الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حسين جبارة "موج أنا" وعالم البحر بقلم: رائد الحواري

تاريخ النشر : 2019-11-26
حسين جبارة "موج أنا" وعالم البحر بقلم: رائد الحواري
حسين جبارة
"موج أنا" وعالم البحر
النص الجميل يتمثل بمجوعة عناصر، منها إحداث المتعة للمتلقي، وجود وحدة تجمعه، لغة أدبية، صور أدبية/شعرية، فكرة إنسانية، طريقة وشكل تقديمه، وغالبا ما يأتي حضور/ذكر/تناول المرأة بمتع للقارئ، وعندما تكون فاتحة القصيدة بيضاء ومتعلقة بالمرأة فإن هذا سيجعل القارئ يتقدم من القصيدة:
"قلبي لِحُبِّكِ توأمٌ لو تعلمينْ
بَوْحي المُعَبِّرُ شاعرٌ لا يستكين"
فاتحة بيضاء، لفظا ومضمونا، "قلبي، لحبك، توأم، تعلمين، بوحي، المعبر، شاعر" ونفي الاستكانة يعطي مضمون أبيض رغم أن الألفاظ "لم، يستكين" قاسية.
لكن ما يهمنا في البيت هو وجود شيء يدل /يشير إلى البحر، فكان لفظ "يستكين" متعلق بموج البحر.
"موجٌ أنا يَمَّمْتُ شطرَ شواطئي
أنتِ الشواطئُ قبلةُ الحبِّ الدفين"
عالم البحر يشير إلى الرهبة، والقسوة، ورغم هذا إلا أن الشاعر يتقدم في عالم الهدوء والبياض: "يممت، شطر، شواطئي، الشواطئ، قبلة، الحب، الدفين" فهو يؤكد على حالة الاستقرار من خلال تكرار "شاطئ، والجميل في هذا الهدوء والبياض أنه جاء رغم "موج أنا" والذي يعطي مدلول الحركة والعنف والشدة، فحصُول/حُدوث الهدوء والحديث بلغة بيضاء ناعمة يؤكد على المرأة هي من تُوجد خلق السكينة، إلا يكفي أنها حولت الموج العنيف إلى حالة ساكنة؟.
"موجٌ أنا ، مسترسلٌ متدافعٌ
متجدّدٌ متولّدٌ في كلِّ حي"
حقيقة الموج "مسترسل، متدافع، متجدد، متولد، حي" وكأن الشاعر يوضح ويؤكد فكرة أن: "المرأة مانحة الهدوء والسكينة" وإذا ما قارنا البيت السابق الذي يتحدث عن المرأة وكيف كان الهدوء حاضر فيه، مع هذا البيت المتحرك والسريع المتعلق بالشاعر/الرجل، يمكننا أن نجد الفرق بين حيث الشاعر عن المرأة، وبين حدثه الشاعر عن نفسه، والتي من المفترض أن يكون منحاز لها، إلا أنه قدم نفسه بحالة متدافعة ومتحركة وسريعة، وكأنه بحالة اضطراب وليس بحالة سوية.
"قضي حياتي سندباداً مُبحِراً
آتيكِ صبّاً بالغرامِ وبالحنين"
البحر حاضر من خلال "سندبادا، مبحرا، وحالة الإبحار القاسية يتم التخلص منها بعد ذكر المرأة مباشرة، فنجد عالم هادئ وساكن وناعم "صبا، بالغرام، والحنين" وهنا يعود الشاعر مرة أخرى ليؤكد على الأثر الناعم والأبيض الذي تتركه المرأة.
"آتيكِ غوصاً لا أهابُ مَخاطراً
لا بالمراكبِ والزوارقِ والسَّفين"
إذا ما قارنا البيت السابق بهذا البيت نجد التباين بينهما، ففي الأول كان الهدوء حاضرا فيه، لكن هناك نجد عالم قاسي وعنيف: "غوصا، لا، أهاب، مخاطرا، لا" فبدا البيت وكأن الشاعر (نسى/تجاهل) المرأة فعاد إلى طبيعته "الموج" القاسي والعنيف، وكأن "السندباد" المرتحل "بالمراكب، والزوارق، والسفن" تاه في رحلته البحرية، لهذا كان عصبيا وعنيفا.
"أشتاقُ حضنكِ بانتظاري دائماً
أجتازُ بحراً اشتهي دفءَ القرين"
ها هو البحار/الموج يعود إليها "أشتاق، لحضنك، أشتهي، دفء، القرين" متحرر من رحلته الطويلة والشاقة، ويتحدث بهدوء بعد أن تعب من ابحاره.
"الموجُ يخلدُ حينَ يحضنُ ساحلاً
يرتدُّ خلفاً مُكْمِلاً عشقَ السنين"
الموج/الشاعر (يبرر/يفسر) حالة الهدوء التي آل إليها ـ هو الموج العنيف المتدافع ـ فهو لم يعد مندفع، ويبغي السكون عند الساحل/المرأة، فهو "يخلد، يحضن، عشق" عندما يكون في/عند "ساحلا".
"يا ساحلاً مُتَعطِّشاً لا يرتوي
مِن قَطْرِ موجٍ دافقٍ يبغي اليقين"
السندباد/الموج/الشاعر لا يمكن أن يستديم في مكان بعينه، ولا أن يكون ثابتا، فالحركة هي صفة ملازمة "للموج/لسندباد/للشاعر" لهذا يتقدم من جديد من ذاته "متعطشا، موج" فخالة السكون لا تتلاءم وطبيعته، لهذا جاءت القسوة "متعطشا، لا يرتوي، موج، دافق" واللافت في خاتمة القصيدة وجد كم كبير من الألفاظ متعلقة بالماء/الموج "متعطشا، لا يرتوي، قطر، موج، دافق" وهذا يؤكد على وحدة موضوع القصيدة ووحدة وانسجام الشاعر معها.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس

موجٌ انا
====
قلبي لِحُبِّكِ توأمٌ لو تعلمينْ
بَوْحي المُعَبِّرُ شاعرٌ لا يستكين
موجٌ أنا يَمَّمْتُ شطرَ شواطئي
أنتِ الشواطئُ قبلةُ الحبِّ الدفين
موجٌ أنا ، مسترسلٌ متدافعٌ
متجدّدٌ متولّدٌ في كلِّ حين
أقضي حياتي سندباداً مُبحِراً
آتيكِ صبّاً بالغرامِ وبالحنين
آتيكِ غوصاً لا أهابُ مَخاطراً
لا بالمراكبِ والزوارقِ والسَّفين
أشتاقُ حضنكِ بانتظاري دائماً
أجتازُ بحراً اشتهي دفءَ القرين
الموجُ يخلدُ حينَ يحضنُ ساحلاً
يرتدُّ خلفاً مُكْمِلاً عشقَ السنين
يا ساحلاً مُتَعطِّشاً لا يرتوي
مِن قَطْرِ موجٍ دافقٍ يبغي اليقين
حسين جبارة تشرين ثان 2015
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف