الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رواية الأزهري والجماعة (3) بقلم:سيد سليم

تاريخ النشر : 2019-11-27
رواية الأزهري والجماعة (3) بقلم:سيد سليم
9

استدعاء أمرائهم للحوار

ويستمر الأزهري في سرد الأحداث:

كان لابد من تحمل المسئولية والسعي الجاد لإنهاء هذه المشكلة خوفا عليهم وعلى مستقبلهم أولاً، ومحافظةً على هدوء القرية وإراحة الناس والمسئولين عن أمن القرية ثانياً؛ فذهبت إلى رفيقي في محاولة تقويمهم المهندس عبد الرحمن الشهير بـالشيخ علي أبو الحج حسين ـ رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية ـ وتدارسنا الأمر من جميع جوانبه واستقر الرأي على أن نستدعي أمراءهم المسئولين عنهم في إمارة المركز وسعينا بالفعل في هذا الأمر عن طريق قريب لأحد الأمراء.

وبعد أكثر من موعد توافد الأمراء الثمانية الذين يمثلون مجلس الإمارة للمركزين بقيادة الأمير ونائبه وأعضاء مجلس الإمارة وكان رئيس مجلس الإدارة في استقبالهم وقد سمع بعض المهتمين بالأمر بحضورهم فشاركوا الحضور في هذا اللقاء الذي تم في مقر الجمعية ليتعرفوا على ما سيحدث بيننا وبين الأمراء المحركين لهم، وليعرضوا على الأمراء المصائب التي يرتكبها هؤلاء الطائشون عسى أن يرحمهم هؤلاء الأمراء منهم، وتم عرض أنشطة الجمعية الخيرية عليهم: ندوة أسبوعية تطوف مساجد القرية وخارجها أحيانا وإحياء المناسبات الدينية المتنوعة، وثمانية مكاتب لتحفيظ القرآن الكريم، ومعاهد أزهرية، والنادي الثقافي، ونادي الطفل، وغير ذلك من الأنشطة الدينية والتثقيفية.

ووصلت إلى مقر الجمعية وعلمت بوصول الأمراء من خلال تواجد كثرة من أتباعهم خارج مقر الجمعية ودخلت مسلما عليهم وعرفهم رئيس مجلس الجمعية بي وبأني نائب رئيس مجلس الإدارة والمشرف على النشاط الديني والثقافي، فرحبوا بي وكانوا يعرفونني عن طريق السماع من تابعيهم وقال لي أحدهم: نعلم أنك ناشط في الدعوة وعلى علم وخير، ولكنك شديد على الإخوة؛ فقلت: أفعالهم وتصرافاتهم لا تتسم بأدب الإسلام، وقد أغضبوا الناس وخاصة كبار السن واتهموا الكل في تدينهم دون رحمة أو لين، وبعدها خرجت إلى استدعاء أتباعهم الذين كان قد طلب منهم الانتظار خارج المقر، فلما أبدى رئيس المجلس تخوفه من اللغط قلت: لابد من حضورهم؛ حتى يقفوا على حقيقة ما يدور بيننا وبين الأمراء من حوار وبالفعل حضر أكثرهم ما دار بيننا وبين أساتذتهم الأمراء.

بعد أحاديث التعارف وشرح وبيان ما حدث في القرية من قلاقل ومشاكل وصل بعضها إلى الاشتباك بالأيدي وانحيازات البعض ضد البعض في أكثر من مسجد، وحرق بعض كتبهم المستوردة والتي تحمل فكرا منحرفا ومخالفا ما عليه جمهور علماء الأمة استفتح رئيس المجلس الجلسة بمقدمة تخص موضوعنا وهو عدم مجيئهم للقرية وتحدث عن الدعوة وسبلها الواضحة من علم وحكمة وموعظة حسنة ثم وجه خطابه للأمراء قائلا: إننا ندعو إلى الله في قريتنا، دعوة عملية للنهوض بها دينياً واجتماعيا وقال: أ ليست مكاتب تحفيظ القرآن دعوة إلى الله؟ فأجابوا: إنها دعوة إلى الله فقال: أليست المعاهد والمستوصف والكتب الدينية والثقافية والندوات الأسبوعية دعوة إلى الله؟ فقالوا: نِعمت الدعوة.

فقال لهم تلك هي دعوتنا إلى الله دعوة عملية نافعة للناس، ثم إن قريتنا بها عصبيات عائلية ولا تحتمل ما يحدث من إخوانكم، ونرجو منكم نصحهم وإرشادهم بعدم إثارة الفتن في قريتنا التي كانت لا تعرف مثل تلك التفرقة في التدين، فقد حدث في بعض المساجد أكثر من شغب ولولا ستر الله لحدثت أكثر من فتنة فقال الأمير هل نحن دعاة فتنة فقال أحد الحضور ـ شيخ وقور محبوب ـ قد أصر على حضور اللقاء: نعم أنتم فتنة وتريدون الفتنة وتدخلنا لتهدئة الأمر.

ثم قال لهم رئيس المجلس: إن بلدتنا تُعقد بها ندوة أسبوعية يضاف إليها ندوات المناسبات وتتم بواسطة علماء أفاضل من أهم أئمة ودعاة المحافظة، وكما شاهدتم من أعمال خيرية تساهم وتساعد على الدعوة إلى الله.

10

الأزهري يكشف التكفير الخفي

بعد أن أوقفناهم على بعض الأنشطة الدعوية العملية، وجه رئيس الجمعية كلامه لهم قائلا: فلنقرأ الفاتحة متعاهدين على ألا تدخلوا بلدتنا هذه فهي مكتفية بما فيها من دعوة ودعاة، وهنا ثار أحدهم ـ في عصبية واضحة فاضحة منهجهم التكفيري ـ قائلاً: (لا يا إخوة، ثم أردف قائلاً: لو كان النبي قد استجاب لمن أرادوا صد دعوته، ما كانت انتشرت الدعوة الإسلامية!!!

وهنا تدخلت مخاطباً له في سخرية: لبيك يا رسول الله الجديد! ها أنت تخاطب أئمة الكفر ثم أردفت معنفاً: يا هذا لا أنت رسول الله، ولا نحن كفار قريش، وهنا ساد الوجوم جميع الحضور ولما وجدوا أنفسهم في موقف حرج؛ أظهر الأمير غضبه من عضو الإمارة وقال معنفاً له: لا يا أخ فلان ليس هذا الأسلوب صحيحاً.

وثار عليه بقية الأمراء فضحكت ساخراً ثم وجهت كلامي إلى الأمير وتابعيه قائلاً بحده: دعوه والله إنه أصدق لهجةً منكم جميعاً؛ لأنه عبر بصدق عن منهجكم وسوء اعتقادكم في مخالفيكم الذين يمثلون معسكر الكفر، وأنتم تمثلون رُسُلَ الهداية، إن هذا هو منهجكم الكامن في صدوركم يظهره الله على فلتات ألسنتكم، ثم تدخل أحد الحضور من الكارهين لمنهجهم الرافضين لأسلوبهم قائلاً: إن ما يقوله الشيخ الأزهري سيد هو الصواب، وأنتم بالفعل تكفرون الناس وتتهمونهم في عقائدهم وأقسم لهم على ذلك وأقسم أنهم فتنة وأصحاب فتنة؛ فغضب عليه أعضاء الإمارة إلا أن الأمير قال لهم: دعوه فإننا نعرفه جيداً يقصد إنه تابع لجماعة تعارض جماعتهم وهو بالفعل كذلك حيث كان طبيبا جديدا ضيفاً على الجمعية وحضر اللقاء بمحض المصادفة.

ثم زدتهم تعنيفاً بسبب ما يفعله أتباعهم في بيوت الله وأخبرناهم بما فعله بعض أتباعهم في أحد المساجد التي استولوا عليها حيث اعتدوا على المؤذن ونزعوا منه الميكروفون وأهانوه! وكان أحد رواد المسجد الذي حدثت فيه تلك الواقعة شاهدا لها حاضراً حوارنا معهم، وهو أحد الشاكين منهم المعترضين عليهم.

وبينا لهم أن أتباعهم جعلوا من الصلاة على سيد الخلق عقب الأذان مشكلة كبرى تدعو إلى كل هذا الخلاف ودخلنا في جدل فقهي حول هذا الأمر فسمعت من الأمير عجباً عندما قال: إن أحد الإخوة من المعترضين علينا في الجمعية قال عن الصلاة على النبي عقب الأذان وبطريقة الأذان نفسها: قوم أجازوها وقوم منعوها وأدلة المانعين أقوي؛ فعجبت من علمه بتلك الواقعة رغم أنها حدثت من مدة وأنه لم يحضرها هو ولا أحد ممن معه، إنما حضرها مندوب عنهم وكان عجبي هذا بسبب كيفية وصول هذه المعلومة إليه وكيف احتفظ بها من مدة غير قريبة ليرد بها علينا فوجهت حديثي إليه قائلاً: أنا صاحب هذه المقولة: فقال إذن نأخذ بها ولا نصلي على النبي عقب الأذان، فقلت أنا لم أقل لا نصلي على النبي ـ صلي الله عليه وآله وسلم ـ إنما قلت قوم أجازوها ولم أعترض عليهم وقوم منعوها ولم أعترض عليهم وما قلته هو أن أدلة المانعين أقوى وليس في هذا ما يمنع أدلة المجيزين بمعنى أن الأمر مما يكون الاختلاف فيه اختلافا مرحوماً وليس اختلافا عنيفاً بمعنى أن الأمر فيه سعة للطرفين دون لوم أو حجر ـ كما تفعلون ـ على المجيزين، ودون إلزام للمانعين؛ فمن شاء صلى على حبيب الله عقب الأذان بهذه الطريقة، ومن شاء توقف، وبصفة عامة الصلاة على النبي بعد الأذان من السنة المستحبة، إنما الاختلاف في الطريقة؛ صلى الله عليه وآله وسلم.

واقترحت خروجا من هذا الخلاف أن يقول المؤذن بعد انتهاء ألفاظ الأذان بلحظة الصيغة التي نختم بها التحيات: " اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد". وبالفعل لم يستطع معظمهم وبعدهم المتسلفون الاعتراض على تلك الصيغة، إلا قليلا منهم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف