المقاومة الشعبية في فلسطين مفاهيم ودلالات
كثر الحديث في عالمنا المعاصر وفي فلسطين خاصة عن المقاومة الشعبية فما هي وما دلالاتها .
المقاومة الشعبية هي شكل من المقاومة يمارسه شعب مستعمر او احتلت ارضه أو محكوم من قبل نظام تعسفي قمعي وظالم . تمارسه الجماهير الشعبية بجميع أطيافها ومكوناتها فيتخذ صفة شعبية عامة .
ويقسم إلى قسمين : الاول يطلق عليه النضال السلبي او السلمي ويضم الاحتجاج والمسيرة والتظاهرة وكتابة الشعارا ت والاضرابات التجارية والامتناع عن تنفيذ تعليمات العدو واستخدام الحجارة في التظاهرات ورفع الاعلام وتعد انتفاضة الحجر الفلسطيني خير تمثيل لهذا اللون .
وهناك المقاومة الشعبية العسكرية التي يستخدم فيها السلاح كالبنادق والبارود والقنابل والمدافع وخير تمثيل لهذه المقاومة الثورة العربية الفلسطينية الكبرى 1936 _ 1939 وقد اعتمدت ثورة شعبنا يومها على استخدام البنادق المهربة كالتركية والفرنسية والبريطانية والكندية والقنابل في وجه المدافع والطائرات الانكليزية وكانت قديمة وليست بمستوى سلاح دولة امبراطورية كبرى لا تغيب عنها الشمس .
لقد استخدمت شعوب الارض ضد الاستعمار المهيمن عدة أشكال جمعت بين لونين الاول والثاني . اما شعبنا فقد تدرج نضاله منذ عام 1886 ليشمل ألوان متعددة ووسائل واساليب مختلفة ومع ذلك لم يحقق الشعب العربي الفلسطيني استقلاله الناجز ولا حقق حريته التي يبحث عنها لكنه حافظ على وجوده وكينونته كشعب برغم تشتته وانقسامه الجغرافي ما بين داخل وخارج وضفة غربية وقطاع غزة وعرب فلسطين الداخل .
أمام كل ذلك لا يسعنا القول أن المقاومة الشعبية هي صورة مهمة عند الانسان اينما وجد لاثبات وجوده وذاته وكينونته وحريته المرتبطة بهذا الوجود إذ لا وجود لمن يقبل الذل والعار وهيمنة العدو والاحتلال واذا كان الجبناء والمصلحيون يعتبرنها تطرفا ونزقا وجنونا فان اصحاب العزة والنفوس الوثابة والجسورة يعدونها تجسيدا لمعطى الحرية الانسانية واذا كان ديكارت يقول : انا افكر اذن انا موجود . فان الانسان المقاتل والمكافح من أجل حريته واستقلاله هو حقا موجود . ولعل هذا الخطاب يذكرنا بما قاله : المفكر الاستاذ احمد ميشيل عفلق : الامة موجودة اينما وجدت ارادة القتال .
ونضيف من جانبنا يا عار الامم المستكينة والذليلة والتي اختارت أن تتساوى مع الحيوان في تناول طعامه وشرابه فقط دون أن تبادر للنضال من أجل حريتها .
سؤال أي النضالات هذه أفضل من الثاني لتحقيق الهدف .
الجواب :ان النضال والكفاح والقتال ضد العدو ليس مطلبا بحد ذاته انما هو من باب الفرض عندما تنتهك حرية الانسان ويبلغ الظلم مبلغه وعندما تصل الامور حد التلويح بالموت والفناء . اما الحرية كمعطى فقد ثبت بالدليل القطعي ان الكفاح أرقى أشكال النضال والسبب ان البلادة وقلة الحياء التي ينتهجها حكم الاستعمار والاحتلال والظلم تحتم توجه الشعب نحو أقرب الخيارات للحرية والتحرير وهو ما ينطبق على الشاعر احمد شوقي في سينيته : وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
اليوم الاربعاء 3/12/209
كثر الحديث في عالمنا المعاصر وفي فلسطين خاصة عن المقاومة الشعبية فما هي وما دلالاتها .
المقاومة الشعبية هي شكل من المقاومة يمارسه شعب مستعمر او احتلت ارضه أو محكوم من قبل نظام تعسفي قمعي وظالم . تمارسه الجماهير الشعبية بجميع أطيافها ومكوناتها فيتخذ صفة شعبية عامة .
ويقسم إلى قسمين : الاول يطلق عليه النضال السلبي او السلمي ويضم الاحتجاج والمسيرة والتظاهرة وكتابة الشعارا ت والاضرابات التجارية والامتناع عن تنفيذ تعليمات العدو واستخدام الحجارة في التظاهرات ورفع الاعلام وتعد انتفاضة الحجر الفلسطيني خير تمثيل لهذا اللون .
وهناك المقاومة الشعبية العسكرية التي يستخدم فيها السلاح كالبنادق والبارود والقنابل والمدافع وخير تمثيل لهذه المقاومة الثورة العربية الفلسطينية الكبرى 1936 _ 1939 وقد اعتمدت ثورة شعبنا يومها على استخدام البنادق المهربة كالتركية والفرنسية والبريطانية والكندية والقنابل في وجه المدافع والطائرات الانكليزية وكانت قديمة وليست بمستوى سلاح دولة امبراطورية كبرى لا تغيب عنها الشمس .
لقد استخدمت شعوب الارض ضد الاستعمار المهيمن عدة أشكال جمعت بين لونين الاول والثاني . اما شعبنا فقد تدرج نضاله منذ عام 1886 ليشمل ألوان متعددة ووسائل واساليب مختلفة ومع ذلك لم يحقق الشعب العربي الفلسطيني استقلاله الناجز ولا حقق حريته التي يبحث عنها لكنه حافظ على وجوده وكينونته كشعب برغم تشتته وانقسامه الجغرافي ما بين داخل وخارج وضفة غربية وقطاع غزة وعرب فلسطين الداخل .
أمام كل ذلك لا يسعنا القول أن المقاومة الشعبية هي صورة مهمة عند الانسان اينما وجد لاثبات وجوده وذاته وكينونته وحريته المرتبطة بهذا الوجود إذ لا وجود لمن يقبل الذل والعار وهيمنة العدو والاحتلال واذا كان الجبناء والمصلحيون يعتبرنها تطرفا ونزقا وجنونا فان اصحاب العزة والنفوس الوثابة والجسورة يعدونها تجسيدا لمعطى الحرية الانسانية واذا كان ديكارت يقول : انا افكر اذن انا موجود . فان الانسان المقاتل والمكافح من أجل حريته واستقلاله هو حقا موجود . ولعل هذا الخطاب يذكرنا بما قاله : المفكر الاستاذ احمد ميشيل عفلق : الامة موجودة اينما وجدت ارادة القتال .
ونضيف من جانبنا يا عار الامم المستكينة والذليلة والتي اختارت أن تتساوى مع الحيوان في تناول طعامه وشرابه فقط دون أن تبادر للنضال من أجل حريتها .
سؤال أي النضالات هذه أفضل من الثاني لتحقيق الهدف .
الجواب :ان النضال والكفاح والقتال ضد العدو ليس مطلبا بحد ذاته انما هو من باب الفرض عندما تنتهك حرية الانسان ويبلغ الظلم مبلغه وعندما تصل الامور حد التلويح بالموت والفناء . اما الحرية كمعطى فقد ثبت بالدليل القطعي ان الكفاح أرقى أشكال النضال والسبب ان البلادة وقلة الحياء التي ينتهجها حكم الاستعمار والاحتلال والظلم تحتم توجه الشعب نحو أقرب الخيارات للحرية والتحرير وهو ما ينطبق على الشاعر احمد شوقي في سينيته : وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
اليوم الاربعاء 3/12/209