الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مجتمع الكراهية بقلم:حمادة فراعنة

تاريخ النشر : 2019-12-04
مجتمع الكراهية بقلم:حمادة فراعنة
مجتمع الكراهية
حمادة فراعنة
قبل أن يعودوا من تونس إلى فلسطين، كان ثمة أوهام لدى قادة منظمة التحرير أن المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي سوبرمان، وبعد أن نجح الرئيس الراحل ياسر عرفات، على نقل الموضوع الفلسطيني من المنفى إلى الوطن، وكان هذا آخر إنجازاته، وتعبيراً عن هذا الفهم، خاطب سميح عبد الفتاح أبو هشام- له العافية والشفاء، مستشار الأمن الوطني للرئيس الفلسطيني محمود عباس خاطب محدثيه من الطرف الآخر خلال أحد الاجتماعات الرسمية بقوله:
" حينما كنا في الخارج كنا نتوهم أنكم عباقرة وأفرادكم سوبرمان، ولكن حينما عدنا للبلاد والتقينا معكم، تبين لنا أنكم مثلنا تحملون من الإيجابيات ما نسعى للتعلم منها، ومن السلبيات تفوق انحدارنا مما يفرض علينا التخلص منها".
ثمة اعتقاد سائد مفاده أن العداء للآخر من قبل الصهيونية وثقافة الأغلبية لدى المجتمع الإسرائيلي تقتصر على كرههم للفلسطينيين والعرب، للمسلمين وللمسيحيين فقط، ولكن تبين للفلسطينيين القادمين بعد أن تعلموا من أشقائهم الفلسطينيين المقيمين بشكل خاص أبناء مناطق 48 الأكثر احتكاكاً ومعرفة والتصاقاً بالإسرائيليين، تبين لهم أن الإسرائيليين مثل كل المجتمعات المتخلفة، ولديهم مظاهر المجتمعات المتفوقة العنصرية يكرهون الآخر، فالعداء للشرقيين من قبل الاشكناز صفة عميقة كامنة، وعداء المتدينين لغيرهم من اليهود لا يقل عن عداء داعش والقاعدة لعامة المسلمين، وعداء المحافظين نحو الليبراليين لا يحتاج لقوة التدقيق، ففي أيام احتجاجات الأثيوبيين في شهر تموز 2019 ضد السياسات الحكومية العنصرية تم معاملتهم بقسوة وقمع شديدين وكأنهم غير يهود، واليوم تظهر مظاهر الاحتجاجات المؤيدة والمعارضة لنتنياهو في ميادين تل أبيب أنها تتجاوز المعايير الديمقراطية وتعكس التعارض الشديد بين المصالح، فالمعسكر الثلاثي: اليميني واليميني المتطرف مع المتدينين اليهود والمتشددين يشعرون أن خسارتهم في نتنياهو خسارة لوحدة معسكرهم وتفوقهم واستمرارية تماسك تحالفهم ولذلك يحرصون على الحفاظ على تحالفهم وأن يبقوا الأغلبية مع نتنياهو حتى ولو كان فاسداً.
المجتمع الإسرائيلي رغم قوته وتفوقه مازال في طور التكوين، لم يصل بعد إلى حالة الاستقرار والثبات، ومثلما هي حدودهم الجغرافية السياسية غير ثابتة متحركة وفق موازين القوى وتدفق المستوطنين ومظاهر التوسع الاستعماري، فالبنى الاجتماعية عندهم أيضاً غير ثابتة ومتحركة، سواء باتجاه استيعاب المزيد من القادمين الجدد، أو من خسارة الراحلين الذين حصلوا على جواز السفر الذي يؤهلهم لدخول أوروبا وأميركا بيسر وسهولة.
إبراهيم صرصور الرئيس السابق للحركة الإسلامية في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، ابن مدينة كفر قاسم يقول في مقالة قارئة للوضع الإسرائيلي المأزوم:
" ما من شك أن إسرائيل تعيش مرحلة انحطاط داخلي على المستوى القيمي والسياسي والتنظيمي، وقد يشكل ذلك خطوة متقدمة على طريق انهيارها، وما بقي إلا أن تهب ريح من مكان ما حتى تنزع تفوقها تماماً ".
المجتمع الإسرائيلي يحمل مظاهر انهياره، لأنه متوتر، غير متجانس، يقوم على كراهية الآخر والبطش به، ويحمل بذور هزيمته.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف