الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رواية الأزهري والجماعة (2) بقلم:سيد سليم

تاريخ النشر : 2019-11-24
رواية الأزهري والجماعة (2) بقلم:سيد سليم
كشفه لأمير القرية أمام قادته وأتباعه

علم الأمير وزمرته بأنهم في الجمعية يرفضون أسلوبهم وأنهم وعدوا الجميع بمحاولة وجود حل مع الجماعاتيين؛ فتحداهم أمير القرية في أنه سيعقد لقاءً في أحد مساجد عائلة الأزهري ومعه ضيف من أمراء المركز، وكان من اليسير على الأزهري منعه إلا أنه قبل تحديه لتعريته وكشفه للناس أمام أتباعه وأمام شيخه مندوب المركز الذي سيحاضر في هذا اللقاء.

علم الأزهري بالموعد ووقت الصلاة وكان في انتظارهم في المسجد هو وصديقه الشيخ عبد الناصر ـ الذي يبغضهم جدا ـ وأقيمت صلاة العشاء وانتظر المتنطعون أن يصلى شيخهم مندوب الإمارة إماما ولكن الأزهري قدم صديقه للإمامة.

كان هذا الموقف بداية لإحراجهم لأنهم يحبون أن يكونوا أئمة زعماء.

بعد صلاة العشاء كان المسجد قد امتلأ بالحضور من شتى جوانب القرية منهم أعضاء في الجماعة ومنهم المحب ومنهم المتفرج بالإضافة إلي رواد المسجد. بدأ المحاضر درسه عن حديث الإفك وبعد أن انتهى درسه أشار الأزهري إليه بلزوم مكانه وبعد أن سلم عليه وجلس بجواره حمد الله وصلى علي حبيبه ومصطفاه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وأشار إلي أمير القرية بالجلوس إلى جوار شيخهم وقال للجماعاتيين أمام الحضور: يجب أن تسمعوا جميعا بوعي إلي الآتي: إن الله أنزل القرآن الكريم هدى ورحمة وجعل منه المحكم والمتشابه وأمرنا باتباع المحكم وقد ذم الذين يتبعون المتشابه؛ سعيا في الفتنة وذلك في قولة تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} (7. آل عمران) صدق الله العظيم ثم أشار إلي أمير القرية قائلا: والله إن هذا في قلبه زيغ وإن اتبعتموه فلن تفلحوا إذا أبدا مكررا ذلك ثلاث مرات، وأنتهى بذلك الحوار دون تعقيب منهم، وأوصى شيخهم بالرفق بهم راجيا الأزهري بقوله: هم إخوتك وأبناء بلدك فقال: إنهم أهل عقوق لأهلهم وبلدهم.

ويمر على هذا القسم حوالي ثلاثة أعوام وبينما الأزهري جالس أمام الجمعية الخيرية إذا بوفد من أتباع الأمير يمرون به، ويبلغه المتحدث باسمهم أمام إخوانه قائلا: إن الأخ فلان ـ ويقصد أميرهم ـ أصبح الآن لا يمثلنا وقد فصلته جماعة المركز، لماذا؟ قال لأنه صار ضمن جماعة التكفير. وهنا رد الأزهري؛ مذكرا: ألم أقسم لكم على عدم فلاحكم منذ ثلاث سنوات، ثلاث مرات إنكم إذا اتبعتموه، فلن تفلحوا، فأجابوا: لقد كنت علي حق.

7

ـ وفصلنا الأمير من الجمعية

ويصف الأزهري حال الأمير وجنوحه إلى التكفير قائلا: كان أمير القرية قد دخل بالفعل في زمرة المكفراتية عن جدارة لدرجة أنه كفَّر الجميع وسمعنا من بعض أهله أنه اتهم والدته في البيت بالكفر أي أن شظايا تكفيره لم يسلم منها أحد. وأثناء وجودي ذات يوم في الجمعية دخل الأمير وبعد السلام فاجأني بقوله: هل تعلم أن الشيخ محمد الغزالي كافر؟ فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله! الشيخ الغزالي! ما سبب كفره يا ترى؟ فقال: لأنة رد حديث الذبابة فقلت: هل كان رده لحديث الذبابة اجتهادا أم اعتقادا؟ فلما لم يفهم فقلت: هل رده وهو يعلم أنه حديث ثابت الصحة عن سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قطعني الثبوت والدلالة أو متواتر وأنكره الشيخ الغزالي؟ أم أن الشيخ مجتهد في رده لهذا الحديث من ناحية المتن أو السند؟

فقال: هو كافر وخلاص فقلت: إن المجتهد لا يكفر أبدا، إن أجتهد فاخطأ له أجر، وإن اجتهد فأصاب فله أجران، ولا يحق لأحد أن يكفر أحدا إلا بأدلة تثبت كفره كإنكاره لمعلوم من الدين بالضرورة أو ارتد بإقرار واعتراف. والإمام الأستاذ محمد الغزالي من أعظم وأبرز علمائنا علي مستوى العالم، وخرج الأمير وانتظرت حتى جاء رئيس مجلس إدارة الجمعية وتناقشنا في فصله من الجمعية العمومية واتفقنا علي ذلك على أن نرسل إليه خطابا مسجلا بقرار فصله والتنبيه علي جميع العاملين في الجمعية بعدم إدخاله الجمعية. وتدخل طبيب مستوصف الجمعية قائلا: ربما يؤثر فيه قرار الفصل بالسلب فيزيد من تكفيره. فقلنا له ما الحل الذي تراه؟

فقال تتم مناقشته ومحاولة إقناعه بالرجوع عن هذه الأفكار. فقلت قد ناقشته اليوم كثيرا في هذا الأمر، وإذا كان من الممكن لك نقاشه وإقناعه وإعادته إلى الصواب فتفضل يا دكتور.

وحضر الأمير واستضافه الدكتور في حجرته وناقشه واستمر الحوار بينهما لفترة وخرج الطبيب بعد خروج الأمير بلحظات وهو يضحك ضحك الباكي. فقلنا له: هل عالجته أيها الطبيب؟

وضحكنا جميعا فقال: تخيلوا إنني كنت أحاوره عن عدم كفر الشيخ الغزالي فلم يكتفِ بتكفير الغزالي بل أنه فاجأني بأن الشيخ الشعراوي كافر أيضا، فقلنا له: عرفت يا دكتور إن الحوار معه لا يجدي فكان لابد من اتخاذ قرار فصله علي الفور.

8

ـ دراسة المشكلة

وتنفيذاً للوعد الذي قطعه الأزهري على نفسه بحل المشكلة يحكي الآتي:

بدأت أفكر ماذا نفعل مع هؤلاء الشباب الذين يرفضون النصيحة ويرون أنهم وحدهم على صواب وكل المجتمع بما فيه العلماء على خطأ أو ضلال، إن المشكلة قد أرقت كثرة من المهتمين بشؤون القرية بما فيهم العمدة وشيخ الخفراء وغيرهم، وقد حملونا أمانة السعي في الحل ووصفوني بأني مسئول عن الشئون الدينية بالقرية؛ نظراً لحضوري الديني والثقافي وإدارتي لمعظم الندوات واللقاءات الدينية، ولأني أزهري أعمل في مجال التدريس والدعوة أرفع صوت الأزهر في شتى المنتديات وعلى المنابر بعيداً عن التعصب الأعمى أو التفريط المشين وتلك نظرة معظم الناس للأزهري المثقف، إنهم يرون أن الأزهري هو العالم المتخصص المسؤول ـ دون غيره ـ عن بيان أمور الدين، لذلك يقبلون رأيه بحب وتسليم.

أما إذا ذهبنا إلى هؤلاء الجماعاتين واستجلينا صورة العلماء المتخصصين في مرآة فكرهم العمياء أو المشوهة؛ رأينا عجبا إنهم يظهرون العلماء في صورة سيئة وإن كل عالم لا يؤيد منهجهم هو عالم سلطة تابع للدولة في كل ما تراه؛ فالحلال ما أحلته والحرام ما حرمته إنه مجرد بوق فقط للسلطة، وفي هذا ظلم فادح لمعظم العلماء الأزهريين الذين حملوا لواء الدعوة في أحلك الأيام وأعتى عهود الجبابرة دون خوف إلا من الله تعالى، وإن انحراف قلة شاذة من العلماء لا يعطي أحدا تصريحا للهجوم على كل العلماء.

نعم تلك نظرتهم للسادة العلماء الذين أبان الله فضلهم وجعلهم الشاهد الثالث على وحدانيته؛ فقال عز وجل: {شهد الله أنه لا إله ألا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام} (18ـ آل عمران).

والذين أشار النبي إلى مكانتهم ووجوب توقيرهم بقوله: "العلماء ورثة الأنبياء". ألم يعطوا ظهورهم لعلماء أفاضل أرادوا إرشادهم، مثل: الشعراوي والغزالي والقرضاوي والنجار في لقاء مصور تليفزيونيا؟! ألم يرفضوا أغلب العلماء بحجة أنهم أزهريون؟! وقد رأينا وسمعنا بعضهم يتغامزون ويضحكون من علماء أجلاء وإذا سألتهم عن سبب ضحكهم وتغامزهم من عالم كانت إجابتهم إنه أزهري، وكأن الأزهري أصبح عندهم متهما في دينه وعقيدته غير مأمون على إرشاد الناس وتعليمهم ووصلت بهم الوقاحة وسوء الأدب إلى القول بأنه لا يؤخذ العلم عن أزهري، كما أن من أسوأ أقوالهم: لا يؤخذ الدين عن عالم مصري، كل هذا حدث بالفعل دون تجنٍ عليهم أو اتهام لهم وتلك أمور يعلمها كل من تعامل معهم أو احتك بهم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف