مرثية..لبراعم شبابية سقطت في الأفول
الإهداء:إلى براعمنا الشبابية الذين اختطفتهم الموت سهوا عنا..سهوا عنهم..ذات صبح دامع..في رحلة موت قدَرية (فاجعة عمدون)
"العبرات كبيرة وحارة تنحدر على خدودنا النحاسية..العبرات كبيرة وحارة تنحدر إلى قلوبنا".(ناظم حكمت).
كيف تسلّقت أيّها الموت فوضانا
وألهبت بالنزف ثنايا المدى
وكيف فتحت في كل نبضة من خطانا
شهقة الأمس
واختلاج الحنايا..
ثمّ تسللت ملتحف الصّمت..مثل حفاة الضمير
لتتركَ الجدول يبكي
والينابيع،مجهشات الزوايا..؟!
* * *
أيا براعمنا:
لِمَ أسلمتمونا للدروب العتيقة
للعشب ينتشي لشهقة العابرين..
لٍمَ أورثتمونا غيمة تغرق البحرَ
وتركتمونا كموجة تذهل الأرضَ
ثم رحلتم؟!
فكيف نلملم شتيت المرايا..
نلملم جرحكم فينا
وكيف نرمّم سقف الغياب
وقد غصّ بالغائبين؟
فهاتوا أيديكم أعينونا،لنعتق أصداف حزننا
وهاتوا أيديكم إلينا،أغيثوننا
لننأى بدمائنا عن مهاوي الردى
فليس من أحد ههنا..
كي يرانا..في سديم الصّمت،نقطف الغيم
ونزرع الوَجدَ
في رؤوس المنايا..
* * *
يا شبابنا المسافر عبر الغيوم:
ههنا..
نضيء الثرى..بين جرح وجرح
ونسأل الرّيح وهي تكفكف أحزانها:
ما الذي ظلّ لنا !؟
غير-وطن-كلّما قلنا ننسلّ من عشقه
أفرد للنوايا بساطا
وألهب فينا جمرَ العشايَا..
* * *
شبابنا الغض:
كم قطّرتكم الدروب الشقية..لنشربَ ضوءكم
قوموا من سباتكم وجُرّوا الفيافي لنبعنا
لينتعشَ الظامئون بمائكم
تونس..ها هي واقفة في انحنائها
كأن تَرَوها شامخة بالحنين
غير أنّها تأهبت في الحزن
حتّى تهدّل منها الشذا
وأسرجت دموعها بواحات وجدكم
حتّى تراءت لها وجوهكم..كطيف في حلمها
فكم ليلة ستظل-مدن الفقراء-تحلم..كي لا يهرب الوَجد منها
وكم يلزمنا من الدّمع كي نرى الجرح
أجمل
كي نراكم..
كي نرى وجوهَكم-ولو مرّة-في تضاعيف الهدى..
تفاجئنا..وتغيب
الشاعر والناقد التونسي محمد المحسن
الإهداء:إلى براعمنا الشبابية الذين اختطفتهم الموت سهوا عنا..سهوا عنهم..ذات صبح دامع..في رحلة موت قدَرية (فاجعة عمدون)
"العبرات كبيرة وحارة تنحدر على خدودنا النحاسية..العبرات كبيرة وحارة تنحدر إلى قلوبنا".(ناظم حكمت).
كيف تسلّقت أيّها الموت فوضانا
وألهبت بالنزف ثنايا المدى
وكيف فتحت في كل نبضة من خطانا
شهقة الأمس
واختلاج الحنايا..
ثمّ تسللت ملتحف الصّمت..مثل حفاة الضمير
لتتركَ الجدول يبكي
والينابيع،مجهشات الزوايا..؟!
* * *
أيا براعمنا:
لِمَ أسلمتمونا للدروب العتيقة
للعشب ينتشي لشهقة العابرين..
لٍمَ أورثتمونا غيمة تغرق البحرَ
وتركتمونا كموجة تذهل الأرضَ
ثم رحلتم؟!
فكيف نلملم شتيت المرايا..
نلملم جرحكم فينا
وكيف نرمّم سقف الغياب
وقد غصّ بالغائبين؟
فهاتوا أيديكم أعينونا،لنعتق أصداف حزننا
وهاتوا أيديكم إلينا،أغيثوننا
لننأى بدمائنا عن مهاوي الردى
فليس من أحد ههنا..
كي يرانا..في سديم الصّمت،نقطف الغيم
ونزرع الوَجدَ
في رؤوس المنايا..
* * *
يا شبابنا المسافر عبر الغيوم:
ههنا..
نضيء الثرى..بين جرح وجرح
ونسأل الرّيح وهي تكفكف أحزانها:
ما الذي ظلّ لنا !؟
غير-وطن-كلّما قلنا ننسلّ من عشقه
أفرد للنوايا بساطا
وألهب فينا جمرَ العشايَا..
* * *
شبابنا الغض:
كم قطّرتكم الدروب الشقية..لنشربَ ضوءكم
قوموا من سباتكم وجُرّوا الفيافي لنبعنا
لينتعشَ الظامئون بمائكم
تونس..ها هي واقفة في انحنائها
كأن تَرَوها شامخة بالحنين
غير أنّها تأهبت في الحزن
حتّى تهدّل منها الشذا
وأسرجت دموعها بواحات وجدكم
حتّى تراءت لها وجوهكم..كطيف في حلمها
فكم ليلة ستظل-مدن الفقراء-تحلم..كي لا يهرب الوَجد منها
وكم يلزمنا من الدّمع كي نرى الجرح
أجمل
كي نراكم..
كي نرى وجوهَكم-ولو مرّة-في تضاعيف الهدى..
تفاجئنا..وتغيب
الشاعر والناقد التونسي محمد المحسن