الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ديوان "سيمفونيات" للشاعرة حياة نخلي بقلم:أ. محمد الصفى

تاريخ النشر : 2019-11-21
ديوان "سيمفونيات" للشاعرة حياة نخلي بقلم:أ. محمد الصفى
" أبجديات الذات الحالمة و الروح الإنسانية " 

من خلال قراءة في ديوان " سيمفونيات " للشاعرة حياة نخلي

بقلم ذ: محمد الصفى 

        يقول الكاتب و القاص الحبيب الدائم ربي في تقديمه المجموعة الشعرية " سيمفونيات ": ( ... من تم فإن ما يعنينا " أي الشاعرة " هو أن تعزف " سيمفونيات" على وتر الجرح الساكن طي الحنايا، لهذا أتت قصائدها حزينة اسيانة، تشكو الزمن " الغدار" و خذلان الأقارب و الأباعد، و تساءل الحياة و الوجود، لكنها ما تنفك تمجد الحب كقيمة إنسانية مرجأة في حياتنا.) 

       المجموعة الشعرية " سيمفونيات" التي صدر جزءها الأول سنة 2017 هي التجربة الثانية للشاعرة حياة نخلي بعد ديوانها " ترانيم الروح " الصادر سنة 2011 و يقع ديوانها " سيمفونيات " في مائة و إثنان و أربعين صفحة، من الحجم المتوسط، و يحتوي على إثنان و ستون قصيدة موزعة على ثلاث سيمفونيات و هي سيمفونية عشق و سيمفونية شجن و سيمفونية الآهات .

         و عندما نتصفح ديوان الشاعرة حياة نخلي " سيمفونيات" الذي يمكن اعتباره الإصدار الذي كان له الأثر الواضح في رسم معالم طريق الشاعرة و انطلاقتها الفعلية في الساحة الشعرية،  فإننا نسبح من خلال معزوفات حرفية ساحرة، صيغت نوتاتها بكل دقة و حساسية، لتجعلك تهيم في يم دافق من المشاعر الإنسانية التي تراود أي محب للحياة بصفة عامة و للذات بصفة خاصة، فهي شاعرة مرتبطة بالعشق لدرجة الغليان الروحي كونها ترى الكون فرح يفتح أبوابه للسفر فيه رغم الجراح،و البعد، و الخيانة و الفراق، مؤججة فيها نار الحنين و الشوق لتتحول لآهات متدفقة من بين ضلوعها كألسنة اللهب، آهات حالمة بلقاء قصير يكحل أهدابها، متخطيا كل الحواجز ليلملم رحيق الحب في غفلة من الزمن. فكل قصيدة بالديوان لها نبرتها، و دلالتها في التنوع من حيث المكان و الزمان و كذا الشخوص و الذوات، لكننا نجدها تلتحم و تتجمع حول سياق واحد و محاكاة واحدة تتجلى في الذات الأنثوية و محاكاتها للذات المكسورة و التقلبات التي تواجهها، من خلال تموجات شاعرية يغلب عليها الأسلوب المرهف و الأحاسيس الجيافة، كما هو في قصيدة " عاصفة القلب "   

أسيرة هي لواعجي

ثائرة حائرة

تسبح في يم مجهول 

و هدير موج بلا ماء

صخب فلاة

و مجذاف يائس

يقاوم كتبانا من سراب

.....

لا وطن لي سوى دموع 

تقطنني

ترهقني تمدني بجرعة من 

أمل 

       إنها بكل بساطة سمفونيات تخالط هوس الايمان بالفرج و الشعور بقرب الأمل و الفرح و العشق و الخيال المجسد لتناغم الذات باستخدام الرموز، باسلوب بلاغي رفيع طغى فيه استخدام محسنات البديع و البيان من تشبيهات و استعارات و انزياحات و سجع و تضاد، و أحيانا تكرار لبعض العبارات الدالة و القوية، لتأكيد الحضور و تيمة الديوان العاكسة للقيم الانسانية و تمجيد الحب رغم الشكوى و مساءلتها للحياة و الوجود، تقول في " سمفونية عشق " 

ما بين الصمت و الألم 

فسحة أمل

تملأ شفقا

و تضيء عتمات السرى

فالشمس لم تترك يوما السماء

و لم تخن الأحلام الضياء .

        لقد أغرقت حياة نخلي جل قصائدها تقريبا في حزن و شجن، شجن غير جارح، يتأرجح بين الذات الشاعرة الحزينة و المنهكة و الذات الانسانة كأنثى التي تطلب إنصافها من خلال احاسيس وهاجة ترسم بموجبها خارطة مستقبل حالم يتغنى بالحب المباح بدون حدود، حب للذات نفسها و حب للذات الجماعية، كما تقول في قصيدتها " سأعود " 

سأعود 

و في أحضاني ألف قصيدة

و أشكل على أديم السماء

ابتسامة

لأفتن العالم بملامح الشفق

و بأناملي سأنسج عباءة الفرح

لتلبسها بردة الليل 

و تعزف على نبراتها 

قطرات المطر.

        إن من يقرا شعر حياة نخلي يجد فيه سحر و جمالية الكلمة الذي وظفته من خلال اختيارها ألفاظا منتقاة بعناية بالغة، فضلا عن استثمارها للمعجم الشعري و الساليب الفنية، محولة بذلك قصيدتها للوحة تتراقص حروفها مهما كانت دلالة تعبيرها، سواء كانت عن المعاناة و الهموم التي تتخبط فيها الذات، كما في قصيدتها " بلايا " 

سحابة تجول

لتحط الرحال

في سماء الورى

عبثت بالشمس

و حجبت الضوء

عبثت باليم و الثرى 

أمطرن ألما 

و دما .

        أو كانت عن قضايا عربية بدلالات جد عميقة، يجتمع فيها النسق اللغوي و التعبير الوجداني المشحون بالعشق الدفين،  كما تعبر عن ذلك في قصيدتها " هل ستعودين يا أمتي " 

نهبوك يا أمتي

قتلوك

خضبوا ثراك بالدماء

رقصوا على جثت الشهداء

قتلوك يا فرحتي

نشبوا مخالبهم في أحضانك 

و مزقوا أوصالك 

شردوا أطفالك 

وقتلوك 

   الفاظ مختزلة و قوية الدلالات تبرز تشبث الشاعرة بعروبتها و قوميتها التي هي جزء لا يتجزأ من وطنيتها، دلالات يمكن اعتبارها وصف للحالة و نداء للاستجابة للضمير العربي الذي أضحى شبه غائب عما يجري في أوطانه.

لتبقى مرتكزة الحب لديها ضمن باقي المرتكزات التي تمت الإشارة إليهما " المعاناة و العروبة " محور ديوانها حيث نج الحب لديها متجسد في كل ما هو رائع و جميل " زوج ، ابناء، الخير للإنسانية جمعاء، التضامن، التكافل، ..." و ذلك بلغة سيميائية خاصة يستطيع معها القارئ أن يسقط معانيها على واقعية ذاته، و انفعالاتها، تقول في قصيدتها " لست أنا " 

و أخبروني أن الهوى مجنوني

و أنني العطر و الشعر

الجنة و الوجود

أنني حبا بلا حدود .

هذا الحب الذي تتغنى به الشاعرة بدواخلها، تارة مصرحة به و أخرى ملمحة به نتيجة انكسارات و تضاربات داخلية تجعله بلا طعم و لا رائحة، يصارع آهاتها التي لا تنته، و تظل ترقص كطائر جريح لم يتبق له سوى حلم بات من عدم، تقول حياة نخلي في قصيدتها " أحلام زئبقية" 

أحلام رئبقية 

ساورني أنسامها

تحاصرني ألغامها

جرعة في فلاة ظامئة 

كيف أغدو وجودا 

و أنا مجرد طيف 

و بعبارة أدق يمكن القول أن الذات الشاعرة للشاعرة حياة نخلي من خلا ل ديوانها " سيمفونيات" تجس بكل ما هو جميل في هذه الحياة رغم ما يعتريها من أزمات و صراعات و خيانة و نكران للجميل و المعروف و الغي و ... لنها ذات تحس بالحب و الجمال في احلك الظروف بل هو سلاحها من أجل البققاء و الاستمرارية، كجندي على قمة جبل، أعزل لكنه يقاوم بكل ما أوتي من جهد و نبل قيم، دفاعا عن ذاته أولا لتبقة صيرورتها، ثم عن باقي من حوله و عن الوطن و المتجسد فيمن تعزهم أو تشفق من حالهم، و هو ما يتحلى في قصيدتها التي كانت بوابة ديوانها " سيمفونية عشق " 

ما بين الصمت و الألم 

فسحة أمل 

تملا الأفق شفقا

و تضيء عتمات السرى

فالشمس لم تترك يوما السماء

و لم تخن الأحلام الضياء

...........

أرجوك لا توقظني 

دعني احلم بعبير المساء

أحلق 

بجناحيك في كنف السماء

لأشكل لوحة عشق 

 على جبين الليل .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف