غريبي بوعلام
حكمة
طحن الأشواك؛ تقاطر العسل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة في الومضة القصصية (حكمة) الفائزة بالمركز الأول في المسابقة الأسبوعية رقم 13 (أول الأوائل لعام 2019)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان (حكمة): اتزان، رصانة، عقلانية، خبرة، عبرة، موعظة، هداية...
يقول (إبراهيم اليازجي):
لله منشئها اللبيب فكم بدت *** منه نوابغ حكمة لم تنكر.
تلك شهادة حق ينطق بها لسان حالنا الآن، و نحن نطالع هذه الومضة القصصية لكاتبنا الهمام الأستاذ غريبي بوعلام؛ فنردد ما قاله (إيليا أبو ماضي):
(خبّرنا) إنّ فيك لنا *** حكمة تعلو على الحكم.
فيخبرنا في مطلع (حكمته القصصية) المعروضة؛ بأن بطل نصه (طحن الأشواك): هشمها، حطمها، دقها، سحقها...
و (الأشواك) هنا: كناية عن المصاعب و العقبات التي اعترضت طريقه؛ فلم ينكص على عقبيه، بل سحقها، مصرا على الوصول إلى هدفه الأسمى، مهما كلفه هذا من جهد و وقت.
فيا بطل ومضته القصصية سلمت و دمت؛ فقد أزحت عن طريقك تلك (الأشواك البشرية) على نحو وصف (أبو إسحاق الألبيري):
سحقتهم و ديارهم سحق الرحا *** فعليهم وعلى ديارهم العفا.
فأبشر بما تحقق من: (تقاطر العسل) نتيجة تلك العزيمة التي قال فيها (ابن نباتة المصري):
عزيمة السعي ما خابت وسائلها...
و لعل المتأمل في عبارة (تقاطر العسل) يلاحظ أن الكاتب استخدم لفظ (تقاطر): دليل على الاستمرارية و الدوام؛ يقول (ابن جني):
كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطرِ *** من الربِيعِ، دائمُ التَّقاطُرِ
و هكذا يزرعون له الأشواك؛ فيستخلص من سحقه لها العسل، تلك هي الصورة الرمزية الموحية؛ فإذا ما استعرنا من الطبيعة صورة حقيقية موازية؛ نجد أن: النحل يلدغ؛ فيقطر صاحبنا منه العسل؛ يقول بيت الحكمة:
إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَها *** و حالفَها فِي بَيْت نُوبٍ عَواسِلِ
و طبقا للبناء الفني للومضة القصصية، ذلك الجنس الأدبي الذي ابتكرته من خلال المزاوجة بين أدب التوقيعات (الحكمة) و فن (القص)؛ استطاع الكاتب أن يتحفنا بهذا النص، الذي وجه من خلاله رسالة ـ غير مباشرة ـ في قالب (الحكمة القصصية) بشكل مكثف، مفارق، موحٍ، مدهش، و بنهاية مباغتة؛ متسقة مع ما ذكره (مالك حداد):
"علينا أن نتحلّى بشجاعة النّحل كي نستحقّ العسل".
فإذا كان النحل ينتج العسل من الأزهار؛ فالعزيمة: (نحلة) يمكنها أن تنتج العسل من الشوك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقوال مأثورة ذات علاقة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ لم يصنع العسل لتأكله الحمير. (مثل إسباني)
ـ الكلام يشبه النحل: فيه العسل و فيه الإبر. (مثل سويسري)
ـ الذبابة لا تنتج العسل و لو كان حجمها أكبر من النحلة. (مثل أمازيغي)
ـ من يبحث عن العسل؛ عليه أن يحتمل لسعات النحل. (جوزيف جوبرت)
ـ العقبات هي تلك الاشياء المخفية التي تراها عندما ترفع عينيك عن الهدف. (حنا مور)
ـ الضربات القوية تهشم الزجاج، لكنها تصقل الحديد. (ألكسندر بوشكين)
ـ لا تستسلم، اتعب الآن ثم عش بطلا بقية حياتك. (محمد علي كلاي)
ـ لا تتم الاعمال العظيمة بالقوة، و لكن بالإرادة و العزيمة و المثابرة. (صمويل جونسون)
ـ إن عزيمة تتعثر في طريق الخير، غير عزيمة استحكمت في طريق الشر. (محمد الغزالي).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(*) مجدي شلبي
عضو اتحاد كتاب مصر ـ و مبتكر فن (الومضة القصصية)
حكمة
طحن الأشواك؛ تقاطر العسل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة في الومضة القصصية (حكمة) الفائزة بالمركز الأول في المسابقة الأسبوعية رقم 13 (أول الأوائل لعام 2019)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ مجدي شلبي (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان (حكمة): اتزان، رصانة، عقلانية، خبرة، عبرة، موعظة، هداية...
يقول (إبراهيم اليازجي):
لله منشئها اللبيب فكم بدت *** منه نوابغ حكمة لم تنكر.
تلك شهادة حق ينطق بها لسان حالنا الآن، و نحن نطالع هذه الومضة القصصية لكاتبنا الهمام الأستاذ غريبي بوعلام؛ فنردد ما قاله (إيليا أبو ماضي):
(خبّرنا) إنّ فيك لنا *** حكمة تعلو على الحكم.
فيخبرنا في مطلع (حكمته القصصية) المعروضة؛ بأن بطل نصه (طحن الأشواك): هشمها، حطمها، دقها، سحقها...
و (الأشواك) هنا: كناية عن المصاعب و العقبات التي اعترضت طريقه؛ فلم ينكص على عقبيه، بل سحقها، مصرا على الوصول إلى هدفه الأسمى، مهما كلفه هذا من جهد و وقت.
فيا بطل ومضته القصصية سلمت و دمت؛ فقد أزحت عن طريقك تلك (الأشواك البشرية) على نحو وصف (أبو إسحاق الألبيري):
سحقتهم و ديارهم سحق الرحا *** فعليهم وعلى ديارهم العفا.
فأبشر بما تحقق من: (تقاطر العسل) نتيجة تلك العزيمة التي قال فيها (ابن نباتة المصري):
عزيمة السعي ما خابت وسائلها...
و لعل المتأمل في عبارة (تقاطر العسل) يلاحظ أن الكاتب استخدم لفظ (تقاطر): دليل على الاستمرارية و الدوام؛ يقول (ابن جني):
كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطرِ *** من الربِيعِ، دائمُ التَّقاطُرِ
و هكذا يزرعون له الأشواك؛ فيستخلص من سحقه لها العسل، تلك هي الصورة الرمزية الموحية؛ فإذا ما استعرنا من الطبيعة صورة حقيقية موازية؛ نجد أن: النحل يلدغ؛ فيقطر صاحبنا منه العسل؛ يقول بيت الحكمة:
إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَها *** و حالفَها فِي بَيْت نُوبٍ عَواسِلِ
و طبقا للبناء الفني للومضة القصصية، ذلك الجنس الأدبي الذي ابتكرته من خلال المزاوجة بين أدب التوقيعات (الحكمة) و فن (القص)؛ استطاع الكاتب أن يتحفنا بهذا النص، الذي وجه من خلاله رسالة ـ غير مباشرة ـ في قالب (الحكمة القصصية) بشكل مكثف، مفارق، موحٍ، مدهش، و بنهاية مباغتة؛ متسقة مع ما ذكره (مالك حداد):
"علينا أن نتحلّى بشجاعة النّحل كي نستحقّ العسل".
فإذا كان النحل ينتج العسل من الأزهار؛ فالعزيمة: (نحلة) يمكنها أن تنتج العسل من الشوك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقوال مأثورة ذات علاقة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ لم يصنع العسل لتأكله الحمير. (مثل إسباني)
ـ الكلام يشبه النحل: فيه العسل و فيه الإبر. (مثل سويسري)
ـ الذبابة لا تنتج العسل و لو كان حجمها أكبر من النحلة. (مثل أمازيغي)
ـ من يبحث عن العسل؛ عليه أن يحتمل لسعات النحل. (جوزيف جوبرت)
ـ العقبات هي تلك الاشياء المخفية التي تراها عندما ترفع عينيك عن الهدف. (حنا مور)
ـ الضربات القوية تهشم الزجاج، لكنها تصقل الحديد. (ألكسندر بوشكين)
ـ لا تستسلم، اتعب الآن ثم عش بطلا بقية حياتك. (محمد علي كلاي)
ـ لا تتم الاعمال العظيمة بالقوة، و لكن بالإرادة و العزيمة و المثابرة. (صمويل جونسون)
ـ إن عزيمة تتعثر في طريق الخير، غير عزيمة استحكمت في طريق الشر. (محمد الغزالي).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(*) مجدي شلبي
عضو اتحاد كتاب مصر ـ و مبتكر فن (الومضة القصصية)