الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تبادلية أبدية بقلم:د. محمد سعيد

تاريخ النشر : 2019-12-12
تبادلية أبدية

بقلم الكاتب المصري د. محمد سعيد

جاء في إحدى قصائد الشاعر المبدع "جوته" أن طفلاً تعلّق بصدر أبيه ليحميه من صوت يغريه برائع الهدايا من اللعب والأزهار كي يذهب إليه ويمضي معه، وحسِب الأب كلام ابنه عبث أطفال؛ فلم يأخذه مأخذ الجد، إلى أن بلغ بابنه عتبة البيت فإذا بابنه قد فارق الحياة!!

من قديم الزمان والإنسان أمام الموت مرتاع فزع، ومع أن الموت هو النتيجة الحتمية والطبيعية للحياة إلا أن الإنسان لم يتقدم خطوة في سبيل تهوين أمره وتلطيف وقعه، وتعجز محاولات التفكير في الموت بشكل منطقي حيث لم يجف الشعور بهول الموت، واعتباره المصيبة الكبرى.

والمتأمل في الموت يجده يحيط بنا في كل شيء، نعيشه ونذوقه ونلمسه في أنفسنا وفي خلايانا، ونراه في مجموعات بشرية تولد وتموت في جسم المجتمع، إنه حدث دائب يعتري الإنسان وهو على قدميه، ويعتري المجتمعات وهي في عنفوانها. وبالموت تكون الحياة، فتأخذ شكلها الذي نحسه ونحياه، لأن ما نحسه ونحياه هو محصلة القوتين معاً الموت والحياة، وهما يتناوبان الإنسان لحظة تلو لحظة ويوماً بعد يوم. ولغز الموت يكمن في هذا الموقف الذي ينتقل فيه عقل الإنسان من رؤية مباشرة لموت الآخرين إلى استنتاج غير مباشر أنه يموت بموتهم!! ورغم أنها تبدو فكرة فلسفية إلا أنها تستدعي تأملاً دقيقاً.

والموت والحياة يأتيان في صور أخرى، في أفكار تولد وتورق وتزدهر ثم تذبل وتسقط وتموت، وعواطف تشتعل وتتوهج ثم تبرد وتموت. والوجود يعيش تبادلية أبدية بين موت وحياة، وليس تعادلية أو صراعاً بين نقيضين كما يظن البعض، وليس شداً وجذباً بين متنازعين. والعجيب أننا نترقب الحياة مشتاقين، ونقف أمام الموت مشدوهين، وتنخلع قلوبنا إذا جاء فجأة متحسرين.     

ومن غريب ما ذكره التاريخ في فجأة الموت أن نسراً التقط سلحفاة وطار بها ليلقيها على حجر يحطم به عظمها فيسهل عليه التهامها، وبينما كان النسر في طريقه إلى الجبال رأى حجراً لامعاً مستديراً فأسقط السلحفاة عليه، وما يؤسف له أن الحجر اللامع لم يكن إلا "صلعة" الأديب اليوناني الكبير "إسكيلوس" وكان جالساً بين تلاميذه؛ فمات الأديب وعاشت السلحفاة، وقيل إن عرافاً تنبأ له بذلك.

والسؤال الآن هل يعلم الإنسان حقيقة وجوده في هذه الحياة، وهل تزج حياته حقاً في عداد الحيوات الطيبات؟ وهل يحشر موته حقاً في زمرة الموت المستطاب؟ فقد تعس من عاش عيشاً لا خير فيه، وتعس من مات موتاً لا خير فيه. وما أقسى حياة تلوح كأنها الحياة نعمل فيها ونكدح، والموت معها أفدح.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف