بقلم:خیرة جلیل
اقول وانا علی وعی بما أقول لکی تکون فنانا تشکیلیا بعدما تتقن الرسم بالمدارس الفنیة المتعارف علیها ؛ احدث قطیعة مع المدارس التشکیلیة المتعارف علیها کلها وابحث فی عتادک وافکارک ووساٸلک وارسم نهجا لک یمیزک عن الاخرین...ستستفزهم وسیثورون علی أفکارک المتمردة التی خرجت عن اطار وصایتهم الفکریة.....سیحاربونک بکل وساٸلهم . لکن تأکد بانه قد تصبح أعمالک مدرسة فی حد ذاتها. والتاریخ غنی بمثل ما ذکرت ولکی نستدل علی ذلک الیوم ندرج لکم نموذجا تشکیلیا هو تجربة .Luigi Rosolo .
لويجي كارلو فيليبو روسولو (30 أبريل 1885 - 6 فبراير 1947) كان رسامًا للمستقبليين الإيطاليين وملحنًا ومنشئًا للآلات الموسيقية التجريبية ومؤلفًا لبيان البيان "فن الضوضاء" (1913). [1] غالبًا ما يُعتبر واحداً من أول ملحني الموسيقى الذين يتمتعون بالتجربة الصوتية مع أدائه لحفلات موسيقى الضجيج في 1913-1914 ثم مرة أخرى بعد الحرب العالمية الأولى ، خاصة في باريس في عام 1921. [2] قام بتصميم وبناء عدد من الأجهزة المولدة للضوضاء تسمى Intonarumori. وقد کان Luigi Rosolo من التشکیلیین الایطالیین الذین وقعوا حرکة فن الازعاج او فن الضجیج بمعنی ان انتظام الضجیج علی نحو ما یولد موسقی یمکن التمتع بها. بحیث یتم التخلی علی النوتات الموسقیة المحضة وتعویضها بتکرار ضجیج متناغم . موسقاه عزفت بالات هو من صممها سماهاIntonarumori . وبذلک کان Rosolo زعیم حرکة فنیة مستقبلیة او سابقة لزمانها والتی اعطت مجموعة من الاسماء الفنیة المهمة منها Filippo Marinetti
Carlo Carra و Giacomo Balla و Gino Sevirini و Umberto Boccioni
هذه الحرکة التشکیلیة التی کانت فی حد ذاتها قطیعة مع ما تعرفه الساحة لفنیة انذاک وکانت سابقة لزمانها. وقد ابدع روساریو لوحات باسم الثورة..وسیدة الشرفة ... ومن هنا استطاع احداث قطیعة مع المدارس التشکیلیة المعروفة واسس لفن له نهج خاص لا من حیث البعد الفلسفی ولا من حیث مجموع الرزم اللونیة والضوٸیة ولا من حیث توزیع الکتل وتناغمها وخلفیتها ....کما جاءت معظم اللوحات متطلعة لغذ مشرق. فابحث عن غذک المشرق ایها التشکیلی ولا تبدع لوحات بزمن والدک أو جدک لأنک حین ولدت ولدت لزمنک ولغیر زمنهم فلا تکن مجترا لتجارب مثلت عصرها بامتیاز لکنها الان اصبحت عاجزة علی نقل قیم وافکار وتطلعات الفنان الذی اعاد رسمها. فان انزلقت فی هذاالمسار فاعلم أنک مجرد امتدد لماض لا تنمی إلیه . إن اکراهات عصرک وتطلعاتک ونظرتک لواقع تنتمی الیه هی التغذیة الراجعة التی تشحن منها طاقتک الإبداعیة ورٶیتک للأشیاء و تنظیرک لمفهوم التشکیل الحدیث وتأطیره فی لوحات تختلف اسندتها أو قد تخرج عن اطار المألوف وتحدث قطیعة فعلیة مع کل ما هو متعارف علیه بالساحة وقد تتجرأ لتتخذ جسدا بشریا سندا لها وتتحرک بین المتلقین بصالات العرض, ولماذا لا تخرج لتمشی بین المارة بالشوارع العامة وتکسر قدسیة صالات العرض لتصبح مفتوحة علی الهواء الطلق مع ربط العارض بکمیرات بشاشات عرض کبری بالاماکن العامة والاکثر اکتضاضا وترددا للناس . إن الفن التشکیلی لیس مجرد الوان ولوحة ورسام یحاول نقل صورة بشکل یدوی وأحیانا یغش نفسه ویظن انه خدع المتلقی بأخذ الهیٸة العامة للرسم بالجهاز العاکس وینزل علیها الالوان بدقة موهما المتلقی انه انجاز فعلی و هو لا یدرک ان الفن أعمق من ذلک و ان الرسم الذی یخرجه من بین یدیه بشکل غیر متقن وبألوان هو من اختارها بشکل مزاجی هو الفن الحقیقی الذی افرغ فیه الفنان طاقته الفکریة والجسدیة الحرکیة لتعبر عن قضیة تشغله او تمثل منظوره للجمال. ومن هنا اکرر داٸما لیس هناک فن جمیل وفن بشع؛ بل هناک فن عیق یعبر عن عمق فنی جمالی فکری وفلسفی ولا تکون فیه ایة حرکة أو لطخة أو خط أو نقطة اعتباطیة بل تکون نابعة من ذات الفنان لغایة معینة ولیس هناک عمل بشع لان ما سماه النقاد بشعا ذات یوم؛ اکتشف مع الوقت أنه فن عمیق ومجدد ویحدث قطیعة مع ما هو متداول بجالساحة الفنیة انذاک ولم یدرکوا قیمته عادة إلا بعد رحیل الفنان المبدع. اما الفن الفارغ الذی یستبلد المتلقی عادة ما یکون الهدف منه البهرجة والشهرة وغیر نابع من بحث فکری تشکیلی بل یکون ممولا من جهة لا علاقة لها بالتشکیل او ثقافة الفن والجمال والابتکار. تکون فٸة انتهازیة تملک وساٸل الانتاج والعرض والتسویق فقط مما یجعل حرکتها کحملات الدعایة السیاسیة تنتهی صلاحیة اعمالها بانتهاه المرحلة والوصول للهدف المنشود ولا تخلد نفسها بعمل فنی یلیق بالفن الانسانی عامة بل یقتصر علی فٸة لها دوافعها. ....
عموما إن الفنان التشکیلی هو مطالب أکثر من غیره أن تکون له ثقافة موسوعاتیة لعصره ؛ بمعنی أن یکون مثقفا جادا منفتحا علی الکل و یتابع المستجداث
بمجتمعه وبالکون بجمیع المجالات؛ ویکون قارء ممتازا للشعر والقصة والنثر والانتاجات الفلسفیة والفکریة
بمجتمعه وبالکون بجمیع المجالات؛ ویکون قارء ممتازا للشعر والقصة والنثر والانتاجات الفلسفیة والفکریة والمسرحیة .....حتی یستطع الاعتکاف بنفسه داخل افکاره لیخرج بعمل ابداعی جدید یمثله هو ورٶیته للأشیاء ومحیطه ولا یمثل أحدا غیره وتکون من بین أجمل نتاجاته الفنیة أن لا أحدا یکون قادرا علی استنساخ عمله الأصلی الشاهد علی تجربته ......خیرة جلیل