الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رواية الأزهري والجماعة (9) بقلم:سيد سليم

تاريخ النشر : 2019-12-05
رواية الأزهري والجماعة (9) بقلم:سيد سليم
29

ـ حوارهم عن أعداء الدعوة

أثناء وجودي في أحد المنتديات الثقافية وجه لي أحد المنتمين إلى الجماعات الإسلامية سؤالاً وطلب أن أجيبه بصراحة تامة، فقلت له: الحمد لله على ما من به على من صراحة فقال: من أعداء الدعوة الإسلامية في رأيك يا أستاذ سيد؟ فأجبت قائلاً: أعداء الدعوة هم الغلاة المتطرفون في ثلاثة تيارات، قال: من هم؟ قلت: الشيوعية التي لا تعترف بأي دين، والعلمانية التي ترفض وجود متدينين، والجماعات الإسلامية التي تحتكر وتشوه الدين، فقال: أتقِ الله، كيف تجمع بيننا وبين العلمانية والشيوعية فقلت: إنكم أخطر الأعداء الثلاثة فاشتاط غيظاً وقال: كيف هذا؟ قلت: لأن الشيوعية المتطرفة ترفض الدين عامة وترى أن الدين أفيون الشعوب أي أنه مخدر للشعوب ومعوق لها عن التقدمية المنشودة؛ فالدين عندهم عامل كسل وتأخر، أما العلمانية المتطرفة فإنها تؤمن بالدين ولكنها ترى أن الدين في القلب ودور العبادة فقط؛ فهم بهذا يريدون عزل الدين عن الحياة الاجتماعية والسياسية وحصره داخل بيوت الله فقط وسبحان الله! إن الخالق هو المنظم للحياة وسياستها وتنظيمه هو الدين بعينه ومن لم يسسه الدين ساسه الهوى والشيطان. وأما جماعتكم (الجماعة الإسلامية) فإنها تلبس ثياب الدين وتتحدث باسمه وكأنها المسئول الأوحد عنه وترتكب الحماقات من قتل واغتيال واعتداء على الحرمات وخروج على المجتمعات والدول مما شوه صورة الدين في نظر المجتمعات؛ خاصة المجتمعات الغربية التي ترصد أفعالهم وتبرزها للناس على أنها هي صحيح الإسلام؛ فالإسلام عند الغرب أصبح دين إرهاب وعنف وقتل للأبرياء واعتداء على الحريات والأغرب والأعجب في آن واحد أن الغرب كثيراً ما يطلق على الجماعات لفظ الأصوليين! وكأن هذه الأفعال المتطرفة من صلب الدين وأصوله والدين يدعو إليها ويشجعها وينميها ويغذيها ولن يكون الغرب أكثر شفقة على ديننا منا، وما الإسلام إلا يسر وسماحة وأمن وإيمان وحب وإخاء ووعي وثقافة ورحمة وحكمة وهداية ودراية وعلم وعمل.

إن النبي ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ قد وصفكم بأنكم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام نستحقر صلاتنا إلى صلاتكم وقراءتنا إلى قراءتكم تقرئون القرآن لا يجاوز حناجركم تمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. وفي وصف النبي ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ معجزة وجدناها فيكم ولمسناها من سلوككم وتصرفاتكم التي لا ترضي رباً ولا ترضي رسولاً ولا تنصر ديناً سبحان الله! إنني لا أعرف ديناً يقر العنف أو يشجع على ترويع الآمنين، ولكني أعرف أن الخوارج صنعوا هذا الصنيع نفسه. إنكم تلاميذ الخوارج البررة وإخوانهم الصادقون في خروجهم عن أدب الدين ومبادئه السمحة.

إن هؤلاء المنتسبين إلى تلك الجماعات هم أخطر أعداء الدين لما تركوه من انطباع سيئ لدي خلق الله جميعاً من مسلمين وغير مسلمين حكام أو محكومين أفراد أو جماعات؛ إنهم دخلوا في عداء مع كل المحيطين بهم إن أصابع الاتهام لا يمكن أن تكف عن توجهها إليهم والأمر واضح وظاهر من فكرهم وتصرفهم، نسأل الله لهم ولنا جميعاً عوداً حميداً إلى روح الإسلام السمحة إنه هو السميع المجيب.

30

ـ أحد قادتهم يعنفني لقولي (سيدنا محمد)

دخلت المسجد المجاور لمسكني الطلابي أيام دراستي الجامعية؛ لصلاة العصر، وأقيمت الصلاة فقلت :اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم؛ فإذا بالإمام ينهرني بشدة؛ ووجدت نفسي أرد عليه بعنف؛ فتدخل المصلون لتأجيل النقاش إلى ما بعد الصلاة، وفعلاً خرجت من المسجد فوجدت الشيخ منتظراً وهو طالب من قادة الجماعة الإسلامية، كما أنه غير متخصص ولكنه إمام بمجرد الحصول على المؤهل الأعلى وهو الانتماء للتيار والظهور بمظهره. المهم إنني سلمت عليه وعرفته بشخصي وبأني أزهري في السنة الثالثة من كلية اللغة العربية، ورأينا أن النقاش لا يصلح ونحن وقوف خارج المسجد فطلب مني الذهاب معه ولكني آثرت أن اصطحبه إلى سكني القريب من المسجد ووافق وبمجرد دخولنا الحجرة أطفأ جهاز الراديو دون استئذان من زميلي الذي يستمع إليه وصبرت، وابتسم زميلي لهذا التصرف وبعد الترحيب ومحاولة تقديم المشروب دار بيننا الحوار الآتي:

أهلاً، يا شيخ: لماذا نهرتني عند صلاتي على سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم؟! فأجاب: لأنك تقول سيدنا محمد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك. فقلت لم يرد عنه ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ ما يفيد ذلك. وأما ما ترددونه منسوباً إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسيدوني في الصلاة" فلم يرد في حديث صحيح أو ضعيف، وقال عنه الإمام الحافظ السيوطي إنه لا أصل له كما أنه لو كان حديثاً نطق به أعظم الخلق وأفصحهم؛ لسلم من الخطأ اللغوي في متنه فيكون التعبير(لا تسودوني) وتلك عادتكم، حيت أن الضعيف تجعلونه صحيحاً؛ إذا وافق هواكم والصحيح تنكرونه؛ إذا لم يتفق مع ميولكم، بل إن الوارد الصحيح في هذا المجال قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر". فكيف يصف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نفسه بأنه "سيد ولد آدم" وتنكرون أنتم أن نصفه صلى الله عليه وسلم بما وصف به نفسه في سنته الصحيحة؟! فقولنا(سيدنا) من السنة اتباعا لهذا الحديث الشريف. وإذا كان القرآن الكريم قد وصف نبي الله يحيى ـ عليه السلام ـ بالسيادة في قول الله تعالى عنه: {وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين} (آل عمران:39) ألا يكون من الأدب الواجب علينا نحو سيد الأنبياء أن نصفه بالسيادة؟! ثم قلت له هذه أدلتي فما أدلتك ؟ فأجاب: دليلي قوله صلى الله عليه وسلم:"لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم". فقلت له صدق سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ ثم ما معنى الإطراء يا شيخ؟ فقال: الإطراء هو المدح؛ فقلت له: إذن أنت جاهل؛ فبدا عليه الغضب وتدخل زميلي قائلاً: لا تنس أنه ضيف ونحن عرب؛ فقلت له: الإطراء هو المدح الكاذب، وقولنا عن سيد الخلق سيدنا ليس مدحاً، وإن اعتبرناه مدحاً فهو مدح صادق ثم سألته: هل تعرف شيئاً اسمه القيد في التشبيه البلاغي؟ فلما سكت قلت له؛ ساخرا ليس القيد الذي يوضع في الرجل، إن سيد الخلق ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ ينهانا أن نصفه مقيدين وصفه بما وصف به النصارى نبيهم سيدنا عيسى ـ عليه وعلى أمه السلام ـ وعندما نقول أن نبينا سيدنا لا يمكن أن يدخل في مخيلتنا أنه هو الله أو ابن الله أو شريك لله ـ جل جلال الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له ـ إنما هو صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله ورسوله، ولكنه أكرم العباد على الله وأحبهم إليه. وقلت له ثم إن الحديث مقيد بكيفية ظاهرة وواضحة وما دمت لا تعرف علوم اللغة من نحو وبلاغة؛ فلا يحق لك أن تتحدث بما لا تعلم فلما بهت قلت له: إنه سيدنا وكل الأنبياء والصالحين سادتنا.

وأردت أن أزيده توبيخاً فقلت: ألم يقل عن سيدنا الحسن وسيدنا الحسين ـ رضي الله عنهما ـ فلما سمع السيادة بدا الاستغراب وعدم الارتياح على وجهه فقلت: أليسا سيديك؟! فقال: لا أقول ذلك فقلت له: إذن أنت لست من أهل الجنة بمفهومك هذا؛ لأنهما سيدا شباب أهل الجنة بنص قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة". فبُهِت أيضاً ولم يستطع نطقاً.

31

ـ جهلهم لمعنى شد الرحال

لما أحس صاحبنا بأني أحب سادتنا أهل البيت ـ عليهم السلام ـ وجه إليَّ سؤالاً نصه: هل تزور القبور؟ فقلت له نعم وكلما ذهبت إلى القاهرة لابد لي من زيارة سادتي أهل البيت، ومن المعلوم في السنة الصحيحة أن زيارة القبور مستحبة؛ ألا تكون زيارة سادتنا أهل البيت والصالحين أكثر استحباباً؟! ثم إن قبور سادتنا أهل البيت من رياض الجنة فهل يكون المرء على غير صواب إذا زار رياض الجنة؟! وقلت له: وهل تزورهم أنت؟ فقال لا يمكن ذلك وأمر من أمامهم ولا أفعل ذلك، فقلت له: أنت صادق في إحساسك هذا مع نفسك؛ لأنك بهذا تثبت أنك من الرجس المبعد عنهم؛ لأن الله قال لهم وعنهم: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} وحاش لله أن يذهب عنهم الرجس؛ ثم يدخلك عليهم. فلما بدا على وجهه الغضب، وقال لا أزورهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن شد الرحال وقال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى". قلت له إنكم تفهمون النصوص من الكتاب والسنة على غير الوجه الصحيح الذي عليه علماء الأمة سلفاً وخلفاً؛ فالحديث ليس فيه نهي عن زيارة الصالحين كما تفهمون، بل فيه حث على شد الرحال لهذه المساجد الثلاثة لمضاعفة ثواب الصلاة فيها؛ لأن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وفي مسجد الرسول بألف، والأقصى بخمسمائة. والنهي عن السفر ينصرف إلى غيرها من المساجد بنية أن الصلاة فيها أفضل من غيرها. وذلك بدليل الرواية الواردة عنه صلى الله عليه وسلم والتي تفسر حديث شد الرحال تفسيراً جلياً: "لا ينبغي أن تركب المطي لمسجد تبتغى فيه الصلاة إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد الأقصى". ثم إن أسلوب الاستثناء في الحديث جاء خالياً من المستثنى منه ولابد من تقديره فلو قدرناه: "لا تشد الرحال لمكان إلا إلى ثلاثة مساجد"؛ لكان السفر إلى أي مكان غير هذه المساجد الثلاثة حراماً والتقدير الصحيح الذي اعتمده العلماء للمستثنى المحذوف هو كلمة (مسجد) فيكون تقدير الحديث لا تشد الرحال لمسجد إلا إلى ثلاثة مساجد وهذا ما جاءت به الرواية الثانية، وقال بعض العلماء إن المقصود من الحديث هو مدح هذه المساجد الثلاثة وبيان أفضليتها على ما سواها ولا يقصد به النهي أو التحريم وقد ورد في أخبار سادتنا الصحابة أن سينا عمر وسيدنا أبا هريرة قد زارا مسجد قباء، ولو فهما أن المقصود من الحديث التحريم؛ ما فعلا هذا؛ لأنهما قدوة ـ رضي الله عنهما ـ إذن هذا الحديث جرى لغة كالنفي الوارد: "لا فتى إلا علي". فهل لا يوجد فِتْيان غير سيدنا الإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ أم أن المقصود أنه لا فتي في قوة الإمام علي مع وجود غيره من الفتيان؟! وكالقول الوارد في مدح سيدنا الإمام مالك رضي الله عنه: "لا يفتى ومالك في المدينة" فهل مفهوم هذه العبارة منع غير الإمام مالك من الإفتاء، أم أن المقصود أن الإمام مالك هو الأولى بالإفتاء من بين العلماء؟! وسألته ما الضرر الذي يقع عليكم أو على الدين من زيارة الصالحين؟ وهل الزائر يعبد الصالحين كما تزعمون باستدلالكم الأعمى بقول الله تعالى: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}(الزمر3) ومعلوم أن هذه الآية الكريمة جاءت على لسان من يعبدون الأصنام، وفيها ما يثبت أنهم عبدوا الأصنام أولاً؛ ثم تقربوا بهذه العبادة إلى الله أي أنهم عبدوهم مع الله، وقبل الله؛ وهذا شرك أكبر. وأقسم بالله أنه لا يوجد بين أحباب أهل البيت والصالحين من يزور نبياً أو ولياً بقصد عبادته، بل يعلم جيداً أنه عبد من عباد الله مكرم عند الله أمده الله بالرحمة وأعطاه الكرامة والفضل، وإذا سألت أجهل الجاهلين من الزوار هل تعبد هذا الولي وتتقرب بعبادته إلى الله زلفى؛ لثار عليك واتهمك بالجنون، ولقال لك كيف أعبد مخلوقاً يا جاهل؟! إنما أنا محب للنبي وآله والصالحين لا عابد لهم يا أحمق. ولقال لك على الفور إن أبسط مظاهر الحب أن تزور من تحب وفي الحديث القدسي "وجبت محبتي للمتحابين فيَّ وللمتزاورين فيَّ". وكيف يصبر المحب، أو يمتنع عن زيارة فروع النور والرحمة والعلم والحكمة من الشجرة النبوية المباركة؟!.وأختم بقولي:

زيارة أهل البيت من أفضل القرب = فزرهم على طهر وحب مع الأدب

وعرج على تلك الرياض مسلما = وشم عبيراً يذهب الهم الوصــب

وقل إن روحي في هواكم رخيصةٌ = وحبي لكم فوق القرابة والنسب

ولا تلتفت للمنكريـن فهم = غباء لأن قلوبهم شابها الجــرب

لهم أوجهٌ يكسو الظلام جباهها = لهم أعين ترمي السماحة باللهب

وآذانهم صمٌ وعميٌ بصائرا = عماهم هواهم والشقاء لهم غلب

لذاك تراهم ناطقيـن بشقــوة = فيرمون بالشرك المحب بلا سبب

أيشرك من زار الكـرام لحبهم = ومن زار سادات لكم فاز بالرغب

32

ـ يؤمنون بضرر الحاسدين ولا يؤمنون بتأثير الصالحين

كثيراً ما كانت تدور حواراتٌ ومناقشاتٌ بيني وبين المتنطعين الجهلة الذين ينكرون نفع هؤلاء السادة. وعندما حاورني أحد المعترضين الذين يرون ـ بسبب جهلهم ـ عدم نفع الأولياء لغيرهم ويستدلون بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية استدلالاً يدل على عمى بصيرتهم قلت له: هل تؤمن بوجود الحسد في قلوب وأعين أهل الشر وتأثيره في المحسود؟ قال: نعم، قلت له: حاش لله أن يكون في خلقه من لهم قلوب شريرة مدمرة، ولا يكون له في قلوب أحبابه قوى خيرة معمرة! فبهت ولم يعقب، وقد تكرر هذا الموقف كثيراً بيني وبين مجموعات وأفراد من هؤلاء المنكرين.

نعم إن لسادتنا الأولياء هِمَماً، فعالة وعزائم مؤثرة في قلوب وأبدان أحبابهم وخلطائهم، وهذا محسوس ومشاهد لمن وفقهم الله للخير ودلهم عليه ورزقهم الجلوس إلى أوليائه؛ حيث الشعور بالراحة النفسية، والسمو الروحي، وطرب القلب، وخفة البدن، وترقية الشعور، ونمو أحاسيس الخير، وتقلص بوادر الشر؛ إنهم الجلساء الصالحون المفيدون النافعون الذين يهبك الرجل منهم مما عنده من خير أو تجد منه رائحة طيبة يشمها قلبك ويدركها فؤادك وينشرح لها صدرك.

فنعم القوم هم ونعمت المجالس مجالسهم؛ إنهم القوم لا يشقى بهم جليسهم، فيا فوز من أقترب منهم! والويل لمن عاداهم؛ لأنه يدخل في حربٍ مباشرةٍ مع الله ـ عز وجل ـ كما ورد في بداية الحديث القدسي: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب". نسأل الله أن يجعلنا من أحبابهم ويحشرنا في زمرتهم، ولله در القائل:

اذكر حديث الصالحين وسمهم = فبذكرهم تتنزل الرحمات

واحضر مجالسهم تنل بركاتهم = وقبورهم زرها إذا ما ماتوا
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف