صار على مستوى النّظر
الواضح.كقول الله:
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون.(بحساب الله).الذي يقول: ترونه بعيدا ونراه قريبا.
جاء= في المكان المعني والمقصود. قال تعالى: فلمّا جاءها نودي أن بورك من في النّار ومن حولها.
دنا= الى آخر خطوة بعد أن كان بعيدا. قال تعالى: ثم دنا فتدلّى* فكان قاب قوسين أو أدنى.
أقبل= بعد إعراض. كقول الله: فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون.
قدم= قصد وعمد الى. قال تعالى: وقدمنا الى ما عملوا فجعلناه هباء منثورا
القدوم= الرّجوع بعد سفر.
عاد= عندما تكون العودة عن الشيء. كلاما أو اتفاقا في نفس الجلسة.او عودة الشخص في نفس اليوم او بعد مدة وجيزة.قال تعالى وإن عدتم عدنا. وقال: ومن عاد فينتقم الله منه.
رجع= هي عودة الى ما كان منه البدء، ولكن بعد مدّة ليست قصيرة
قال تعالى: ولما رجع موسى الى قومه. وكذلك: وإلى الله ترجعون.وقوله: فناظرة بم يرجع المرسلون.
الرجوع= هو المآل.
وصل= بعد عقبات وموانع. قال تعالى: ولقد وصّلنا لهم القول لعلّهم يتذكّرون.
حضر= على موعد مُسبق، ولا يكون إلا لسماع، أو لقاء شيء مجهول. كقول الله: وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ...فلمّا حضروه.
وقوله: حتى إذا حضر أحدكم الموت.
وأنت تحضر محاضرة لا تدري ما سيقول المحاضر إلا بعد سماعه.
أزف= أضيق وقت قبل الحلول أو الوقوع. كقوله تعالى: أزفت الآزفة.
ونضيف إلى ما سبق من كلمات كلمة:
ورد= وتقال عادة لقصد الماء حقيقة، لقول الله: ولمّا ورد ماء مدين. ومجازا كقوله في فرعون: فأوردهم النّار وبئس الورد المورود.
وفي تفصيل بعض الكمات نقول والله المستعان:
اتى وجاء= في آية واحدة كقول الله: فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم فقد جاء أشراطها. ومن اشراطها نزول الوحي، وبعث محمد نبيا ورسولا. وقوله: فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا. وقوله تعالى: ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحقّ.وقول قوم موسى لموسى: أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد أن جئتنا.
وهناك لفتة في كلمتي جاء وحضر مع كلمة (الموت):فقد يقول قائل ألم يقل الله في آية:
حتّى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رسلنا وهم لا يفرطون. هنا الموت جاء ووصل، بخلاف الآية: حتى إذا حضر أحدكم الموت، فالأحد هذا اشتد عليه المرض وأيقن أنّه هالك،وعرف أنّه كان جاهلا فانتبه وعلم. وآية: ويأتيه الموت من كلّ مكان وما هو بميّت.
ولم يستعمل الله مترادفة وكلمة مكان أخرى. ونحن نعلم أن كثيرا من آيات الله نزلت على الحقيقة لغة، والكثير منها على المجاز، والأمثلة على ذلك لا يصعب على أقلّ الناس معرفة باللغة أن يجدها وهو يقرأ التّنزيل الحكيم.
وكلمة (أتى) ومشتقاتها
وردت على خمسة عشر وجها:( الدّنوّ، الإصابة، القلع، العذاب، السّوق، الجماع، الفعل، الإقرار والطاعة، الخلق، الدخول، المضيّ، الإرسال، المفاجأة، النّزول، وهكذا ولكنّها جميعها لا تخرج عن المعنى الأصلي لها.
وكلمات الله تعالى لا يُشبع منها ولا أريد أن أحمّلكم ما لا تطيقون، وإلّا لشرحت لكم جميع الوجوه، واستشهدت بآية أو أكثر على كل وجه.
وبرغم روعة وجمال كلام الله والذي لا تنتهي عجائبه، فهو ثقيل كما قال عنه الّذي أنزله: إنّا سنلقي عليك قولا ثقيلا.
ما زلنا نتنفّس عبق كلمات الله تعالى في تنزيله، ونبدأ بالهمزة مع الثّاء وكلمتنا هي :
" أثاث "
" أثاث ، فرش، رئيا "
الأثاث= وواحده أثاثة، وهو حاجات البيت الخشبيّة أو نحوها والثّابتة، والتي تشير الى مكانة هذه الأسرة.
قال تعالى: هم أحسن أثاثا ورئيا.
الفرش= ما يستعمل للجلوس ، أو النوم المريح من بسط، ووفرشات ومخدّات وشراشف. قال تعال : وفرش مرفوعة. وكذلك قوله تعالى: فرش بطائنها من إستبرق.
المتاع= ما يتداول فيه في البيت من أدوات ومستلزمات الطعام والشراب. قال تعالى:وإن سألتموهن متاعا فاسألوهنّ من وراء حجاب.
هذه الكلمات ليست من المترادفات، والرابط بينها أنها تستعمل في البيت، وإن أصبحت تستعمل في أماكن لا حصر لها كالمكاتب ودور اللهو والتّنزّه وغيرها، وبأشكال وألوان متفاوتة.
الأثاث= هو فرش البيت الثابتة، وأصل الكلمة من أثّ: أي كثر وتكاثف، ويقال للمال إذا كثر ،أثاث وليس لهذه الكلمة من مفرد (كما سيأتي لاحقا معنا أنّ كلمة (أولي الأمر) ليس لها مفرد، وما يُدّعى أنّ مفردها وليّ الأمر فجمعها (وُلاة الأمور) وليس (أولي الأمر). قال تعالى: ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا لى حين. وقوله تعالى: وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا.
المتاع= فهو ما يجعل الحياة في البيت أو المكان أكثر رفاهيّة. (وأيضا ليس لهذه الكلمة من مفرد في اللغة).
ويطلق المتاع أيضا على ما يستخرج من باطن الأرض من رِكَازِ ومعادن وغيرها، ويطلق على كل ما ينتفع به للطعام والشراب وغيره. قال تعالى: ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غبر مسكونة فيها متاع لكم.وقوله: متاعا لكم ولأنعامكم. واستعملت الكلمة مجازا على ما يعطى للمطلّقة من مال وغيره لتنتفع به. قال تعالى: فمتّعوهنّ وسرّحوهنّ سراحا جميلا. وفي زوجات النّبيّ قوله: ....فتعالين أمتّعكنّ وأسرّحكنّ سراحا جميلا.
أما متعة الحجّ: فهي ضمّ العمرة إليه.قال تعالى: فمن تمتّع بالعمرة الى الحجّ.
وأخيرا فالمتاع لغة هو: انتفاع ممتد الوقت.
امّ الرّئيا: فيى مشتقة من الأصل رآى فهو الذي تسعد العين برؤيته. وهو ما نقتنيه انتفاعا به و( مَنْظَرَة )، وفشخرة بقول العوام .
وإذا أخذنا كلمة:" أثر "
" أثر، علامة، عَلَم، سِمة، حبر، شِيَة"
الأثر= الشيء الذي يدل على فاعله. وجمعه آثار.قال تعالى: فانظر إلى آثار رحمة الله.
العلامة= هي الأثر الذي يتميز به الشيء عن نظائره. قال تعالى: وعلامات وبالنّجم هم يهتدون.
العلم= هو الأثر الذي يتميّز به موقع الشيء الثابت. قال تعالى: ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام. ويسمّى الجبل علما لثباته.
الحبر= يعرف بآثار ملابسه الخاصّة وأقواله وأفعاله. قال تعالى: اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله.
والحبر الذي تظهر عليه النعمة والسرور. قال تعالى: في روضة يحبرون.
السّمة= أثر الحال الذي يكون فيه. قال تعالى: سيماهم في وجوههم. وقوله: تعرفهم بسيماهم. جمالا، او تديّنا، أو طيبة أو نفاقا.الخ
الشّية= فِعلَةٌ من الوشي، وهو الأثر الذي يخالف معظم لون الشّيء. قال تعالى في بقرة بني إسرائيل: مسلّمة لا شية فيها.
(وهذه الكلمات ليست من المترادفات).
(الآثار) = هي ما يتركه مَنْ قبلُ لِمَنْ بَعْدُ، وتدل على وجوده المسبق، شريطة أن يبقي على حاله دون تغيير عليه. قال تعالى: فانظر إلى آثار رحمة الله.
ويُقال للطريق المستدلّ به على من تقدّم. قال تعالى: قال هم أولاء على أثري. ولا يقال لقصر قديم أثرا، إلا إذا بقي على حاله كالأهرامات، وغيرها من الآثار. وكل شيء تركه لك أبوك هو أثر منه.
والآثار تشمل أحوال الأمم السابقة، من ديار وقصص،مسموعة او مشاهدة،للعبرة والتفكّر، وهي في التّنزيل الحكيم مقسّمة إلى أنواع حسب المطلوب منها.
الأطلال= إذا بلي الأثر ولم يبق منه إلّا شخوص لا تدلّ على الحقيقة الكاملة،لتآكله.
الطلّ= هو المطر الخفيف الذي لا يُشعر به ولا يترك أثرا.
الرّسوم= إذا ذهبت حتى الأطلال ولم يبق منها إلا خطوط مرسومة.
العلامة= هى ما يدل على الفرق بين اثنين أو شيئين، كالعلامات بين المدن والتي تحدد بدايتها ونهايتها.
( الآية )= هي كل الأمور التى سبقت، عمّن سبقوا.
والأية كل ما يثبت أمرا عقائديّا أو فكريّا او ماديّا. قال تعالى: وكأيّن من آية في السماوات والأرض يمرّون عليها وهم معرضون.
والآيات في التنزيل عديدة ومتنوّعة:
آيات كونيّة: قال تعالى: ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكّرون. وقوله: وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذّكّرون.
وآيات الأنبياء: كعصا موسى، والناقة، وما جري على يد المسيح بن مريم، الخ. وأيضا:
آيات بَيّنات: لتوضيح شيء غامض كقوله تعالى: سورة أنزلناها وفرضناها ونزّلنا فيها آيات بيّنات لعلكم تذكرون.
آيات مُبيّنات: مبصرة، وبصائر، توضّح أمرا لا يمكن أن يُختلف فيه عقلا، وإنّما يُختلف فيه عنادا وكبرا.في قوله تعالى: فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين. وقوله: ولقد أنزلنا إليكم آيات مبيّنات.
آيات مقروءة: ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون. وقوله تعالى: ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك.
وسننتقل إلى كلمة "أثم"
" الأثم، الجرم، الجناح، الحنث. الحوب، الخطأ، الزلل، السيّئة، الفاحشة، الرجس."
مع أنّ كل هذه المجموعة كلها تقع تحت عنوان واحد اسمه( الذّنوب ).قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا).( غافر الذنب وقابل التوب).
الذّنب= كل شيء مستقبح يجعل المرء في مؤخرة الناس، وتستوخم عقباه، وهو مشتق من الذّنَب.
ولست أدري والله ما عساني أقول، في كلمات متداخلة ومتشعّبة في علاقاتها ببعضها.كتداخل وتشعّب أصحابها بعضهم ببعض،اسماءً وصفات يصعب التفريق بينها، بسهولة ويسر، ولكنّني سأعمل جهدي أن أبسّط الأمر بقدر الامكان، لأن الشرح فيها يطول، ولا أريد أن يضيع القارىء ، وهدفي أن أوصل له المعلومة هيّنة ليّنة لأحقق أكبر قدر من الإفادة، فنستعين بالله.
الإثم= هو الذنب الذي يبطيء بصاحبه عن جنس الطّاعات كلها. قال تعالى: يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير. وللإثم اربعة أوجه وهي:
أ- الشرك
ب- المعصية
٣- الذنب
٤- الخطأ
الجرم= ذنب ثابت يستحقّ عقوبة محدّدة. قال تعالى: يتساءلون * عن المجرمين.
الجناح= لوم على النزوع للذنب قبل الشروع فيه. قال تعالى: ولا جناح عليكم فيما عرّضتم به من خطبة النّساء.
الحنث= المسؤوليّة عن الذّنب.قال تعالى: وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث.
الحوب= الذنب الذي يعجل الله عقابه فى الدنيا.
الخطأ= ذنب غير متعمّد. قال تعالى: وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ.
الخطيئة= الكبيرة التي تحبط الحسنات. قال تعالى: ومن يكسب خطيئة أو إثما ثمّ يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا.
الزّلل= سرعة الوقوع في الذنب. قال تعالى: فإن زللتم من بعد ما.
جاءتكم البيّنات.
السّيّئة= هي المعصية عموما. قال تعالى: بلى من كسب سيّئة وأحاطت به خطيئته.
الإحاطة= إحباط العمل.
الفاحشة= ما عظم قبحه من الذّنوب. قال تعالى: أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون.
الرّجس= الفعل القذر والذي تأباه الفطرة. قال تعالى: كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون.
الإثم= عدا شعور مرتكبه بالحقارة والخسة كشاهد الزور، فإن له معنى الإقصاء والتبديل.كقوله تعالى: فمن بدّله بعدما سمعه فإثمه على الذين يبدّلونه.
والإثم ما حاك في الصدر ، وتكره ان يطّلع عليه الناس، وهو شعور خفيّ، وقد تأخذ الآثم العزّة بالنفس،فيكون كقول الله تعالى( فإنه آثم قلبه). وقول الله(كفّار أثيم).
والإثم أعمّ من العدوان.
يسارعون بالإثم والعدوان.
الخطيئة= هي عمل قبيح يصدر عن عما هو مباح، وبغير قصد، كأن تقتل انسانا او تصيبه اثناء الصيد. وهناك الخطأ التام وهو عن سابق علم وإرادة، واكثر الخطأ الذي يصدر عن غير قصد وفي المباح، ما يقع في العبادات، بحيث تدرّجا قد يصل الى البدعة، والتطرّف.وال:
خطايا: جمع كثرة.
خطيئاتكم: جمع قلّة.
السوء والسيئات= المستقبح طبعا او عقلا أو شرعا.
وهناك فرق بين السوء، ووظلم النفس. قال تعالى: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه.فمن يشرب الخمر أو يزني قد يشعر هو نفسه باللذة ولو للحظات، أما من يشهد الزور أو يقتل لغيره فالفائدة للغير ، وهذا ظلم النّفس.
المعصية= نوعان
١- أن لا تفعل أمرا فتتمرد عليه.قال تعالى: ولا أعصي لك امرا
٢- ان ترتكب أمرا منهيّا عنه.قال تعالى: وعصى آدم ربّه.
الجَرم= الذي هو الحسم والجزم من أنواع القطع، وهناك قطع سريع وقطع فرعي. أمّا: الجُرم= فالمجرم ينقطع انقطاعا تاما عن مجتمعه.
الجريمة= لغة ومن بعض معانيها، نواة التمرة التي يلقي بها بعيدا آكل التمرة، ولو علم الناس معنى كلمة مجرم، لفهموا معناها، فهناك إجرام نسبي، كعلاقة أفراد الاسرة مع بعضهم من تجاوزات وتسلّط، بين الزوجين وبين الاولاد، وهناك إجرام مطلق، كالحاكم المتسلط الجبار الظالم. مثل فرعون. وفي مثله يقول الله: ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون.
أكتفي بهذا الشرح ، وقد بدأت حديثي بأن الله يغفر الذنوب جميعا. وهو غافر الذنب وقابل التوب، لآخر لحظة في حياتنا، وشرحت ما نقع فيه من منظومة الذنوب لنبتعد عنها ونستغفر لما قمنا به، والله ما خلقنا ليعذّبنا كهدف له، فإن أحببناه أطعناه وما عصيناه.
وهذه آخر كلمات الهمزة مع الثّاء، لنبدأ بعدها بالهمزة مع الجيم
ونكمل مع نفس الكلمة ولكنّ بألف وهمزة ممدودة، ولها أخوات مختلفات، وكلمتنا لهذا اليوم، هي كلمة:" آثر "
" آثر، اصطفى، اختار، اجتبى، اختصّ، "
آثر= حدّد محبوبا لنفسه هو، على سائر من يحب، لأثر خفي.
الأثر: فضل
الأيثار: تفضيل
قال تعالى:قالوا تالله لقد آثرك الله علينا.
اصطفى= حدّد من يرفعهم في نفسه على الآخرين. قال تعالى: واصطفاك على نساء العالمين.
اختار= حدّد من يصلح لوظيفة معيّنة من بين آخرين. قال تعالى: واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا.
اجتبى= جمع شيئا يحبّه إلى سائر من وما يحب. قال تعالى: فاجتباه ربّه فجعله من الصّالحين.
اختصّ= حدّد من يستحقّ فضله المتميّز. قال تعالى: والله يختصّ برحمته من يشاء.
قال ابن فارس، الهمزة والثاء والراء، في مقاييس اللغة، له ثلاثة أصول: تقديم الشيء، وذكر الشيء، ورسم الشيء الباقي.
الإِثْر= خلاص السمن
الأَثْر = أثر السيف أي ضربته
الأُثْر= أثر الجراح بعد البُرء.
ويقال: خرجت في إثره، ويقال: أثرت البعير ، وذلك بوضع علامة تؤثر في الارض ،فيستدلّ بها على أثره، وتسمّى الحديدة التى يُعمل بها (المئثرة).
والمآثر= ما يُروى من مكارم الانسان.
الاستئثار= التفرّد بالشيء من دون غيره، ورجل آثِر: أي يستأثر على اصحابه.
قال تعالى:
-بل تؤثرون الحياة الدنيا.
-أو أثارة من علم إن كنتم صادقين.
" أمّا الكلمات التي تلي كلمة: (آثر)،في الترتيب، فهي: "أثل"
أثل، سدر، خمط، ضريع، غسلين". وقد شرحناها سابقا ما عدا كلمة:
غسلين= وهو طعام في جهنّم، أجارنا الله منها، ويقال أنه من الفضلات والماء الثّقيل، ولا أعلم عنه شيئا وأبعدكم الله وأبعدني عنه، قال تعالى: ولا طعام إلا من غسلين.
وسننتقل إلى حرف الهمزة مع الجيم وكلمة:" أجّ "
"أجّ، أوقد، سعر، شرر، ورى، شعل"
التأجيج= إشعال النار والفتن.قال تعالى: إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض.
الأَجيج= صوت لهب النار بعد تأجيجها.
الأُجاج= الماء الشديد الملوحة،كماء البحر. قال تعالى: وهذا ملح أجاج.
الإيقاد = إحضار الوقود. قال تعالى: فأوقد لي يا هامان على الطين.
السّعار = أشدّ أنواع النار حرارة. قال تعالى : وإذا الجحيم سعّرت.
الشرر= ما انفصل من اللهب وتطاير. قال تعالى: إنها ترمي بشرر كالقصر.
الوُري= لحظة خروج النّار من المقدح للإيقاد. قال تعالى: أرأيتم النّار التي تورون.
الشّعل= التهاب النّار. وقد تستعمل مجازا، كقوله تعالى: واشتعل الرأس شيبا.
هناك فرق بين الملح والأجاج،
الأجاج= شديد الملوحة والحرارة، بحيث تكون الملوحة حارقة، وهو أخصّ من الملح، فكلّ أجاج ملح، وليس كل ملح أجاج. قال تعالى: هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج.
أجّ= يؤجّ إذا أسرع وهرول، ويأجوج ومأجوج، في الكلمتين اشتقاقان :
١- من أجّ اي أشعل نارا أو فتنة، أو أحدث إرباكا، فهي مصروفة ويأجوج (فاعول)
٢- قد تكون علما على قوم وتكون غير مصروفة، وشُبّهوا بالنار المضطرمة والمياه المتموّجة لكثرة اضطرابهم.
الملح= الطعم المعروف.
وانتُقد الشافعيّ لأنّه استعمل كلمة مالح، والصحيح ان يقول: مُمَلّح.
قال ابن فارس: الهمزة والجيم لها أصلان: الخفيف، والشدّة،إما حرّا أو ملوحة.
الأُجاج= الحار المشتعل المتوهّج.تأجّجت النار، وجاءت أجّة الصيف.
قال تعالى: لو نشاء لجعلناه أجاجا فلولا تشكرون.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف