
بسم الله الرحمن الرحيم
"كلمتين وبس " للمقاومة
بقلم / المهندس نهاد الخطيب *
يُذكرنا العنوان بالبرنامج الإذاعي الشهير للمثل المصري فؤاد المهندس، وهذا يدل على أي مدي نحن الفلسطينيون وربما معنا أغلب العرب، مصريو الثقافة رغم أن هذا ليس موضوعنا. ربما يحتل موضوع المستشفى الأمريكي في غزة حيزاً هاماً من النقاش بين الفلسطينيين في صالوناتهم أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو يشير ضمن أشياء أخرى الى حجم هائل لا يطاق من النفاق الأمريكي ومن السذاجة السياسية لأولئك القابضون على زمام السلطة في غزة، ولكن مرة أخرى ليس هذا موضوعنا الأن، فموضوع الطائرات بدون طيار أو ما يُقال عنه بالطائرات المسيرة يبدو في تقديرنا أكثر إلحاحاً.
في منطقتنا وفي صراعنا مع الغزاة بدأ موضوع الدرونز
(Drones ) يحتل حيزاً ذا أهمية استراتيجية أكبر فمن عمليات المراقبة وجمع المعلومات الى تنفيذ عمليات اغتيال كما حصل مع أحد قادة المقاومة مؤخراً. الشاهد أن استعمال هذا السلاح بكثافة في غزة وبهدف تنفيذ عمليات اغتيال لابد وأن يكون قد بدأ يُشكل هاجساً استراتيجياً للمقاومين كما أصبح أيضاً مصدر مباهاة وتبجح من زعيم الإرهابيين القتلة بنيامين نتنياهو، وعليه فالمقاومة، وخصوصا بعد أن أصبح احتمال أن يكون العدو قد استخدم الذكاء الاصطناعي في برنامج التهديف للطائرة، وهنا نتكلم من باب النصح والحرص على حياة المقاومين، أمامها ،أي المقاومة، مهمتان أساسيتان في هذا الموضوع: أولاً ابتكار وسائل تحد من فعالية هذا السلاح الخطير وثانياً محاولة ابتكار وسائل لاستخدام نفس السلاح ضد العدو، وفي الحالتين نحن بحاجة الى ابتكار يعني تفكير جديد.
لنعد الى التاريخ قليلاً لاستخلاص العبر ففي معركة القادسية ضد الفرس، دفع الفرس بسلاح جديد لم يألفه العرب وهو الفيلة الذي كان يمثل تغيراً نوعياً كافياً لحسم المعركة لصالحهم وبسرعة قياسية ولكن أحدهم، أي العرب المسلمون، فكر بنقطة ضعف الفيل وهي عيناه فوجهوا سهامهم الى عيون الفيلة فانقلب السلاح ضدهم أي الفرس وكسب المسلمون المعركة والحرب كلها.
وفي حرب أكتوبر القريبة كانت تواجه القيادة العسكرية المصرية مشكلتان تبدوان بسيطتان: الأولي كيفية تامين المؤونة للجنود العابرون الى الضفة الأخرى والثانية هي كيفية إزالة الحاجز الترابي على الشاطئ الشرقي لقناة السويس ،الفريق سعد الدين الشاذلي قام بعملية عصف ذهني على مستوى الجنود وصغار الضباط ، فقد كان يزوروهم في قواعدهم ويطرح عليهم المشكلتان ، وهنا لا تغركم الأسماء والألقاب والشهادات الكبيرة، فقد جاء الحل للمشكلتين من ضباط صغار ،صف ضابط أو ما دون ذلك بأن يحمل كل جندي على ظهره مؤونة ثلاثة أيام تكون بعدها القيادة قادرة على تدبير الأمر والمشكلة الثانية كان حلها استخدام خراطيم مياه مضغوطة لإزالة الساتر الترابي وهذا ما كان ونجح الأمر .
رسالتنا هنا هي أنه يجب تطوير خبرات محلية لمواجهة أي مستجدات نوعية من قبيل الدرونز وهذا لا يمنع بالطبع من الاستفادة مما وصل اليه الأخرون شرط تكييفها وتوطينها لتلائم ظروفنا الخاصة بعد أن نكون قد هضمناها تماما وأضفنا اليها بصماتنا
يرحمكم الله
*ماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية
البريد الإلكتروني [email protected] .
"كلمتين وبس " للمقاومة
بقلم / المهندس نهاد الخطيب *
يُذكرنا العنوان بالبرنامج الإذاعي الشهير للمثل المصري فؤاد المهندس، وهذا يدل على أي مدي نحن الفلسطينيون وربما معنا أغلب العرب، مصريو الثقافة رغم أن هذا ليس موضوعنا. ربما يحتل موضوع المستشفى الأمريكي في غزة حيزاً هاماً من النقاش بين الفلسطينيين في صالوناتهم أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو يشير ضمن أشياء أخرى الى حجم هائل لا يطاق من النفاق الأمريكي ومن السذاجة السياسية لأولئك القابضون على زمام السلطة في غزة، ولكن مرة أخرى ليس هذا موضوعنا الأن، فموضوع الطائرات بدون طيار أو ما يُقال عنه بالطائرات المسيرة يبدو في تقديرنا أكثر إلحاحاً.
في منطقتنا وفي صراعنا مع الغزاة بدأ موضوع الدرونز
(Drones ) يحتل حيزاً ذا أهمية استراتيجية أكبر فمن عمليات المراقبة وجمع المعلومات الى تنفيذ عمليات اغتيال كما حصل مع أحد قادة المقاومة مؤخراً. الشاهد أن استعمال هذا السلاح بكثافة في غزة وبهدف تنفيذ عمليات اغتيال لابد وأن يكون قد بدأ يُشكل هاجساً استراتيجياً للمقاومين كما أصبح أيضاً مصدر مباهاة وتبجح من زعيم الإرهابيين القتلة بنيامين نتنياهو، وعليه فالمقاومة، وخصوصا بعد أن أصبح احتمال أن يكون العدو قد استخدم الذكاء الاصطناعي في برنامج التهديف للطائرة، وهنا نتكلم من باب النصح والحرص على حياة المقاومين، أمامها ،أي المقاومة، مهمتان أساسيتان في هذا الموضوع: أولاً ابتكار وسائل تحد من فعالية هذا السلاح الخطير وثانياً محاولة ابتكار وسائل لاستخدام نفس السلاح ضد العدو، وفي الحالتين نحن بحاجة الى ابتكار يعني تفكير جديد.
لنعد الى التاريخ قليلاً لاستخلاص العبر ففي معركة القادسية ضد الفرس، دفع الفرس بسلاح جديد لم يألفه العرب وهو الفيلة الذي كان يمثل تغيراً نوعياً كافياً لحسم المعركة لصالحهم وبسرعة قياسية ولكن أحدهم، أي العرب المسلمون، فكر بنقطة ضعف الفيل وهي عيناه فوجهوا سهامهم الى عيون الفيلة فانقلب السلاح ضدهم أي الفرس وكسب المسلمون المعركة والحرب كلها.
وفي حرب أكتوبر القريبة كانت تواجه القيادة العسكرية المصرية مشكلتان تبدوان بسيطتان: الأولي كيفية تامين المؤونة للجنود العابرون الى الضفة الأخرى والثانية هي كيفية إزالة الحاجز الترابي على الشاطئ الشرقي لقناة السويس ،الفريق سعد الدين الشاذلي قام بعملية عصف ذهني على مستوى الجنود وصغار الضباط ، فقد كان يزوروهم في قواعدهم ويطرح عليهم المشكلتان ، وهنا لا تغركم الأسماء والألقاب والشهادات الكبيرة، فقد جاء الحل للمشكلتين من ضباط صغار ،صف ضابط أو ما دون ذلك بأن يحمل كل جندي على ظهره مؤونة ثلاثة أيام تكون بعدها القيادة قادرة على تدبير الأمر والمشكلة الثانية كان حلها استخدام خراطيم مياه مضغوطة لإزالة الساتر الترابي وهذا ما كان ونجح الأمر .
رسالتنا هنا هي أنه يجب تطوير خبرات محلية لمواجهة أي مستجدات نوعية من قبيل الدرونز وهذا لا يمنع بالطبع من الاستفادة مما وصل اليه الأخرون شرط تكييفها وتوطينها لتلائم ظروفنا الخاصة بعد أن نكون قد هضمناها تماما وأضفنا اليها بصماتنا
يرحمكم الله
*ماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية
البريد الإلكتروني [email protected] .