الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صدى صوت أحمد باقيا بقلم:عمر حلمي الغول

تاريخ النشر : 2019-12-08
صدى صوت أحمد باقيا  بقلم:عمر حلمي الغول
ترجل فارس الصوت والكلمة عن صهوة الجواد. ترك مسرح الحياة لفرسان جدد، غير ان صدى صوته الأول والخالد كان هادرا ومجلجلا، عندما كان الأثير يولد شرارات الثورة في ربوع الأرض وخاصة في فلسطين المحتلة. كان أحمد عبد الرحمن من الكتيبة الأعلامية الثورية ألأولى، وقائدا لإذاعة صوت العاصفة في ريف درعا السورية. ورغم الزمن المحدود، الذي كانت تبثة إذاعة الثورة، كان صداها وهديرها عاليا، وصاخبا أعلى من صخب أصوات القذائف والرشاشات من كل الأصناف، وكانت الجماهير الفلسطينية والعربية تنتظر يوميا صوت احمد الشاب القوي، لتتابع من خلال ما يدلي به من بلاغات ومواقف، واخبار ونشاط المجموعات الفدائية في الوطن المحتل، وفي جبهات القتال في دول الطوق المحيطة بفلسطين.

إمتاز ابو يزن حتى آخر يوم في حياته بالدقة في صياغة الكلمة. لهذا بعد أن ترك حقل الإذاعة تولى رئاسة تحرير مجلة "فلسطين الثورة" المجلة المركزية لحركة فتح ومنظمة التحرير تحت إشراف القائد الراحل ماجد أبو شرار. التي لعبت دورا هاما ومتقدما في نشر الوعي السياسي بين أبناء الشعب الفلسطيني، وكانت منبرا جامعا لكل الكفاءات الفلسطينية والعربية والأممية الإعلامية، وأسهمت في الدفاع عن قرار الثورة الفلسطينية في كل المنعطفات وأمام التحديات، التي واجهت الثورة في الداخل والخارج. وكان قلم رئيس التحرير سيفا ماضيا وحادا في مجابهة الخصوم والأعداء من كل لون وإتجاه.

كما كان دوما على رأس لجان صياغة بيانات الإجتماعات المركزية لمنظمة التحرير لقدرته وحنكته السياسية، وحتى زمن قريب جدا بقي القائد المبدع احمد رئيسا للجنة الصياغة في المنظمة، وتجلت براعته في إمتلاكه فن التركيب المتقن للجملة السياسية، وإخراج المواقف السياسية الجامعة بين الكل الوطني. كما واحتل موقع الناطق الرسمي لحركة فتح لفترات طويلة من الزمن لكفاءته وإبداعه الإعلامي. وكان منفتحا على كل فكرة جديدة. لم يكن متزمتا، ويرفض التطرف والأقصوية. نهل من القامات الإعلامية، التي سبقته في الميدان، وتحديدا من المعلم الأول فؤاد ياسين، الذي يعترف الجميع بجدارته وبراعته وكفاءته الإعلامية. كما تعلم من انداده ومن اشقائه العرب وخاصة في مصر من كتاب مجلة الطليعة الشيوعيين، الذين ساهموا بقسطهم في الدفاع عن الثورة بالكتابة لإذاعة صوت العاصفة، وصوت فلسطين من القاهرة. كما انه كان معلما بارعا لهم من خلال تجربته وريادته في فن الكتابة والتقديم الإذاعي.

أحمد عبد الرحمن لم يكن رقما بين الأرقام، بل كان رقما متميزا بمواقفه الشجاعة والصلبة، وعنيدا عندما تستدعي الضرورة الثبات على المواقف. لم يجامل، ولم يداهن، ولم يناور، لكنه كان لاعبا محترفا في فن صياغة الجملة السياسية الهادفة. وعندما كان يتعلق الأمر بمصير ومكانة الثورة ومنطمة التحرير وقيادتها الشرعية، كان أحمد بمثابة بركان عاصف في الرد والتصدي لكل القوى المتطاولة أنظمة أم قوى، أو شخصيات ذات أجندات خاصة.

ابن بيت سوريك المقدسية إحتل مواقعه في الثورة والمنظمة والسلطة بجدارته، وليس لإنه إبن حركة فتح، انما لإنه كان أهلا للمواقع، التي تولى قيادتها. ولإنه كان وحدويا، حتى ان اقرانه في حركة فتح، كانوا يعتبرونه يساريا، وهو نفسه يقول، قد أكون تأثرت ببعض الأفكار والمواقف اليسارية، لكني كنت دوما وطنيا وقوميا ديمقراطيا بإمتياز.

سيرة ابو يزن يطول الحديث عنها، كونه عايش مراحل الثورة منذ البدايات بعد هزيمة حزيران/ يونيو 1967 مباشرة، عندما إلتحق بحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وهو مازال طالبا في جامعة دمشق. وتابع مشواره الوطني والثوري بهمة وصلابة وإقتدار من السودان إلى سويسرا.. إلى القاهرة وكل العواصم، التي جال فيها مع الرئيس الرمز الراحل المؤسس ابو عمار، الذي أوفاه بعض حقه في كتابه، الذي اصدره بعنوان "عشت في زمن ياسر عرفات". وكان قريبا وصديقا للرئيس الرمز ابو مازن، وربطته علاقات وطيدة مع مختلف قيادات الثورة الفلسطينية. وهو صاحب رأي شجاع ونبيه، لا يقبل القسمة على التردد، حتى عندما أخلى مكانه كناطق للحركة والمنظمة ترك للأجيال الجديدة من الفرسان ميراثا ينهلون منه، لإن ابو يزن شكل مدرسة سياسية فكرية وإعلامية هامة، لا يمكن لإحد ان ينساها، أو يقفز عنها.

جمعتني بالراحل صاحب الصوت والكلمة والقلم المتميز علاقات وطيدة، وكنت احب الإستماع له، ولتجربته، وللتاريخ الذي عاشه، ولفت نظري للكثير من المواقف والمحطات الهامة، التي عايشها، وأثرت المسيرة الوطنية، وحتى آخر لحظة من تاريخ حياته، كان يتابع بحيوية المواقف السياسية على كل الصعد والمستويات، ويشير للملاحظات والمواقف الواجب تداركها، ويحرص على تسجيل رأيه، ويسعى لإيصال صوته ووجهة نظره لصناع القرار من الإنقلاب الحمساوي، ومن الإنتهاكات والجرائم الإسرائيلية، والمواقف والسياسات الأميركية والعربية والداخلية الفتحاوية والوطنية عموما.

رحل القائد المبدع أحمد عبد الرحمن يوم الإثنين الماضي مطلع كانون أول/ ديسمبر الحالي (2019) عن عمر يناهز الـ76 عاما. لكن صدى صوته مازال صادحا في فضاء فلسطين، وسيبقى مجلجلا وخالدا إلى آخر الزمان. لإنه حفر إسمه بقوة في سجل الخالدين الوطني. وداعا ابو يزن، وسلاما إلى روحك الباقية أبداً.

* كاتب فلسطيني يقيم في مدينة رام الله. - [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف