ونحن جالسان في المقهى وهي تتنفس الهواء وأنا اتنفس رائحة عطرها ، مددت يداها لي وقد خزلتها عيناها، قالت بصوت هادئ كفراشة تطير في السماء : إني يا حبيبي أراكَ إثنان...صعقت وسمعت صوتاً من أعماق جسدي يقول يا ليتني أراكِ إثنان ، يا ليتني أراكِ وجهان ، فمان ، جسدان، لكنها واحدة بقلب واحد ، ونبض واحد ، وفم واحد ، وجسد واحد ، وتتسرب من يدي ك نبينا يوسف عندما تسرب من يد أباه..صرخَ قائلاً إلى متى إلى متى يا فتى فأنا الطبيب النفسي الذي عالجتُ مئات من البشر في عشرين عاماً ، لم أستطع أن أعالجك في خمسة عشر عاماً ..ضحكتُ ومن أعماق جسدي شيء ما يتساقط..قلت له لقد جئتك كي تداويني لعلني أعيش بعض من أيام ، وأنا أزرع الورد على قبرها... والانهيار والبأس يظهران على وجههُ ، قال : من الممكن يا فتى أن يأتي يومي قبل يومك ، ف الرب أعلم صرختُ من أعماق جسدي و شراييني كادت أن تنفجر . أنا مت أنا مت من ذاك اليوم الذي رحلت عني وأنا الآن كتلة من اكتئاب ، وجسد بلا قلب ، بلا نبض ،بلا روح ، فداويني يا طبيبي..فرحل عني ولم يعد وإلى الآن لم أجد طبيباً يداويني يا صديقتي
- Abdulhalim Sahyuni
- Abdulhalim Sahyuni