الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الهدنة وأخواتها بقلم:أشرف صالح

تاريخ النشر : 2019-12-12
الهدنة وأخواتها بقلم:أشرف صالح
الهدنة وأخواتها.

في علم اللغة العربية يوجد "كان وأخوتها" وهي أفعال ناقصة وناسخة , ومهمتها الدخول على الجمل الإسمية لتحدث فيها تغييراً , وفي علم السياسة والحرب يوجد "الهدنة وأخواتها" وهي : الهدنة , والتهدئة , والتسوية , وإتفاق السلام , وكل كلمة لها معناها اللغوي  والسياسي , ومهمتها تغيير الواقع الميداني , ويتمثل هذا التغيير في وقف إطلاق النار, ليبدأ العمل الدبلماسي , ليصل الى الحل النهائي , وتبدأ هذه الكلمات بالتسلسل وكالتالي .

1-      التهدئة وهي وقف إطلاق نار مؤقت , يهدف لإتاحة الفرصة لفعل شيئ ما , وإلتقاط الأنفاس والتأهيل للجولة القادمة .

2-      الهدنة هي وقف إطلاق النار بموجب إتفاق موقع بين طرفين , ولها سقف زمني محدد , وربما تكون طويلة الأمد , وهي قابلة للتجديد أيضاً , وتحمل نفس أهداف التهدئة , بالإضافة الى أنها مقدمة لتفاهمات كبيرة .

3-      التسوية وهي أن كل طرف يعرف ما له وما عليه , وكم حصته , وأين توجد , وما هو مقابلها , ومتى سيحصل عليها , ومتى سيدفع ثمنها .

4-      إتفاق السلام يعني إتفاق شامل ونهائي موقع بين طرفين , ويترتب على هذا الإتفاق , بروتوكولات إقتصادية وسياسية وأمنية وعسكرية , وتكون العلاقة رسمية بينهما , كأي دول تخضع لقوانين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي .

أما في غزة فالهدنة بين حماس والجهاد الإسلامي وإسرائيل , فلها أخوات كثر , بحسب ما يرى الرأي العام الفلسطيني , فمنهم من يرى أنها سلام , ومنهم يراها تسوية , ومنهم يراها تفاهمات , ومنهم من يراها تهدئة , ومنهم  يراها مساومة , ومنهم من يراها تنازلات , ومنهم من يراها مناورات.. فكل هذه المسميات في حقيقة الأمر نتيجة خلافات سياسية حادة , ومن وسط هذه المسميات , صرحوا قيادات حماس والجهاد الإسلامي مجدداً , بأنه لا يوجد هدنة طويلة الأمد مطروحة عليهم!!  برغم أن المخابرات المصرية طرحت ما هو أكبر من هدنة طويلة الأمد , وهي تسوية وجاري العمل بها , وتتمثل في التفاهمات الإقتصادية  الموجودة الآن في غزة..

حماس ترغب في هدنة طويلة مع إسرائيل , والسبب أنها بحاجة لمدة زمنية كافية لترتيب أوراقها , وخاصة أنها مقدمة على إنتخابات , ولكن رفض الجهاد الإسلامي مؤخراً , جعل حماس تصرح بأنه ليس هناك هدنة طويلة مطروحة على الطاولة , وكذلك الجهاد الإسلامي صرح نفس الشيئ , ولكن هل هذه التصريحات كافية لإقناع الرأي العام , بأن ما يجري في غزة , هو عبارة عن مساعدات مجانية تقدمها إسرائيل بدون أي مقابل؟! .
بعيداً عن كل المسميات , صرح الجهاد الإسلامي مؤخراً وحرفياً , بأنهم غير موقعين ولا ملتزمين بهدنة طويلة الأمد , ولكنهم ملتزمين بوقف إطلاق النار طالما أن إسرائيل ملتزمة , وأنهم معنيين بالهدوء مقابل الهدوء , وهذا التصريح لغوياً قد يخم بعض القراء , ولكنه في مضمونه يعني أن الهدنة طويلة الأمد , والهدوء المتبادل , هما واحد فلا فرق! بمعنى أنه إذا إلتزمت إسرائيل بالهدوء طوال عشر سنوات مثلاً , فستلتزمان الجهاد وحماس أيضاً!!  وعلماً بأنه وفي حال  تم إختراق الهدنة من قبل التيار السلفي , أو الفصائل الصغيرة والتي تم إقصائها في حوارات القاهرة , رغم أنها شريكة في المقاومة , فإسرائيل لم تفرق بين هدنة وتهدئة وتسوية وسلام...إلخ , ولم تفرق بين فصيل وآخر , فهي ستضرب جميع المسميات , وكما فعلت بعد فشل كمب ديفيد 2000 , عندما قررت القضاء على أوسلو وأخواتها .

يجب أن تدرك الفصائل المتحاورة في القاهرة أن الهدنة والتهدئة والهدوء , هما في مضمونهما واحد بالنسبة لحسابات إسرائيل , وأنهما تحولا الى تسوية بمجرد وجود المستشفى الأمريكي  والأموال القطرية... إلخ , فلا داعي للتصريحات والمليئة بالمفردات الفضفاضة والمطاطية وحمالة الأوجه .

كاتب صحفي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف