الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الذئاب لازالت تصلي بقلم:فرج الجطيلاوي

تاريخ النشر : 2019-11-29
قصة قصيرة 26-11-2014
الذئاب لازالت تصلي

تجمهرت زمرة من الذئاب حول بيت قديم. تتداعى على نحو ملفت للنظر. كان عواءها يصم ألأذان، تتزاحم وهي تتشمم اديم ألأرض ، تنبعث رائحة دم متعفن. المنطقة ليست مهجورة. هناك في المقابل مجموعة من البشر يتفرجون على هذه الذئاب الجائعة توشك أن تنقض عليهم. لم يكترث أحد منهم لهذه الوحوش وهم يعلمون أن جثة أدمي ملقاة وقد تيبس الدم منها فوق البلاط وكان قد سال وكون مسارا دل زمرة الذئاب بحاسة الشم المتعطشة الحادة للإندفاع في واضحة النهار .
المفارقة ألغريبة أن الذئاب كلما تحاول جادة الولوج إلى داخل البيت تولي ألأدبار وقد تصاعد عواءها المسعور وكأن قوة خفية تصفعها . جاء رجل مسن من أقصى الطريق البعيد وهو ينادي بصوت متلعثم : يا بشر لماذا تتركون ذئاب تنهش لحم أبن أدم أمه حواء.
مشهد من التنا قضات ويبدوأن هناك نوايا مبيتة من الأ دميين ترغب أن تخرج الذئاب الجثة من مكانها.
تجمعت الذئاب لتهاجم الرجل المسن الذي تقدم بمفرده لطردها . اندفع يصرخ متوجها نحو البشر الواقوفين
اللامبالين وكأنهم تماثيل مسندة."يا ناس ألا تقولون في مجالسكم إكرام الميت دفنه! هل ضاعت هذه الفريضة أو السنة كما تزعمون؟"
استمرت الذئاب في الكر والفر لإقتحام البيت تستفزها رائحة الجثة، وأمعن البشر في إستحسان البلادة غير ابهين لتضرع الرجل السبعيني الذي استمات في ردع قطيع الذائاب ولم يقدر على تحريك مشاعر الرحمة أو بقية من نخوة التي تلاشت أوصارت لعنة.
عندما خيم الليل ، هدأت الذئاب، وبدأت تتراجع وليس من طبعها أن تستسلم لليأس في الليل،غير أن حواس ألإنذار أنبأتها بقادم من السماء. أنهالت ألأمطار الغزيرة اجتاحت سيول عارمة الشارع الواسع الذي يشبه الوادي. احاطت السيول بالبيت مكان الجثة المزعومة. سمع عويل ونباح وصخب وندب . أندحرت الذئاب أو قمع المطر الغزير عوائها. أو هي لم تغادر بعيدا مثلما فعل البشر.

الصوت الوحيد الذي بقي بحشرجته الغاضبة هوصوت الرجل السبعيني وسط خضم المطر المنهمر وهو يتحدث كأنه يلقي خطبة موجهة : نعم لم تتمكن الذئاب من تحقيق غبطتكم أيها الحا قدين ألأدميين وكأن الجثمان أو الجسد المضرح في د مائه ليس واحد منكم" .". افترشت أحلامكم السقيمة أكوام الحقد التي تداعت عليها الذئاب وربما تسللت جينات الذئاب إليكم".
تناولت شبكات التواصل العنكبوتية حادثة الذئاب التي تحاول نهش جثة أدمي أمام قومه ولم يحاول أي واحد منهم مواجهتها.السماء هي التي تصدت بأمر مولاها لهذه الكائنات المتوحشة وحافظت على الجثة من العبث.
أشتبكت التعليقات وأنبرت صفحات القيسبوك والتغريدات والواتسبات على خوض المعارك الطاحنة دون هوادة بين المؤيد للذئاب والمشكك في وقوع الحادثة والحامد للسماء والقليل من اثنى على شهامة الرجل المسن:
تغريدة : البيت الذي يقولون انه يحتوي على جثة مجهولة كان مفخخا، حاولت الذئاب إبطال التفخيخ!
فيسبوك : الذئاب لم تتعمد قتل الرجلّ!
رد: من قال لك ياغبي أنه رجل!
تغريدة شاذة: لقد انتهك الذي تقولون عنه إنه رجل عرض سرحانة ونال مصيره!
رد: تقولون رجل ؟ هاتوا برهانكم!
تغريدة: إذهب ياوغد إلى البيت القديم ، أسترق السمع وستعرف !
الفيسبوك: لقد تحقق شهود عيان من الصراع الذي دار بين الذئاب والسيل، الذئاب لم تتوسل إلى السيل!
تناقلت الفضائيات هي ألأخرى هذه المعركة:
محطة فضائية: عاجل: ذئب منفرد قتل ادمي ومثل بجثته ، فتداعت ذئاب أخرى متتبعة أثار الدم
إتصال هاتفي: لقد أنهزمت الذئاب بعد ان تصدى شيخ شجاع لها وهي تحاول تمزيق جسد أدمي على مرأى ومسمع من الناس الذين شل الرعب إرادتهم فسلكوا طريق الذل!
أتصال أخر: ما هي قصة الدم الذي قادت رائحته الذئاب إلى البيت البائيس!
المحطة الفضائية: الرجل الذي طاردته الذئاب حسب شهود عيان ووجد متلبسا بجريمة إغتصاب عسقلة في عمر الزهور حتى سال دمها!
تحول المشهد بصورة كاملة إلى تمجيد الذئاب واخذ منحن دراميا . اتجهت إلى ان الذئاب أرادت الثأر لشرفها!
مرصد حقوقي: لماذا الكذب على ذئاب ، والإدعاء عليها ولازلتم تلصقون بها جرائمكم ضد ألإنسانية ، لقد برء الله الذئب من دم يوسف! الرجل لم تقتله الذئاب، الرجل دفن في الجغرافيا ولا يزال ينتطر دوره في صفحات التاريخ.
مرصد حقوقي معارض ينتمي لمنظمات المجتمع المدني في إتصال مع محطة فضائية: الجثة التي استماتت الذئاب في نهشها كانت لأدمي ينتمي إلى الدولة العميقة !
مرصد حقوقي يدعي انه محايد: الذئاب الرمادية شرسة أخافت معظم البشر الذين كانوا في المشهد وتصدى لها الرجل السعبيني وهي ليست من سلالة الذئاب التي أتهمت بقتل النبي يوسف!
محطة فضائية في خبر عاجل: الذئاب الباسلة التي لم ترعبها السيول ولم تخيفها ألأمطار المنهمرمة ولم تهرب أمام الشيخ الشجاع . لازالت ثصلي فوق التبة!
فــــــــــــــــــــــرج الجطيلاوي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف