الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الانتفاضة الأولى ثورة بدفتر أبو الأربعين بقلم:حاتم أحمد الخطيب

تاريخ النشر : 2019-12-09
الانتفاضة الاولى ثورة بدفتر أبو الاربعين ورقة
بعد الحرب والعدوان الصهيوني على الثورة الفلسطينية بحزيران ١٩٨٢ وخروج منظمة التحرير من لبنان وما رافق ذلك من حالة حزن واحباط ويأس بصفوف الشعب الفلسطيني وتزاحم الأسئلة المعقدة كيف ؟ وإلى أين ؟ ومتى التحرير ؟ تأثر ذلك الفتى الذي لم يبلغ الخامسة عشر من عمره بتراجع الحلم خلف البحار وفي ضباب المنافي وقاده تفكيره البسيط والعفوي لضرورة العمل وأهمية الثورة من الداخل عبر وسيلة التحريض وغرس الوعي الوطني الثورى رغم حاجته الملحة لمن يأخذ بيده ويزرع فيه تلك المفاهيم والقيم الكبيرة ويوجهه ويدعمه ويسنده في طموحه وحلمه المثالي ولكن الحذر والحرص العفوي كبح جماح انفلاته وأعطى للسرية حقها المقدس واستعان بدفتر أبو الاربعين ورقة وأصبح يخربش حروف الوطن فلسطين ويكتب معلومة هنا ومقولة وخبر هناك معتمدا على معلوماته البسيطة جدا والتى اكتسبها من هوايته ونهمه للقراءة منذ كان صغيرا .. وخاصة القراءة المتقطعة للصحف المحلية " القدس والفجر والميثاق الشعب"وأعداد قليلة من مجلة الطليعة أو البيادر السياسي والأخبار السياسة التي كان يسمعها عبر المذياع أو التلفزيون وكثف الخربشات والكلمات حول الوطن والحرية والعمليات الفدائية وأسماء الشهداء الابطال في منطقته الشهيد علي قاسم وفتحي الحزين وطلال الحزين ويخلط ما بين الحقيقة والخيال كيف قامو واستشهدو ويروي قصة الشهيد المشتبك البطل أحمد عمران الذي هرب من سجن المجدل في بداية السبعينات عبر سيارة الخضار وتحصن بخندق في أحد البيوت القريبة من منزل الفتى وكيف تمكن هذا الفدائي الشجاع من قتل وجرح العديد من الجنود الصهاينة من مخبئه قبل أن يستشهد وأسماء الأسرى الابطال وبطولاتهم ومأثرهم وعلى رأسهم جاره القائد بالجبهة الشعبية شيبوب والد صديق طفولته والعبد قاسم وغيرهم من الاسرى الابطال وبعد أن تخربشت أربع او خمس صفحات من الدفتر بالحروف والكلمات وكثير من العزم والارادة وحريق مشتعل من مشاعر الغضب والثورة ومن باب الثقة المطلقة أشرك رفيق عمره وطفولته بالموضوع وشرح له الاهداف وضرورة العمل وتعليم وتدريس الاطفال عن الثورة والوطن والحرية وكان واثقا من تأييد وتشجيع صديقه الثوري وراثيا وتاريخيا بحكم انتمائه لأسرة ثورية فالأب والخال معتقلين والأم اعتقلت والخال شهيد والأخر مبعد وبعد الحوار والنقاش بين الصديقين انتقلا للمرحلة العملية وبدأ انتقاء الأطفال المستهدفين بالتعليم والتدريس الوطني بعد ان فحصا بحسهم البدائي والتلقائي وضع عائلات الأمني وحسم الأمر باختيار خمسة مبدئيا التي لا تتجاوز اعمارهم الثالثة عشر وتم الاتصال المباشر لطرح الفكرة بعفوية خالصة وضبابية عشوائية والمفاجأة قبول الجميع للفكرة وقد حدد المبادر مكان عقد الجلسات بجوار غرفة ماتور مياه الاستاذ ابراهيم الذي يقع في سفح تلة تحده من الغرب والجنوب ومن الشمال بيارة ابو العبد ومن الشرق أرض زراعية كبيرة مسيجة ورغم عدم امتلاك الخبرة الأمنية ولكن المكان كان محصنا ويوفر حماية قوية للجالسين في تلك البقعة الصغيرة وعقدت الجلسة التعليمية الأولى باجتهاد وجدية وتنقل المعلم الفتى بين خربشات دفتره الى مواضيع شتى منها رياضية وقصصية وتأليف الحواديث والبطولات باجواء حماسية واتفقو على يوم واحد بالأسبوع لعقد الجلسة وفعلا تم الالتزام والانضباط بالمواعيد وتطورت الجلسات ليتم عقد لقاءين بالاسبوع وانضمت أعداد جديدة من الاطفال بعضهم التزم وبعضهم غادر ليلعب كرة القدم وحافظت مجموعة المؤسسين على جلساتهم وعند تفجر الانتفاضة الأولى كان لمن بقى من المجموعة دور محوري وكبير في تصاعد ورفد الانتفاضة بكل الساحات والوسائل المتاحة ومع التوضيح ان وعيهم تطور وصقل في مدرسة الجبهة الشعبية بعد عام ١٩٨٥ وقد اعتقل بعضهم وقضى سنوات بالسجون وبعضهم ناضل وما زال مستمر ومنهم الشهيد الابن على قاسم الذي مات في الغربة بالمانيا وكل ذلك حدث قبل ان يلتقي الفتى بمعلمه ورفيق دربه وموجهه الجبهاوي الأسير المحرر ( س.ش) الذي قضى ثلاثة عشر عاما من الأسر وكان خارج لتوه من السجون الصهيونية فأثر فيه ووجهه وصقل وعيه الفكري والثقافي والأمني بتزويده بالكتب والنشرات الثقافية والسياسية وعملا معا وسويا بالانتفاضة الأولى .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف