الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذاب الثلج وبان المرج بقلم:أ.د . محمد صالح الشنطي

تاريخ النشر : 2019-12-09
ذاب الثلج وبان المرج
وماذا بعد ؟ سؤال يمتد على مساحة اللحظة التاريخية يقتضي جوابا حاسما بحجم التحدي؛ وليس كلاما إنشائيا رخوا تم ابتذاله منذ عقود ؛ كما أن اجترار التحليلات التي تتحدث عن خطورة المرحلة ؛ وتفضي إلى إفراز مقولات تهرّات من كثرة الدوران في منابر الإعلام التقليدي و الجماهيري و الغرف المغلقة و الخطابات الشعبوية و الشعارات السياسية المستهلكة ، وأحاديث فض المجالس التي يتم تداولها لتزجية الفراغ و التسلية و إظهار الحياد البراجماتي المائع من مثل عبارات ( على طرفي الانقسام ) التي يرددها بعض القياديين ممن نحترمهم من أمثال نبيل عمرو ونعدهم من أصحاب الشخصيات التي تؤهلهم لأن يكونوا رجال الدولة ، فقد استعمل هذه العبارة في بعض ماكتبه في الشرق الأوسط وكأنه يضع فتح و حماس على قدم المساواة في المسؤولية عن الانقلاب البشع ؛ وقد كان من المستغرب أن يتحول إلى كاتب صحفي محترف وليس قائدا سياسيا وطنيا في جريدة الشرق الأوسط ، وهي جريدة واسعة الانتشار كان يمكن أن تستثمر في خدمة التيار الوطني من كاتب بحجم نبيل عمرو ؛ ولكنه راح يسلط الضوء على السلبيات في فتح (الحركة الأم) وهي سلبيات لا تخلو منها حركة بحجم فتح ، فضلا عن أنه راح ينتقد موقفها في معالجة موضوع المستشفى الأمريكي .
لست ضد النقد ولا معارضا لتعدد الآراء ؛ ولكنني و أنا المستقل و لست سياسيا ،وإن كنت فتحاوي الهوي لقناعتي بدورها التاريخي ، وضد أي انحياز لمن حاول التجنّح فيها مهما كانت مكانته ، وثمة تلميحات من هنا وهناك إلى اعتبار حركة محمد دحلان انقساما داخل فتح وليس تجنحا ، وكل الحقائق تشير إلى غير ذلك بدليل استثمار حماس لهذه الحركة و توظيفها وتقرب دحلان من حماس وهجومه على فتح الأم ، هذا الموقف غير مقبول بتاتا والحقائق معروفة و دامغة ، فلا بد أن تكون المواقف واضحة دون غمغمة أو لعب بالعبارات .
حماس التي دمرت المشروع الوطني وارتكبت بحقه كل المحظورات كشف موقفها الأخير مما حدث بين الجهاد و إسرائيل وقبولها بحراك مستفز من صميم التآمر على القضية و انحياز بعض المتحذلقين المختطف وعيهم أو المرتبطة مصالحهم وتسويغهم لسلوك حماس غير الوطني ، وبغض النظر من النبرة الملتبسة لما جاء في مقالة نبيل عمرو عن موقف السلطة من المستشفى الأمريكي فإنه لايجوز أن يتحدث كما الآخرين عن طرفي الانقسام ، له أن ينتقد تباطؤ السلطة و لكن من خلال التحليل السياسي الواعي و الدقيق و ليس من باب الاتهام و الخصومة السياسية بل من باب التوجيه و اقتراح الحلول و المبادرات .
و لعله آن الأوان بعد أن اتضحت الحقيقة كاملة و هي باختصار : استماتة حماس في التشبث بغزة ومراوغتها في موضوع الانتخابات وتواطئها غير المباشر فيما حدث من هجوم على الجهاد ، و وضوح تلقي الجهاد أوامرها من إيران والموقف السلبي من الفصيلين المهمّين في منظمة التحرير و خضوعهما لمصالحهما الحزبية وبراجماتيتهما غير الوطنية و انخراطهما في مقاومة موسمية متقطعة و مبتورة تصل إلى درجة الانتهازية أحيانا و الكيد السياسي أحيانا أخرى، وارتباط بعض فصائل المنظمة الأخرى بقوى إقليمية ومحاولة ابتزاز فتح التي تحرص على وحدة منظمة التحرير بدفعها ثمنا باهظا لذلك، و تغاضيها عن اختلالات سلوكية غير وطنية في موقف بعض القوى و الفصائل ، أقول لابد من اتخاذ موقف حاسم و وضع النقاط على الحروف و تحمّل أعباب مقاومة شعبية فاعلة ضد الاستيطان الذي بلغ حدا لا يجوز السكوت عليه رغم مخاطر الصدام مع العدو الذي يمكن أن يهدّد منجزاتنا الوطنية كلها في حال تحدّيه و الصدام معه ، ولذلك لا بد من التقدير الدقيق للمواقف ، ولكن لا بد من لجم حماس و تعرية مواقفها بعد أن ذهبت إلى أبعد مدى حيث سدت كل منافذ العودة إلى الصف الوطني.
كان الله في عون القيادة الفلسطينية الوطنية ، ولكن لا بد من أن نقول : ذاب الثلج و بان المرج.
أ.د . محمد صالح الشنطي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف