بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الفلسطينيون:قاطعوا المستشفى الأمريكي
بقلم / المهندس نهاد الخطيب *
لا أفهم تماماً لماذا لا يستخدم الفلسطينيون كل أسلحتهم في مواجهة عدوهم الذي يحاربهم بكل ما يملك من سلاح ويُحرض العالم كله ضدهم، والمقصود هنا هو سلاح المقاطعة وهو سلاح غير مكلف وفي متناول الجميع، فالذي يتتبع الصحافة الإسرائيلية والدولية في تناولها لموضوع المقاطعة السياسية والاقتصادية والأكاديمية والرياضية أيضاً قد يستغرب من حجم القلق الإسرائيلي الذي يصل ربما الى مرحلة الهوس من المقاطعة، وهنا تقديم الاحترام والتقدير لحركة المقاطعة ال BDS أصبح واجبا فالمسألة عندهم أي الإسرائيليون لها بُعد نفسي والانهيارات النفسية عادة تسبق الانهيارات العسكرية وما يتبعها من انخفاض في الروح المعنوية والتشكك في أصول الفكرة التي تقوم عليها الدولة.
عندما يعرف الفلسطيني والعربي أن جزء من ثمن البضاعة الإسرائيلية التي يشتريها يعود الى جيش القتلة في الكيان الصهيوني ليتحول الى رصاص يُوجه الى صدورنا وصدور أبناء شعبنا يُصبح من المعيب عدم الامتناع قدر الإمكان عن شراء البضائع الإسرائيلية، ولا أظن أنه في هذه الحالة بحاجة الى من يقول له قاطع، فالأصل أن تأتي المبادرة منه، والمؤسف أننا نشتري بضائع إسرائيليةً لها بدائل وطنية أو على أسوأ الأحوال لن نموت إذا استغنينا عنها.
حكاية المستشفى الأمريكي ليست بعيدة عن كل هذا، فبأبسط توصيف هو تمدد احتلالي بثوب انساني، والأمريكان الذين نموت بسلاحهم كل يوم ويحاربون بضراوة شديدة كل يوم وفي كل المحافل طموحات شعبنا في الحرية والاستقلال، لا أظن أنه قد تبقى في زوايا ضمائرهم أي شيء من الإنسانية، فكيف أقتنع أن من يقتلك يكون عنده إنسانية لكي يعالجك فالأولى ألا يقتلك وبالتالي يوفر على نفسه مؤونة علاجك.
حماس تناكف السلطة في رام الله وترسل رسائل للأمريكان أنها جاهزة كبديل للسلطة للحوار معهم أي الأمريكان ، وأنا هنا أتذكر الكلمة الافتتاحية للسفير الأمريكي في تونس روبرت بيللترو في اول جلسة للحوار الأمريكي الفلسطيني في العام 1988 ، وقد كان هو على رأس الوفد الأمريكي عندما قال" أننا نحاوركم من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل "، وطبعاً أمن إسرائيل حدوده الأحلام التوراتية من الفرات الى النيل فهل تعتقد حماس انها ستحافظ على المعلن من ثوابتها وأفكارها وسياستها هذا اذا قبل الأمريكان الحديث معها قبل أن تعلن مسبقا نبذها للعنف واعترافها بإسرائيل ، واذا كانت تعرف انها لا تستطيع دفع ثمن حديث الأمريكان معها فلماذا ترسل رسائل لن تفيد أم أنه العبث بمصير الشعب الفلسطيني.
عندما تتراخى مواقف حماس في الوقت الذي يتشدد في الأخرون وتتشدد عندما يتراخى الأخرون فهي اذن لا تستهدف الاحتلال الذي يجب أن تكون مواقف الجميع منه ثابتة واستراتيجية ولا تخضع هذه المواقف لمصالح حزبية ضيقة على حساب القضية ككل، بل هي تستهدف وباستهتار واضح الداخل الفلسطيني إلا إذا كان لديها مع الأمريكان اتفاقات سرية تخجل من إعلانها.
يرحمكم الله
*ماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية
البريد الإلكتروني [email protected] .
أيها الفلسطينيون:قاطعوا المستشفى الأمريكي
بقلم / المهندس نهاد الخطيب *
لا أفهم تماماً لماذا لا يستخدم الفلسطينيون كل أسلحتهم في مواجهة عدوهم الذي يحاربهم بكل ما يملك من سلاح ويُحرض العالم كله ضدهم، والمقصود هنا هو سلاح المقاطعة وهو سلاح غير مكلف وفي متناول الجميع، فالذي يتتبع الصحافة الإسرائيلية والدولية في تناولها لموضوع المقاطعة السياسية والاقتصادية والأكاديمية والرياضية أيضاً قد يستغرب من حجم القلق الإسرائيلي الذي يصل ربما الى مرحلة الهوس من المقاطعة، وهنا تقديم الاحترام والتقدير لحركة المقاطعة ال BDS أصبح واجبا فالمسألة عندهم أي الإسرائيليون لها بُعد نفسي والانهيارات النفسية عادة تسبق الانهيارات العسكرية وما يتبعها من انخفاض في الروح المعنوية والتشكك في أصول الفكرة التي تقوم عليها الدولة.
عندما يعرف الفلسطيني والعربي أن جزء من ثمن البضاعة الإسرائيلية التي يشتريها يعود الى جيش القتلة في الكيان الصهيوني ليتحول الى رصاص يُوجه الى صدورنا وصدور أبناء شعبنا يُصبح من المعيب عدم الامتناع قدر الإمكان عن شراء البضائع الإسرائيلية، ولا أظن أنه في هذه الحالة بحاجة الى من يقول له قاطع، فالأصل أن تأتي المبادرة منه، والمؤسف أننا نشتري بضائع إسرائيليةً لها بدائل وطنية أو على أسوأ الأحوال لن نموت إذا استغنينا عنها.
حكاية المستشفى الأمريكي ليست بعيدة عن كل هذا، فبأبسط توصيف هو تمدد احتلالي بثوب انساني، والأمريكان الذين نموت بسلاحهم كل يوم ويحاربون بضراوة شديدة كل يوم وفي كل المحافل طموحات شعبنا في الحرية والاستقلال، لا أظن أنه قد تبقى في زوايا ضمائرهم أي شيء من الإنسانية، فكيف أقتنع أن من يقتلك يكون عنده إنسانية لكي يعالجك فالأولى ألا يقتلك وبالتالي يوفر على نفسه مؤونة علاجك.
حماس تناكف السلطة في رام الله وترسل رسائل للأمريكان أنها جاهزة كبديل للسلطة للحوار معهم أي الأمريكان ، وأنا هنا أتذكر الكلمة الافتتاحية للسفير الأمريكي في تونس روبرت بيللترو في اول جلسة للحوار الأمريكي الفلسطيني في العام 1988 ، وقد كان هو على رأس الوفد الأمريكي عندما قال" أننا نحاوركم من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل "، وطبعاً أمن إسرائيل حدوده الأحلام التوراتية من الفرات الى النيل فهل تعتقد حماس انها ستحافظ على المعلن من ثوابتها وأفكارها وسياستها هذا اذا قبل الأمريكان الحديث معها قبل أن تعلن مسبقا نبذها للعنف واعترافها بإسرائيل ، واذا كانت تعرف انها لا تستطيع دفع ثمن حديث الأمريكان معها فلماذا ترسل رسائل لن تفيد أم أنه العبث بمصير الشعب الفلسطيني.
عندما تتراخى مواقف حماس في الوقت الذي يتشدد في الأخرون وتتشدد عندما يتراخى الأخرون فهي اذن لا تستهدف الاحتلال الذي يجب أن تكون مواقف الجميع منه ثابتة واستراتيجية ولا تخضع هذه المواقف لمصالح حزبية ضيقة على حساب القضية ككل، بل هي تستهدف وباستهتار واضح الداخل الفلسطيني إلا إذا كان لديها مع الأمريكان اتفاقات سرية تخجل من إعلانها.
يرحمكم الله
*ماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية
البريد الإلكتروني [email protected] .