الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الغلام السيء ترجمة : حماد صبح

تاريخ النشر : 2019-12-10
الغلام السيء ترجمة : حماد صبح
عاش في بعيد الزمان شاعر واسع الطيبة ، وفي عشية ، حين كان يجلس في زاوية غرفة المدفأة هني البال مستدفئا حيث تتوهج النار وتهس حبات التفاح التي كان يشويها ؛ ثارت عاصفة جائحة ، وتدفق المطر فياضا ، فقال لنفسه : ستبتل أجساد الذين لا سقف لهم .
هنالك صاح غلام يدق الباب باكيا : أدخلني ! أدخلني ! بردان ! جسدي مبتل كله !
كان المطر يتدفق ، والريح ترجرج كل نوافذ الغرفة رجرجة عنيفة .
قال الشاعر فاتحا الباب : يا مسكين !
وقف أمامه غلام تام العري يرتجف والماء يسيل من شعر الذهبي الطويل ، وكان من المحتوم أن يهلك في العاصفة المخيفة لو لم يدخل الغرفة الدافئة .
ردد الشاعر ممسكا يد الغلام : يا مسكين ! ادخل ! سأصلح حالك توا . ستشرب نبيذا ، وتأكل تفاحا مشويا ؛ لأنك طفل تام الحسن والجاذبية !
وحقا كان تام الحسن والجاذبية مثلما قال الشاعر الشيخ . كانت عيناه تشبهان نجمتين براقتين ، وكان شعره يتماوج خصلا ذهبية خلابة رغم الماء الذي يسيل منه . بدا ملاكا صغيرا وإن كان شاحب المحيا ، وكل جسده يرتجف بردا ، وفي يده قوس لطيفة بللها المطر ، وتمازجت ألوان نبالها الخفيفة . وجلس الشاعر الشيخ عند موقده ، وأجلس الغلام في حجره ، واعتصر الماء من شعره ، وأدفأ يديه بين راحتيه ، وسخن له بعض حلو النبيذ ، فتعافى ، ورجع لخديه توردهما النضر ، فوثب من حجر الشاعر الطيب القلب ، وراح يطوف حوله راقصا .
فقال هذا : أنت مرح ، ما اسمك ؟!
فرد : اسمي كيوبيد . ألا تعرفني ؟ هذه قوسي . ترسل النبال جيدا . يمكنني توكيد هذا لك !
انظر ! ها هو الجو يصحو !
وها هو البدر يتألق صافيا خلف النافذة !
قال الشاعر : قوسك مبتلة فاسدة .
فقال : كان هذا محزنا حقا .
وتناولها وتفحص كل جوانبها ، وقال ، جفت من جديد ، وما بها من عيب الآن ، ووترها مشدودا شدا قويا . سأجربها الآن !
وأحناها ، وحدد الهدف ، وأرسل منها سهما إلى قلب الشاعر ،
وقال ضاحكا : ها أنت ترى أن قوسي ليست فاسدة !
وركض مبتعدا .
وهكذا أصاب غلام السوء الشاعر الذي آواه في غرفته الدافئة ، وأحسن معاملته ، وقدم له ساخن النبيذ و أحسن التفاح . ارتمى الشاعر باكيا لإصابة سويداء قلبه .
قال متألما متحسرا : إخس ! ما أسوأ كيوبيد غلاما ! سأخبر كل الغلمان بسوئه حتى يحذروه ولا يلاعبوه فما من شأنه إلا أن يحزن نفوسهم ويوجع قلوبهم .
وفعلا تجنب كل الغلمان الطيبين الذين رويت لهم القصة كيوبيد تجنبا صارما إلا أنه استخف بهم جميعا لما كان له من دهاء متين ، فصار حين يبارح طلاب الجامعة محاضراتهم يسير بجانبهم لابسا سترة سوداء وكتابه أسفل إبطه ، فتستحيل عليهم معرفته ، ويسيرون معه يدا في يد كأنه طالب جامعي مثلهم ، وهنالك يسدد سهامه إلى قلوبهم دون أن يلحظوه . ويسير خلف الفتيات قريبا منهن حين يعدن بعد اختبار القس لهن ، أو حين يقصدن الكنيسة لسماع ما يثبت إيمانهن . نعم ، هو دائما خلف الناس ، وإذا حضر مسرحية تراه يجلس في أرفع مكان في المسرح ، ويتألق لهبا براقا حتى يخاله الناس لهبا حقيقيا ، ثم لا يلبثوا أن يكتشفوا أنه شيء آخر . ويجول في حديقة القصر الملكي ، ويمر على المتاريس في المدينة ، نعم ، ومرة رشق بسهمه قلبي والديك ، فسلهما تسمع الجواب ! إنه غلام سيء هذا المسمى كيوبيد ، فلا نفع لك منه . ودائما يركض خلف الناس . تخيل لو أنه رشق بسهمه جدتك ! هذا ما حدث لها في زمن بعيد ، وهو الآن من الماضي وإن كانت هي لا تسلوه . تبا لك يا كيوبيد السيء ! إلا أنك تعرفه الآن ، وتعرف أيضا عمق سوئه .
*للكاتب الدنمركي هانز أندرسون ( 1805 _ 1875 ) .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف