الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأب مانويل مسلم مثال العلاقة الإسلامية – المسيحية في الشرق بقلم: إبراهيم عبدالله صرصور

تاريخ النشر : 2019-12-04
الأب مانويل مسلم مثال العلاقة الإسلامية – المسيحية في الشرق بقلم: إبراهيم عبدالله صرصور
الأب مانويل مسلم مثال العلاقة الإسلامية – المسيحية في الشرق..

بقلم إبراهيم عبدالله صرصور****

يشكل المسلمون والمسيحيون في هذا العالم الغالبية الساحقة من أصحاب الديانات السماوية، بينما لا يشكل اليهود الا نسبة ضئيلة جدا منهم.. شهدت العلاقات الإسلامية المسيحية على امتداد التاريخ شدا وجذبا، إلا انها عاشت حالة من الاستقرار والثبات والتعاون في الشرق الإسلامي بشكل يستحق التأمل والافتخار..

(1)

أولى محطات هذه العلاقة الفارقة في التاريخ كانت العهدة العمرية في السنة الخامسة عشرة للهجرة الموافق عام 633 ميلادية، والتي توجت الزيارة الخاصة التي قام بها أمير المؤمنين وخليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمدينة القدس بدعوة من زعيمها الديني المسيحي المشرقي البطريرق صفرونيوس، وشكلت البيان الختامي لها..

لقد فتحت جيوش الإسلام في تلك الحقبة مدنا وحواضر مهمة شرقا وغربا، إلا أن واحدة منها لم تستحق أن يسعى خليفة المسلمين اليها ليتسلم مفاتيحها.. اما مدينة القدس فلم تكن كأي مدينة أخرى..  إنها أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين..    

تجلت هذه العلاقة في أحد جوانبها بقبول الطوائف المسيحية بإشراف عائلتين مسلمتين على كنيسة القيامة، أقدم الكنائس المسيحية واهمها في الشرق، حيث تقوم عائلة (نسيبة) بفتح وغلق باب الكنيسة يوميا، بينما تتولى عائلة (جودة) حفظ مفاتيحها.

عاش المسلمون والمسيحيون في الشرق إخوة وشركاء في المصير وفي المسير، في تناغم وانسجام وتعاون لم يكن له مثيل بين المسيحيين أنفسهم في المجتمعات المسيحية في الغرب، والتي شهدت صراعات وحروبا دينية دموية حولت أوروبا وعلى مدى قرون إلى بحر من الدماء وكومة من الركام، غاصت فيها الشعوب في اوحال التخلف والجهل والمرض، وشربت من كؤوس الظلم والاستبداد الديني – الدنيوي حتى الثمالة!

كان شرقنا الإسلامي مختلفا تماما، حيث لم تنبني العلاقة الإسلامية المسيحية هنا على أسس وقواعد فاضت بها قريحة حاكم هنا او هنالك يمكن ان تتغير في لحظة ما فتتغير السياسات معها، إنما ارتكزت إلى قانون رباني - نبويٍّ ثابت لا يخضع لمزاج او اجتهاد، وصلت معه هذه العلاقة حدّا لم يكن لقوة مهما بلغت أن تغيرها أو أن تفرغها من مضمونها! من ذلك العهود والاتفاقات والمواثيق التي عقدها الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم مع أهل نجران المسيحيين، وبعدها مع أهل أيلة وجرباء وأذرح، وليس انتهاء بعهود الخلفاء الراشدين والعهدة العمرية الخالدة، والتي جاءت كلها تنفيذا لوصايا النبي عليه السلام والقواعد الحاكمة التي وضعها..

(2)

شكَّلت فلسطين إلى جانب اخواتها من حواضر الإسلام النموذج الارقى لسمو هذه العلاقة لما اختصها الله سبحانه به من مزايا روحية وتاريخية وحضارية لم تحظ بها حاضرة من حواضر المسلمين، كما لم تحظ بمثلها أي من أقطار الدنيا.. فلسطين التي احتضت السلالة المباركة التي انتهت الى مريم البتول عليها الصلاة والسلام، وميلاد ابنها المعجزة نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام في مدينة بيت لحم الفلسطينية حيث شيدت الملكة هيلانة أم الإمبراطور الروماني قسطنطين فيها كنيسة المهد أقدس كنائس العالم، لينتقل بعدها الى الناصرة ليقضي في ربوعها سنوات طفولته وصباه حيث بُشِّرَ بشارته الأولى وفيها أقيمت كنيسة البشارة تخليدا لذلك الحدث.. انتقل بعدها سيدنا عيسى عليه السلام الى مدينة القدس ليبدأ دعوته التي عانى في سبيلها من صنوف الاضطهاد من اليهود الذين تحالفوا مع حكام الرومان الوثنيين، ما لاقى، ومنها رفعه الله اليه بعدما أحكمت المؤامرة اليهودية – الرومانية الوثنية الخناق حوله، وبيَّتت مؤامرة قتله ومن معه من الحواريين في ليلة من ليالي القدس المشهودة..

اما بالنسبة للإسلام والمسلمين ففلسطين مهد النبوات، والقدس التي في قلبها أخت مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي قبلة المسلمين الأولى وقبلة الأنبياء من قبل، وهي مسرى رسول الإسلام محمد ومعراجه، ومحضن الأنبياء والاولياء والاتقياء والصالحين، وهي بوابة الأرض إلى السماء، وهي التي تحتضن المسجد الأقصى المبارك ثالث المساجد بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، حيث حث رسول الله محمد على شد الرحال إليها.. وهي أرض المحشر والمنشر يوم القيامة، وهي مركز الاحداث وإليها تؤول الأمور في نهاية المطاف.. فإن كانت مكة والكعبة مبتدأ الايمان وقاعدته الأولى، ففلسطين والقدس والاقصى المبارك مركز الخلافة في آخر الزمان.. لا وجود لمكة والكعبة المشرفة، ولا للمدينة والمسجد النبوي الشريف على الحقيقة، في المنظور الإسلامي بدون القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك..

جسَّدت فلسطين منذ تلك الحقبة الذهبية وحتى اليوم النموذج الأرقى للعلاقة الإسلامية المسيحية التي تزداد قوة يوما بعد يوم بالرغم من الآثار السلبية للصراعات التي غذَّتْها الحملات الاستعمارية قديما (الحروب الصليبية)، والمعاصرة (الاستعمار الغربي الحديث)، والغزو الفكري والثقافي المعادي الذي سعى أصحابه وما يزالون، لإشعال نار الفتن الدينية والقومية سعيا منهم لإحكام السيطرة على الشرق خدمة لمصالح دولهم وأهدافها في بسط الهيمنة وامتصاص خيرات الشعوب..

(3)

تطبيقا وتعزيزا للقواعد الراسخة التي أرساها القرآن العظيم والنبي الكريم والخلفاء الراشدون، تطورت هذه العلاقة الإسلامية المسيحية فيها بعد في عصور الدول الإسلامية الأموية والعباسية والعثمانية لتأخذ شكلا جعل من الكيان الإسلامي "وعاء انصهار/ Melting pot" لكل مكونات المجتمع، هيأ الفرص غير المحدودة للمسيحيين في المساهمة بشكل فاعل في صياغة الحضارة الإسلامية في مجال العلوم والسياسة والعمران وغيرها من المجالات. كما جعلهم جزءًا هامًا من الثقافة العربية، حيث شارك المثقفون في كلا الديانتين في إثراء الحياة الثقافية عموما واللاهوتية خصوصا على مدى قرون طويلة، وأصبحت اللغة العربية لغة الأم لدى المسيحيين بها يكتبون، وبها يتخاطبون، وبها يخلدون موروثهم الحضاري والديني، كما أصبحت العربية لغة الطقوس الدينية والمعاملات اليوميّة.

تحمل المسيحيون جنبا الى جنب مع إخوتهم المسلمين في الشرق عموما وفي فلسطين خصوصا تبعات مشروع النهضة الداخلية، ومسؤولية مواجهة التحديات القادمة من وراء البحار والحدود على مدار قرون طويلة وحتى اليوم، بلغت ذروتها مع بداية تنفيذ المؤامرة الغربية لتفتيت الوطن العربي (سايكس - بيكو)، وإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين (وعد بلفور)، والتي كان الانتداب البريطاني أداتهما الباطشة على الأرض، خصوصا في فلسطين التي واجهت فيها البلدات والمقدسات المسيحية ما واجهته اخواتها الإسلامية من دمار وإزالة كاملة ومصادرات، وتهجير قسري ومجازر وخراب طال كل شيء تقريبا..

كما في كل مجتمع ديناميكي حملت النخب الواعية والمثقفة في المجتمع الفلسطيني قديما وحديثا لواء الإصلاح وتحملت أعباء مشروع النهضة، ودفعت في سبيل ذلك ثمنا باهظا من الجهد والعرق والتضييق والمطاردة والملاحقة والسجن وحتى القتل والاغتيال.. كان للإخوة المسيحيين كما للمسلمين في فلسطين حضورهم اللافت في كل هذه الساحات والميادين الثقافية والفنية والسياسية والعلمية والطبية والمدنية والخدماتية وحتى الجهادية (النضالية) قبل النكبة الفلسطينية عام 1948، وأثناءها وبعدها وحتى يومنا هذا.. كما سطعت لهم نجوم في سماء السياسة والاقتصاد في دول العالم المختلفة وبالذات في أمريكا اللاتينية والتي وصل فيها عدد منهم الى مناصب سياسية رفيعة كرؤساء دول وغيرها من المناصب..  

(4)

الأب مانويل مسلم واحد من الشخصيات التي حظيت بالاحترام الكبير في أوساط الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين، وفي أوساط احرار العالم المؤمنين بحق الشعوب في الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير.. رجلُ دينٍ مسيحي، وعضوُ الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، وراعي كنيسة اللاتين في غزة سابقا.. عرفه الشعب الفلسطيني وعرفته الأمة العربية والإسلامية وشعوب العالم بجرأته وشجاعته في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، ودفاعه المستميت عن المقاومة ورجالها، وجهوده التي لا تعرف الكلل ولا الملل لإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة الفلسطينية استعدادا لمنازلة الاحتلال الإسرائيلي البغيض وهزيمة مشروعة التوسعي والإحلالي..

على المستوى الشخصي كانت لقاءاتي مع الاب مسلم قليلة من حيث العدد، لكنها كانت لقاءات غنية كأنها تجربة عمر كامل.. تشرفت من خلالها بالتعرف عليه وعلى فكره عن قرب، وملامسة تلك العواطف الجياشة التي تميز بها تجاه شعبه وقضيته، وحماسته التي لا ينضب معينها ولا تنطفئ جذوتها رغم كبر سنه، في الذود عن حياض قضيته التي كرس حياته من اجلها.. جَسَّدَ الاب مسلم الروح الفلسطينية التي لا يمكن لها ان تنهزم مهما واجهت من المخاطر ولقيت من المصاعب والتحديات.. إيمانه بالله وثقته بقدرة الشعب على بلوغ الغاية وتحقيق النصر لا يمكن ان تصفها الكلمات.. عرفته قبل ان ألقاه عبر وسائل الاعلام المختلفة وخصوصا لقاءاته التلفزيونية التي كان يجيب فيها عن أسئلة الصحفيين، فَيَشفي غليل الصدر، ويطفئ ظمأ النفس، وينير ظلمة القلب... تلقائيته، بساطته، فصاحته، عمقه، حماسته، ثوريته، عاطفته، نبرته، كلها أسباب لا تدع لأحد يتعرض اليها الا ويدخل قلبه من غير استئذان، ويحوز على احترامه دون قيد او شرط..

الاب مسلم هو مثال المسيحي المشرقي المرتبط بمشرقيته وبعروبته وبثقافته الإسلامية المسيحية، المؤمن حتى أعماق نفسه بوحدة المصير والمسير الإسلامي – المسيحي في أرض فلسطين وفي الشرق العربي والإسلامي، المناضل في سبيل تعزيز المنظومة الأخلاقية والقيمية التي لا تقبل المساومة بشأن الحق الفلسطيني الكامل وغير المنقوص والكفاح المستمر بكل الطرق المشروعة لبلوغ هذا الهدف من جهة، وعدم التفريط أو المسامحة بشأن الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة والكاملة التي لا تقصي أحدا ولا تستثني فصيلا من جهة أخرى.. العنيد في مواجهة السياسات "الانبطاحية" التي تتبناها السلطة الفلسطينية، والداعي الى وقف كل اشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال، واللجوء الى خيارات الشعب التي لا تسمح بأية تنازلات او تخفيضات لاحتلالٍ صهيونيٍّ يسعى لبسط نفوذه على كل ذرة تراب في فلسطين وإن بالتدريج مستغلا حالة الانحطاط التي يعيشها العالم العربي، والانحياز الأمريكي – الغربي لإسرائيل بالرغم من انتهاكاتها المستمرة للشرعية الدولية ولحقوق الشعب الفلسطيني جهارا نهارا..

ليس مفهوما ضمنا ان تكون للاب مانويل مسلم علاقاته المتينة مع حماس، ودعمه الكامل وغير المشروط لدورها على الساحة الفلسطينية.. تذكرني علاقته هذه مع حماس، وصلاته القوية مع علماء فلسطين وقياداتها الدينية، بصور رسخت في الوجدان الفلسطيني والعربي على اعتبارها من المكونات التي يعتز بها شعبنا وتعتز بها امتنا.. أعنى التقاء عمامة الشيخ/العالم المسلم وقلنسوة رجل الدين المسيحي في ميادين النضال بكل أشكالها، وتعانق الهلال مع الصليب في كل أرجاء فلسطين، كشهود على تعانق الفضائل، وتلاحم المصائر، ووحدة الأهداف والبشائر..

لذلك لم استغرب أبدا ان يكون الاب مسلم عضوا في الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، ورئيسا للهيئة الفلسطينية المستقلة لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين (حكم)، وعضوا في هيئة العمل الوطني في غزة، وعضوا مؤسسا في بيت الحكمة في غزة، وعضوا مؤسسا في لجنة كسر الحصار المفروض على غزة، وعضوا ناشطا أيضا في لجان مهتمة بالمصالحة الوطنية الفلسطينية، وناطقا غير رسمي قويا وعنيدا باسم فلسطين وقضيتها بكل العنفوان والكبرياء الفلسطيني، وذلك في كل وسائل الاعلام المحلية والعالمية.

لم ننسى ولن ننسى مواقفه الخالدة التي وقفها في أوقات عصيبة كان فيها الشعب الفلسطيني يتعرض الى عمليات إبادة خلال الحروب التي شنتها إسرائيل على غزة 2009 و 2012 و2014، منحازا الى شعبه واضعا كل إمكانات الكنيسة تحت تصرف الشعب الفلسطيني المنكوب، ومُنازِلا الاحتلال في كل ساحة إعلامية وسياسية، وفاضحا جرائم حربه الوحشية من على كل منبر..

بوصلة الاب مسلم لم تنحرف أبدا عن الاتجاه الصحيح، والذي هو خيار الشعب في استرداد الوطن والقدس بمساجدها وكنائسها، وبالعودة وكنس الاحتلال وإنجاز الاستقلال الذي لن يُبقي للأول أثرا.. سار وما يزال من وراء بوصلته ثابتَ الخطى راسخ القدم واثقا في الغد الذي ستتنفس شمسه كرامة وعزة ووحدة واستقلالا وحرية شاء من شاء وأبى من أبى..  

(5)

لم أجد في نهاية مقالي هذا أروع من رسالته التي وجهها الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس على خلفية مشاركته في جنازة الرئيس الاسرائيلي السابق شمعون بيرس، والتي تلخص فلسفته الشعبية العميقة والمؤثرة التي حجزت له مكانا رفيعا ومميزا في قلوب الملايين، وفي الصفوف الأولى لقيادة الشعب الفلسطيني ورواده.

عَنْوَنَ الاب مسلم رسالته التي نشرها على صفحته على "فيسبوك" في حينه، بالمثل الشعبي الشهير "كل اشي قرضة ودين حتى دموع العين"...

قال في رسالته لأبي مازن: "هل حضر شارون جنازة ابو عمار وتباكى عليه يا سيادة الرئيس حتى تسد الدين بدموع التماسيح على بيرس؟ وهل قُرِعت الاجراس في الكنائس وصدح صوت القرآن الكريم على المآذن حزنا لِتنقل مشاعر لوعتك الى بيت فقيد الصهيونية قاتل شعبك ومحتل ارضك ومصّاص دماء شهدائك.

اليوم بعملك هذا احتلت إسرائيل حقا فلسطين كلها، اليوم سقط مشروعك الوطني، اليوم سقطت السلطة الفلسطينية وجميع مؤسساتها.

اليوم أنت طُردتَ من قلوب الاحرار فابحث لك عن مغارة بين لصوص إسرائيل تأوي اليها.

اليوم نصرخ في وجهك عيب عليك أن تسكن قلوب الاشكناز والسفرديم والبولونيين والروس الصهاينة بدل قلوب الكرام الاجاويد المناضلين الاباة من شعبك.

اليوم ابتدأت نهاية نضالك وابتدأ نضال شعب فلسطين ليقهر عدونا فيموت ذليلا مهيض الجناح كسيرا وهو يدافع عن قضيته الخرقاء الظالمة الصهيونية.

اليوم فهمنا مقولة الاسكندر الكبير انا لا اخاف جيشا من الاسود يقودها خروف لكني اخاف جيشا من الخراف يقودها اسد؟ فهمنا لماذا لم يخف منا العالم وإسرائيل، لغياب الاسد في قيادتنا.

نحن نعلم أننا سنكون في خطر إذا قاومناك لأنك أنت في مركز قوة الباطل، وقد تكون حياتنا عرضة للمهانة وحتى الهلاك؛ لكننا سنحوّل كل آلامنا إلى شجاعة ونقولها لك: الشعب يريد رحيل الرئيس".. نهاية الرسالة..

قد نتفق وقد نختلف في بعض جوانب رسالته، لكننا لن نختلف على أنه كان صادقا في التعبير عما يجيش في صدر كل فلسطيني يرى الاحتلال الإسرائيلي يغتال وطنه وشعبه ومقدساته، بينما لا يتجاوز قادته في مواجهته الا الكلمات التي ما أوقفت مصادرة لأرض ولا سفكا لدم، ولا انتهاكا لمقدس..

(6)

هذا هو الاب مانويل مسلم.. لكل ما ذكرت ولم أذكر مما لم تتسع له هذه الصفحات، نحبه ونحترمه، وندعو له بمديد العمر والمزيد من العطاء..

**** الرئيس السابق للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف