في التراسل الأدبيّ التونسيّ الفرنسيّ أُوبَالينْ ألّونْدَايْ
Opaline Allandet
شاعرة حديد زاهر
محمّد خريّف*
منذ بداية سنة ألفين، تعرفت بالصدفة على نصّ شعريّ منشور في الانترنيت ، أعجبني فكتبت عنه كلاما لعله أعجب صاحبته في ذلك وكنت لا أعرف شيئا عنها إذ ظننتها قبل ذلك شاعرة مبتدئه ، فإذا هي سيّدة فرنسيّة من عمُري على ما أخمّن في ذلك الوقت، هي امرأة من بيزنسون الفرنسية وجدتها من خلال رسائلها الأولى قلقة متبرّمة بالحياة متشائمة من المرض، تبحث عن منتفس لها في الكتابة الشعريّة تريحها من ضيقها ، تواصلت صداقتنا الأدبيّة عن طريق تبادل الكتابات النثرية والشعرية، فكانت متحفظة إلى أبعد حدّ ،إذ لا تحب أن تظهرفي الإثناء للعموم باسمها الحقيقي ولقبها ،فلا تمضي قصائدها بقيريال ديمون كوتيترياي وهو اسمها الحقيقي على ما يبدو بل بأوبالين ألونداي أو بأوميرود دي مون كوتورياي ، فالمرأة إذن احسبها واقعة تحت ضغط الأسماء المستعارة ، ولعلها تجد فيها راحتها والمهم عند ها حسب فهمي الشعر لا اسم الشاعرة ولقبها وموطنها، فهويتها الوجدانية أهم من هويتها الاجتماعية،والمرأة بمناي عن قيود الاسم واللقب الحقيقيين واكراهاتهما تفكر بحرّيّة وتكتب بحريّة ، وان كانت مع ذلك قد تحكي في حميميّة الصفاء والودّ ،ومن باب الثقة عن البعض من دقائق حياتها الاجتماعية وطرائفها، وهي تعِد نفسها وتعدني في كل مرة بالنشر المشترك لِما كنّا نكتبه معا، ومنه تجربة في الكتابة تحت بعنوان:
La douce supplique
وهو عبارة عن حوارية شعرية متبادلة بيني وبينها على امتداد سنوات، فالشاعرة كانت حسب فهمي المتواضع متعلقة بالأشياء البسيطة في الحياة فتغني للحب والأزهار والفصول ولاسيما الربيع والخريف وهي امرأة حديد زاهر جديرة بكل صداقة لا تعرف الحدود لها سبيلا فهي تكتب عن الحب قائلة بلغتها الفرنسية :
" Sur l'amour....
L'amour si puissant danse sur un fil
Que tu plies et tords"
"قابا" كما يحلو لي أن أسمّيها أنا "مُوحا" والتسمية من عندها ،تعلقت بالكتابة إلى حدّ الهوس من اجل البقاء على قيد تلك الحياة التي تعشقها في مواجهة شبح الموت مع تأجيل التنفيذ مع تأجيل التنفيذ ،هي جرّبت الرسم إلى جانب الولع بالشعر وألوانه ومنه الهايكو، كما جربت فنون الكتابة الأخرى كالرواية التاريخية والبوليسية،وقد نشرت روايات ومجموعات شعرية أهدتني بعضها لقراءتها والتعليق عليها بما قد لايواتيها وقد يواتيني
....ومنها مجموعة .
« Soirée d’azur »
تجربة مهمّة في التراسل الأدبي الفرنسي التونسي أتمرت صداقة افتراضية ، مع شاعرة مميزة تتحدى المرض برقة أشعارها سهلة ممتنعة كما تتحدى عقبات الهوية وأوهامه أفكارها المسبقة بلا انتهاء ، إذ غامرت بالكتابة فكان لها أصدقاء من قرائها الافتراضيين ، فوجدت في هويتها الشعرية الحديثة أفيونها اليومي المفضل و لعل في ذلك ملاذها وانسها، به تسهو عن غربتها و تتحرر من أشباح وحشتها فينتعش قلبها وينبض شريان حياته متمرّدا على الداء وعواصف خريف العمر فيغدو ربيعا مرحا يزهر في الكلمات....
وهكذا استمرت علاقتي الحميميّة ب"قابا" الصديقة الفرنسية الشاعرة هي كما هي حتى النصف الثاني من شهر اكتوبر2019 حيث فقدت الاتصال بها ولعله في هذه المرّة يأتيني من الإخبار مالم أزوّد ؟
محمّد خريّف
كاتب تونسي
Opaline Allandet
شاعرة حديد زاهر
محمّد خريّف*
منذ بداية سنة ألفين، تعرفت بالصدفة على نصّ شعريّ منشور في الانترنيت ، أعجبني فكتبت عنه كلاما لعله أعجب صاحبته في ذلك وكنت لا أعرف شيئا عنها إذ ظننتها قبل ذلك شاعرة مبتدئه ، فإذا هي سيّدة فرنسيّة من عمُري على ما أخمّن في ذلك الوقت، هي امرأة من بيزنسون الفرنسية وجدتها من خلال رسائلها الأولى قلقة متبرّمة بالحياة متشائمة من المرض، تبحث عن منتفس لها في الكتابة الشعريّة تريحها من ضيقها ، تواصلت صداقتنا الأدبيّة عن طريق تبادل الكتابات النثرية والشعرية، فكانت متحفظة إلى أبعد حدّ ،إذ لا تحب أن تظهرفي الإثناء للعموم باسمها الحقيقي ولقبها ،فلا تمضي قصائدها بقيريال ديمون كوتيترياي وهو اسمها الحقيقي على ما يبدو بل بأوبالين ألونداي أو بأوميرود دي مون كوتورياي ، فالمرأة إذن احسبها واقعة تحت ضغط الأسماء المستعارة ، ولعلها تجد فيها راحتها والمهم عند ها حسب فهمي الشعر لا اسم الشاعرة ولقبها وموطنها، فهويتها الوجدانية أهم من هويتها الاجتماعية،والمرأة بمناي عن قيود الاسم واللقب الحقيقيين واكراهاتهما تفكر بحرّيّة وتكتب بحريّة ، وان كانت مع ذلك قد تحكي في حميميّة الصفاء والودّ ،ومن باب الثقة عن البعض من دقائق حياتها الاجتماعية وطرائفها، وهي تعِد نفسها وتعدني في كل مرة بالنشر المشترك لِما كنّا نكتبه معا، ومنه تجربة في الكتابة تحت بعنوان:
La douce supplique
وهو عبارة عن حوارية شعرية متبادلة بيني وبينها على امتداد سنوات، فالشاعرة كانت حسب فهمي المتواضع متعلقة بالأشياء البسيطة في الحياة فتغني للحب والأزهار والفصول ولاسيما الربيع والخريف وهي امرأة حديد زاهر جديرة بكل صداقة لا تعرف الحدود لها سبيلا فهي تكتب عن الحب قائلة بلغتها الفرنسية :
" Sur l'amour....
L'amour si puissant danse sur un fil
Que tu plies et tords"
"قابا" كما يحلو لي أن أسمّيها أنا "مُوحا" والتسمية من عندها ،تعلقت بالكتابة إلى حدّ الهوس من اجل البقاء على قيد تلك الحياة التي تعشقها في مواجهة شبح الموت مع تأجيل التنفيذ مع تأجيل التنفيذ ،هي جرّبت الرسم إلى جانب الولع بالشعر وألوانه ومنه الهايكو، كما جربت فنون الكتابة الأخرى كالرواية التاريخية والبوليسية،وقد نشرت روايات ومجموعات شعرية أهدتني بعضها لقراءتها والتعليق عليها بما قد لايواتيها وقد يواتيني
....ومنها مجموعة .
« Soirée d’azur »
تجربة مهمّة في التراسل الأدبي الفرنسي التونسي أتمرت صداقة افتراضية ، مع شاعرة مميزة تتحدى المرض برقة أشعارها سهلة ممتنعة كما تتحدى عقبات الهوية وأوهامه أفكارها المسبقة بلا انتهاء ، إذ غامرت بالكتابة فكان لها أصدقاء من قرائها الافتراضيين ، فوجدت في هويتها الشعرية الحديثة أفيونها اليومي المفضل و لعل في ذلك ملاذها وانسها، به تسهو عن غربتها و تتحرر من أشباح وحشتها فينتعش قلبها وينبض شريان حياته متمرّدا على الداء وعواصف خريف العمر فيغدو ربيعا مرحا يزهر في الكلمات....
وهكذا استمرت علاقتي الحميميّة ب"قابا" الصديقة الفرنسية الشاعرة هي كما هي حتى النصف الثاني من شهر اكتوبر2019 حيث فقدت الاتصال بها ولعله في هذه المرّة يأتيني من الإخبار مالم أزوّد ؟
محمّد خريّف
كاتب تونسي