إبراهيم الشابوري
تَقَاعُس
حلَّق بأحلامه؛ استيقظ في مكانه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة تحليلية بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان (تقاعس): تثاقل، تكاسل، تقاعد... يقول الشاعر (أحمد محرم):
أنرى الممالك كل يومٍ حولنا *** تسعى و نحن على الرجاء قعود.
و يقول الشاعر (معروف الرصافي):
له الله من واد تكاسل أهله *** فباتوا عِطاشا حوله و جياعا.
فعن أي شيء تكاسل و تقاعد (بطل) هذه الومضة القصصية المعروضة؟:
ـ (حلق بأحلامه): أي اكتفى بالتحليق بأحلامه الخيالية متقاعسا عن السعي لتحقيقها على أرض الواقع؛ غير عابئ بما يقوله الشاعر (أحمد شوقي):
و ما نيل المطالب بالتمني *** و لكن تؤخـذ الدنيا غلابا.
و ما استعصى على قومِ منالٌ *** إذا الإقدام كان لهم ركابا.
فماذا حدث لمن اتخذ من (التقاعس) عنوانا، و (التكاسل) سلوكا و (التقاعد) منهاجا؟:
ـ (استيقظ في مكانه): أي صحا و استفاق و انتبه على حقيقة قول الشاعر (جبران خليل جبران):
العيش فيما يراه يقظة شغلت *** بالسعي و الجد لا رؤيا و لا حلم.
فكاد لسانه ينطق بقول الشاعر (بدر شاكر السياب):
و في غمرة أوهامي *** و في يقظة آلامي
سدى قضيت أعوامي *** على شطآن أوهامي.
و الكاتب في ومضته القصصية هنا يعرض تلك الصورة السلبية؛ لتكون عظة و عِبرة؛ (إنّ فيها عبرة للمستفيد) كما قال الشاعر (إيليا أبو ماضي)، أو ـ ما دمنا بصدد ومضة (برقة) ـ فلنقل (عَبرة من الإيماض) كما قال الشاعر (أبو تمام) و هي أيضا عَبرات ندم و دموع ألم، على ما آل إليه حاله، من ضياع لعمره في الأوهام، دون أن يتقدم خطوة إلى الأمام؛ (فلنأخذ مما ورد عبرة، و مما مضى خبرة).
هذه هي الحكمة التي أراد الكاتب أن يوصلها لقارئه من خلال ومضته القصصية، التي زاد من عظمة حكمتها؛ ذلك الحسن و البهاء، المتمثل في المقابلة بين شطري النص، و السجع في (أحلامه/ مكانه).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) مجدي شلبي
عضو اتحاد كتاب مصر ـ و مبتكر فن (الومضة القصصية)
تَقَاعُس
حلَّق بأحلامه؛ استيقظ في مكانه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة تحليلية بقلم/ مجدي شلبي (*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العنوان (تقاعس): تثاقل، تكاسل، تقاعد... يقول الشاعر (أحمد محرم):
أنرى الممالك كل يومٍ حولنا *** تسعى و نحن على الرجاء قعود.
و يقول الشاعر (معروف الرصافي):
له الله من واد تكاسل أهله *** فباتوا عِطاشا حوله و جياعا.
فعن أي شيء تكاسل و تقاعد (بطل) هذه الومضة القصصية المعروضة؟:
ـ (حلق بأحلامه): أي اكتفى بالتحليق بأحلامه الخيالية متقاعسا عن السعي لتحقيقها على أرض الواقع؛ غير عابئ بما يقوله الشاعر (أحمد شوقي):
و ما نيل المطالب بالتمني *** و لكن تؤخـذ الدنيا غلابا.
و ما استعصى على قومِ منالٌ *** إذا الإقدام كان لهم ركابا.
فماذا حدث لمن اتخذ من (التقاعس) عنوانا، و (التكاسل) سلوكا و (التقاعد) منهاجا؟:
ـ (استيقظ في مكانه): أي صحا و استفاق و انتبه على حقيقة قول الشاعر (جبران خليل جبران):
العيش فيما يراه يقظة شغلت *** بالسعي و الجد لا رؤيا و لا حلم.
فكاد لسانه ينطق بقول الشاعر (بدر شاكر السياب):
و في غمرة أوهامي *** و في يقظة آلامي
سدى قضيت أعوامي *** على شطآن أوهامي.
و الكاتب في ومضته القصصية هنا يعرض تلك الصورة السلبية؛ لتكون عظة و عِبرة؛ (إنّ فيها عبرة للمستفيد) كما قال الشاعر (إيليا أبو ماضي)، أو ـ ما دمنا بصدد ومضة (برقة) ـ فلنقل (عَبرة من الإيماض) كما قال الشاعر (أبو تمام) و هي أيضا عَبرات ندم و دموع ألم، على ما آل إليه حاله، من ضياع لعمره في الأوهام، دون أن يتقدم خطوة إلى الأمام؛ (فلنأخذ مما ورد عبرة، و مما مضى خبرة).
هذه هي الحكمة التي أراد الكاتب أن يوصلها لقارئه من خلال ومضته القصصية، التي زاد من عظمة حكمتها؛ ذلك الحسن و البهاء، المتمثل في المقابلة بين شطري النص، و السجع في (أحلامه/ مكانه).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) مجدي شلبي
عضو اتحاد كتاب مصر ـ و مبتكر فن (الومضة القصصية)