الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

متى ينتهي المخاض العربي؟بقلم:ياسين عبد الله السعدي

تاريخ النشر : 2019-12-09
متى ينتهي المخاض العربي؟بقلم:ياسين عبد الله السعدي
هدير الضمير
متى ينتهي المخاض العربي؟
ياسين عبد الله السعدي
كان الوطن العربي مشحونا بالتفاعلات التي تمور في بعض أقطاره وانفجرت في ما أطلق عليه اصطلاح (الربيع العربي)، تيمنا بأن يكون الوضع الناتج عن هذه الثورات هينا لينا كما يبدأ فصل الربيع معتدل الأجواء يخلو من البرد والأمطار الغزيرة شتاء والحر اللاهب صيفا والزوابع في فصل الخريف.
حققت بعض الأقطار العربية الهدوء والاستقرار بعد مرحلة (المخاض) التي أنجبت شيئاً من خيرات الربيع، كما حدث في تونس التي كانت منطلق ثورة الربيع العربي التي جرفت النظام الذي كان قائما وهرب زين العابدين بن علي؛ وإن ظلت الأوضاع تتفاعل إلى أن هدأت بولادة عهد جديد، كما أراده الشعب التونسي باستفتاء ديموقراطي شفاف ونزيه كما عايشناه ورأيناه.
لكن الأوضاع في مناطق أخرى أصيبت بمخاض عسير كما حدث في اليمن التي لا تزال تعاني من آلام (المخاض) الذي انقلب إلى كارثة حلت في اليمن ولا يزال عسر المخاض قائما يتفاعل ولا يبدو له نهاية مرجوة.
تحقق الربيع العربي في مصر بميلاد نظام ديموقراطي بعد انتخابات حرة شفافة شهد العالم بنزاهتها وانتهى عصر ظلامي بائس برحيل الفرعون المصري الذي جثم على صدور المصريين مدة أربعة عقود، ولكن ما لبثت الأوضاع أن انقلبت إلى وضع مغاير بعد عاصفة أطاحت بالمولود الجديد.
لكن المخاض العسير الذي مرت به سوريا كان أصعب مخاض بما لم يعرف التاريخ له مثيلاً في نتائجه الكارثية التي لم يكن يتوقعها الشعب السوري ولم يكن يريد أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه من تدخل القوى العظمى والتداخلات المريبة والجهات المغرضة التي لا تريد خيراً للشعوب، ولأنها تريدها نواطير تحرس خيرات هذه الشعوب لكي تظل تسيطر عليها وتستغلها وتتحكم بمقدراتها ولا تسمح لها بالتطور والتغيير إلى ما فيه مصلحتها.
في خضم الأحداث المتسارعة في المنطقة تكشفت أطماع الدول التي تسعى إلى تنصيب الرموز التي تضمن حماية مصالحها ومطامعها لكي تعتلي سدة الحكم كما يجري في ليبيا ولكي تظل سيطرتها قائمة دائمة.
ما يحدث في الوطن العربي من تفاعلات سياسية واجتماعية عنيفة أحيانا وصلت إلى مرحلة التصادم الدموي بين أنظمة الحكم والمواطنين، كما يجري في العراق العظيم الذي دفع ثمنا غالياً للحرية الحقيقية والتخلص من التابعيات التي فرضت عليه والقوى الأجنبية والإقليمية التي تتدخل في العراق وتريده جسرا للعبور إلى غيره من الأقطار ويصر الشعب العراقي البطل بكل أطيافه السياسية والاجتماعية والدينية على الاستقلال الذي تطمح إليه الشعوب.
لكن المخاض الذي يمكن وصفه بالمخاض اليسير؛ وإن حدثت بعض الإشكالات، فهو المخاض اللبناني الذي يدل على نضوج الشعب اللبناني الشقيق حضاريا وتعامل السلطة مع المتظاهرين بأسلوب حضاري، مما يبشر بميلاد نظام جديد خلفاً لما زرعه الاستعمار الفرنسي من بذرة الخلافات الطائفية الممقوته التي أفرزت نظام المحاصصة في تشكيل نظام الحكم الذي كان وراء تدهور الوضع الاقتصادي بسبب النهب والسلب الذي مارسه السياسيون.
حصل المخاض العسير في السودان لكنه أنجب نظاما جديدا، وإن كنت أتخوف من مستقبله المبهم والاتفاقات المطاطة بعد ولادة عسيرة دفع السودانيون ثمنا حتى حصلوا على بعض ما أرادوه، وإن كان غير مكتمل، كما أرى، لأن العسكر لا يؤمن جانبهم، خصوصا إذا فتحوا أبوابهم لكل طارق طامع.
طالت معاناة المخاض الجزائري ويقاسي الشعب الجزائري البطل من طول المعاناة ولكنه لا يظهر تراجعا ولا نكوصا عن موقفه بكنس النظام السابق المستبد بالسلطة واستحواذ السيطرة على مقدرات البلاد ويمنع إمكانية التغيير.
(المخاض العربي) أصدق تعبيراً من (الربيع العربي) وأكثر دلالة على ما يعيشه الوطن العربي، سواء البلاد التي مر بها الربيع العربي، كليبيا ومصر واليمن وسوريا، أو التي لا تزال (تقاسي) من ألم المخاض العسير منذ أكثر من خمسة أسابيع بفدية زادت عن أربع مائة شهيد وستة عشر ألف مصاب.
كنت قد كتبت مقالا نشرته لي جريدة القدس يوم الأربعاء بتاريخ 2442019م صفحة 11 ختمته بهذا الفقرة:
(لكني على يقين بأنه في نهاية المطاف، وإن طال المدى وجلَّت التضحيات، سوف تستقر الأوضاع، وسوف تنجب الثورات العربية لنا مولوداً صحيحا سليماً يصل بالأمة إلى مواطن النصر ومواقع العزة، وسوف يولد (البطل) من رحم المعاناة، ويتغير المصطلح عند المؤرخين اللاحقين الذين سيتحدثون عن هذه المرحلة من مصطلح (الربيع العربي) إلى مصطلح (المخاض العربي). ونسأله في علاه أن لا تطول مرحلة المخاض، وأن يستجيب لدعاء خطباء المنابر الذين يدعون الله أن يهبنا قائداً مثل صلاح الدين، ونسأل الله أن يتحقق الحلم العربي بهدم الأصنام وإقامة صرح الاستقلال والاستقرار؛ لأني أعتقد جازما أن الشعب العربي في الجزائر والسودان وليبيا وما قد يلحق بها؛ إن عاجلاً أو آجلاً؛ مصمم على تنظيف البيت العربي مما لحق به من العفن والفساد، والتخلص من دعائم إسناد الفاسدين المتسلطين وكلاء أعداء الشعوب.
نشر في جريدة القدس يوم الأحد بتاريخ 8122019م؛ صفحة 13
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف